عبرت البعثة الأممية، اليوم الإثنين، عن قلقها حيال تدهور الوضع الأمني في مدينة بنغازي خلال الأيام الأخيرة، ودعت الأطراف المتنازعة إلى "الالتزام بحماية المدنيين".
وقالت البعثة في بيان نشرته عبر حسابها بموقع إكس (تويتر سابقا)، "تعرب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها جراء الاشتباكات المسلحة في بنغازي واستمرار انقطاع الاتصالات، وتواصل التحري عن التقارير الواردة بشأن وقوع ضحايا مدنيين. وتذكر البعثة المنخرطين في الاشتباكات بضرورة احترام التزاماتها بحماية المدنيين".
وجاء تحرك الهيئة الأممية بعد انتشار أخبار عن تواصل الاشتباكات بين فرق مسلحة تابعة لقوات المسير خليفة حفتر وموالين لوزير الدفاع الأسبق، المهدي البرغثي، بعد قرار عودته إلى مدينة بنغازي.
وتحدثت وسائل إعلامية، مؤخرا، عن اشتباكات مسلحة انطلقت ليلة الجمعة الماضية تزامنا مع عودة القائد العسكري المهدي البرغثي من طرابلس، وسط أنباء متضاربة حول مصير هذا المسؤول السابق.
وتشهد ليبيا، حاليا، حالة غموض كبيرة حول ما يجري في مدنية بنغازي بسبب التضارب الكبير في الأخبار حول ما حقيقة ما يدور هناك، خاصة بعد قطع خدمات الإنترنت وشبكة الاتصالات بها.
أحداث استثنائية
وفي هذا السياق، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الاثنين، إلى تحرك النائب العام وفتح "تحقيق عاجل" في الأحداث المسلحة التي تجري في مدينة بنغازي منذ يوم الجمعة الماضي.
وقال الدبيبة، خلال ندوة نظمتها وزارة المواصلات في حكومته "إن مدينة بنغازي تشهد أحداثا استثنائية"، مؤكدا "وجود مواجهات مسلحة داخل أحد الأحياء المدنية بالإضافة إلى القطع المتعمد لكل شبكات الاتصال بشكل كامل، الأمر الذي جعل ثاني أكبر المدن الليبية معزولة عن العالم".
وأكد على أن هذه "الأحداث لا تهدد فقط حياة مواطنينا وسلامتهم، بل تمس وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي". داعيا إلى" محاسبة المسؤولين عن تعريض حياة المدنيين العزل للخطر في تلك المدينة".
تضارب في الآراء
بالمقابل، كذب رئيس الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، أسامة حماد، ما جاء في تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة.
وقال في تصريحات نقلها تلفزيون "المسار" إن "الدبيبة استند لمنصات التواصل وأصحاب التوجهات المعروفة ضمن حملته لزعزعة الاستقرار والأمن في مناطقنا"، مضيفا أن "المنظومة المتشبثة بالسلطة لديها مشكلة في اللحمة الوطنية بين الليبيين ومصرة على إدخال البلاد في أزمات مسلحة"، كما انتقد حماد البيان الصادر عن هيئة الأمم المتحدة ودعاها إلى الحرص على "نقل الحقيقة اعتمادا على مكتبها المتواجد في بنغازي".
وأفاد مسؤول الحكومة المسيطرة على مناطق الشرق الليبي بأن "ما وقع في بنغازي كاتن مجرد عملية أمنية محدودة ضد مجموعة تخريبية دامت ساعتين وانتهت يوم الجمعة الماضي".
وضع معقد
وقال المحلل السياسي الليبي، محمود إسماعيل، إن "ما يجري في المنطقة الشرقية من البلاد، وتحديدا ببعض الأحياء بمدينة ينغازي يدعو فعلا إلى القلق، خاصة مع استمرار قطع خدمات الإنترنت وشبكة الاتصالات منذ ما يزيد عن ثلاثة أيام".
وأوضح المتحدث في تصريح لـ"أصوات مغاربية": "نجد صعوبة كبيرة في التواصل مع أهلنا في مدينة ينغازي، لكن الثابت أن أمورا أمنية كثيرة تحدث هناك"، مؤكدا أن "السبب الرئيسي في الأحداث عن الإعلان عن عودة المهدي البرغثي، وزير الدفاع الأسبق في حكومة السراج إلى بنغازي".
وأٍردف إسماعيل "في اعتقادي أن المشير خليفة حفتر الذي يرفض مشاهدة أي منافس عسكري له في المنطقة يكون قد انزعج من الخبر ما جعله يتحرك من أجل القبض على المهدي البرغثي، وهو الأمر الذي تسبب في غضب مجموعة من القبائل في الجهة الشرقية، خاصة قبيلتي البراغثة والعواقير".
ويرى المتحدث أن "الأحداث التي تشهدها مدينة بنغازي قد تضر كثيرا بالعملية السياسية ومشروع الانتخابات على اعتبار أنها ستفضي إلى نزاعات قبلية جديدة".
وأكد أن "مناوشات مسلحة تبقى مستمرة لحد الساعة بين قوات تابعة للمشير خليفة حفتر أفراد محسوبين على هذين القبيلتين".
المصدر: أصوات مغاربية