عبر المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، عن قلقه إزاء جهود إعادة إعمار مدينة درنة الليبية المنكوبة في ظل الانقسام الحكومي في ليبيا، وهو ما يفاقم المخاوف الدولية والمحلية بخصوص ملف إعادة إعمار ما دمرته العاصفة دانيال.
وأضاف نورلاند، في إيجاز صحفي الخميس، إن ما جرى في درنة "زاد من اهتمام الولايات المتحدة بالملف الليبي"، مشيرا إلى أن بلاده "قدمت 12 مليون دولار لمساعدة ليبيا وتريد التأكد من أن الأموال ستذهب لإعادة الإعمار".
جدل إدارة أموال الإعمار
من جهة أخرى أكد الدبلوماسي الأميركي أن البنك الدولي وصندوق الإنماء الأممي جاهزان للانخراط في آلية إعادة الإعمار.
ومنذ وقوع كارثة انهيار سدي درنة في 11 سبتمبر الماضي سيرت دول ومنظمات دولية عشرات الرحلات الجوية المباشرة إلى شرق ليبيا محملة بفرق الدعم والإنقاذ، إضافة إلى آلاف الأطنان من مواد الإغاثة الطبية والعينية.
#عاجل| المبعوث الأمريكي السفير ريتشارد نورلاند، في تصريحات صحفية: جهود إعادة الإعمار في ظل حكومتين لا تعد ناجحة، على عكس لو كانت هناك حكومة واحدة.
— الساعة 24 (@alsaaa24) October 5, 2023
نورلاند: حان الوقت للقادة لليبيين للالتقاء دون إقصاء ومناقشة تشكيل حكومة تكنوقراط للتجهيز للانتخابات. pic.twitter.com/vibjU4DBsw
كما أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداء لجمع نحو 71 مليون دولار من أجل توفير مساعدات عاجلة لنحو 250 ألف شخص في المناطق المتضررة من الفيضانات.
وتسببت العاصفة المتوسطية "دانيال" في دمار كبير في مناطق عديدة بشرق ليبيا خاصة مدينة درنة التي قتل وفقد الآلاف من أبنائها بسبب الطوفان الذي أحدثه انهيار السدين.
ومع قرب انتهاء عمليات البحث وانتشال الجثث، انتقل الحديث إلى مرحلة ما بعد الكارثة، وبالأخص إلى موضوع إعادة إعمار المناطق المنكوبة من العاصفة، وسط تصاعد للجدل بخصوصه داخلياً وخارجياً.
وكانت حكومتا الشرق والغرب قد اتخذتا (بشكل منفصل) خطوات في اتجاه حشد الجهود لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، ما أثار مخاوف أهالي تلك المناطق من تأخر عملية الإعمار بسبب صراع الصلاحيات بين الحكومتين.
وقبل نحو أسبوعين أعلنت حكومة أسامة حماد (شرق) عن انعقاد مؤتمر دولي لإعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة في 10 أكتوبر الجاري، قبل أن تعلن عن تأجيله إلى بداية شهر نوفمبر المقبل.
كاريكاتير خيري - تنافس على إعادة إعمار #درنة#الوسط#ليبيا pic.twitter.com/HIpsuHJqgX
— بوابة الوسط (@alwasatnewsly) September 28, 2023
وعلى الجانب الآخر، كشفت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عن رسالة موجهة إلى البنك الدولي في 12 سبتمبر الماضي تطلب المساعدة في عدة مجالات من بينها إدارة أموال إعمار المناطق المنكوبة جراء الفيضانات
جهود أحادية "متضاربة"
وفي هذا الصدد أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باتيلي، عن قلقه من عرقلة جهود إعادة الإعمار بسبب "مبادرات أحادية الجانب ومتضاربة" من قبل مختلف الأطراف والمؤسسات الليبية.
وشدد، في بيان نشرته البعثة الأممية الاثنين الماضي، على الحاجة الماسة إلى إرساء "آلية وطنية موحدة" من أجل المضي قدماً بجهود إعادة الإعمار بفعالية وكفاءة.
وأيدت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا وبعثات دبلوماسية غربية أخرى، دعوة الممثل الأممي، وحثت القادة الليبيين على الاتفاق على مثل هذه الآلية دعما للشعب الليبي.
وشددت البعثة الأوروبية على ضرورة تنسيق الآلية المذكورة مع الشركاء المحليين والدوليين لـ "توجيه جهود الإغاثة الشفافة والقائمة على الحقوق والخاضعة للمساءلة ومعالجة احتياجات إعادة الإعمار في أعقاب الكارثة"
المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية