مسلحون في ليبيا (أرشيف)
مسلحون في ليبيا (أرشيف)

كشفت مصادر إعلامية في ليبيا، اليوم الإثنين، عن توقيف العضو السابق في المجلس الانتقالي والأستاذ الجامعي، فتحي البعجة، من قبل مصالح الأمن الداخلي بمدينة بنغازي.

وأفاد موقع "بوابة ليبيا" بأن البعجة تلقى استدعاء من قبل جهاز الأمن المذكور يوم الأحد الماضي، وعندما استجاب لذلك تعرض إلى الاحتجاز "ليبقى مصيره مجهولا لحد الساعة"، كما لم يتم تسريب أي معطيات بخصوص القضية التي يتابع من أجلها، وفق المصدر نفسه.

والبعجة، الذي تلقى تكوينا أكاديميا في الولايات المتحدة الأميركية، سبق له أن شغل أيضا منصب سفير ليبيا في كندا، قبل أن يقال  في سنة 2016، وفق ما ذكرته مواقع محلية.

ورجحت عدة مصادر أن يكون قرار توقيفه مرتبط بالتحقيقات التي فتحتها النيابة العامة بخصوص ملفات الفساد في السلك الدبلوماسي.

ويتولى فتحي البعجة حاليا شؤون المكتب السياسي لحزب "ليبيا للجميع"، وأكد في أكثر من مناسبة  عن مواقف رافضة لطريقة تسيير الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.

كما انتقد مؤخرا قرار تنحية فتحي باشاغا، الرئيس السابق للحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، واستبداله بأسامة حماد، واعتبر أن "الأمر يدخل في إطار صفقة بين أطراف متناقضة لا يجمعها سوى هدف واحد وهو إطالة أمد الأزمة حتى يستمروا في السلطة".

وقال في تصريحات إعلامية، مؤخرا، إن "العديد من الأطراف تتحدث عن الانتخابات والشرعية، وهم في الحقيقة غير شرعيين ولا يريدون الانتخابات، وكل هذه المجموعات السياسية المتصارعة والمتناكفة غارقة في الفساد حتى أذنيها ولا تلعب بمفردها في الواقع، بل تتحرك من الخارج".

وتزامنت عملية توقيف هذا الناشط السياسي مع تغيرات أضحت تميز المشهد السياسي والأمني، خاصة في منطقة الشرق الليبي على خلفية تداعيات الكارثة التي ضربت مدينة درنة وبعض المدن القريبة منها.

وحسب ما ذكرته وسائل إعلام ليبية، فقد تم توقيف ناشطين آخرين هما سراج دغمان وطارق البشاري، المقربين من السفير السابق فتحي البعجة على خلفية ندوة تم تنظيمها مؤخرا تناولت الوضع في مدينة درنة، وسبل الخروج من الأزمة الحالية.

في السياق، وثقت منظمة "رصد" الجرائم في ليبيا عملية اعتقال الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي جمال القماطي من قبل جهاز الأمن الداخلي، واقتياده إلى مكان غير معروف، وفقها، لأسباب تتعلق بتصوير مقاطع فيديو توضح حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية التي حدثت جراء كارثة انهيار سدي مدينة درنة في 11 سبتمبر، وقالت إنه "ظل قيد الاحتجاز التعسفي لمدة 5 أيام قبل أن يتم إخلاء سبيله".

وأدانت المنظمة الحقوقية في بيان، أصدرته أمس الأحد، ما قالت إنه "استمرار حملة الخطف والإخفاء القسري والاعتقال التعسفي"، كما "حملت السلطات الليبية في الشرق والغرب المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان".

وطالبت السلطات في شرق ليبيا بـ "الوقف الفوري لحملات التضييق والقمع ضد المتظاهرين السلميين، خصوصًا في مدينة درنة".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية