أحصت منظمة الصحة العالمية وفاة 101 من العاملين الصحيين في الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة ومناطق محاذية لها في العاشر من سبتمبر الماضي، في حصيلة وصفتها المنظمة الأممية بأنها "ضربة أخرى موجعة" للنظام الصحي في هذا البلد المغاربي.
ونعى ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا العاملين الصحيين مشددا على أن "هؤلاء الأطباء وأفراد التمريض والمسعفين الذين جادوا بأرواحهم، خسارتهم ليست خسارة لأسرهم وأحبائهم فقط بل خسارة للمجتمع بأسره".
وأضاف "هي بلا شك ضربة قوية لقطاع الصحة في شرق ليبيا وبقية أنحائها".
ويعاني القطاع الصحي الليبي في السنوات الأخيرة من ضعف كبير في الكوادر الطبية ونقص في المعدات والأدوية، بالإضافة إلى التهالك الكبير الذي تعاني منه المنشآت الصحية بشكل عام.
وأظهر تقييم سابق لمنظمة الصحة العالمية أن 63% من المستشفيات و52% من مرافق الرعاية الصحية الأولية كانت معطلة جزئيا أو كليا بعد إعصار دانيال، الذي أودى بحياة 4333 شخصا وفقدان أثر أكثر من 8500، بحسب المنظمة.
ونجحت جهود أممية في دعم السلطات الصحية الليبية لاستعادة العمل في 10 مرافق صحية موازاة مع إقامة 5 مستشفيات ميدانية لاستقبال المصابين والمتضررين من الفيضانات.
وتضم مدينة درنة 3 مرافق صحية عمومية وهي مستشفى الهريش الذي توقف عن العمل منذ عام 2019، ومستشفى الوحدة الذي لم تكن طاقته الاستيعابية تتجاوز 10 في المائة قبل العاصفة ومستشفى شيحا الذي بقي صامدا أمام الإعصار رغم ضعف إمكانياته.
وخصصت منظمة الصحة العالمية 2.3 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة في ليبيا بعد الفيضانات، كما أطلقت المنظمة الأممية نداء لتوفير 11 مليونا أخرى لدعم القطاع الصحي الليبي لاستعادة عافيته.
من جانبها علقت منظمة "أطباء بلا حدود" على الأوضاع الصحية في ليبيا بعد الإعصار، لكنها لم تقدم أي معطيات بخصوص حجم الدمار الذي لحق الكوار الطبية والمنشآت الصحية.
وقالت في بيان "تأثرت مرافق الرعاية الصحية الأساسية بشكل خاص بالكارثة، إذ دمّرت الفيضانات بعض مراكز الرعاية الصحية الأساسية، وتوفي العديد من الموظفين الطبيين والمساعدين الطبيين في الفيضانات أو أنهم في حداد على أقارب أو زملاء لهم بين الضحايا".
وكان تقرير أصدره "تحالف حماية الصحة في النزاعات" عام 2021 تحدث عن تداعيات الصراع المسلح في ليبيا على الأطر والمنشآت الصحية، وسجل حينها وفاة 15 من الأطر الطبية وجرح 23 آخرين، بالإضافة إلى تدمير 24 مركزا صحيا و12 سيارة إسعاف عام 2020.
- المصدر: أصوات مغاربية