آن ويتكوفسكى
مساعد وزير الخارجية الأمريكي لعمليات الصراع وتحقيق الاستقرار، آن ويتكوفسكي، تلتقي عضوي الرئاسي موسى الكوني وعبدالله اللافي بحضور نورلاند

يجري وفد أميركي رفيع المستوى مباحثات مع مسؤلين ليبيين في العاصمة طرابلس، حول أهم الملفات السياسية في البلاد وسبل الدفع بالعملية السياسية التي تهدف إلى إجراء الانتخابات وإنهاء حالة الانقسام في البلاد.

ويضم الوفد المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية لدى ليبيا، جيرمي بيرندت، إضافة إلى مسؤولين آخرين بالقسم السياسي ضمن البعثة الأميركية إلى ليبيا.

نتائج أعمال لجنة 6+6

وبحث الوفد الأميركي مع رئيس المجلس لرئاسي الليبي، محمد المنفي، آخر المستجدات السياسية في البلاد وسُبل الدفع بالعملية السياسية للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة في أقرب الآجال، وذلك خلال لقاء مساء أمس الأربعاء.

ووفقا لما نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي فقد أكد المبعوث الأميركي دعم المجتمع الدولي لعمل اللجنة المالية العليا وما يصحبها من إجراءات لتحقيق التنمية والإعمار في كافة أنحاء ليبيا وخاصة مدن درنة ومناطق الجبل الأخضر المتضررة من السيول التي اجتاحتها خلال شهر سبتمبر الماضي.

بدوره أكد المنفي حرص المجلس الرئاسي على الوصول لتسوية سياسية شاملة تُفضي إلى انتخابات "يرضى بنتائجها الجميع"، بحسب مكتبه الإعلامي.

وشهدت الأيام الماضية خلافات حول النتائج التي توصلت إليها لجنة 6+6 المشتركة، خاصة بعد إعلان المجلس الأعلى للدولة رفضه للصيغة النهائية التي أقرها مجلس النواب في الشرق بدعوى أنها تضمنت "تعديلات" غير متفق عليها.

ودافعت لجنة 6+6 من جانبها عن مخرجاتها بشأن قوانين الانتخابات، مؤكدة أن التعديلات التي أجريت على النسخة المعتمدة بموجب "اتفاق بوزنيقة" بالمغرب، "لم تمس جوهر الاتفاق ولا الأساس الذي بنيت عليه".

وأمس الأربعاء ناقش الوفد الأميركي نتائج أعمال اللجنة مع رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكاله، خلال لقاء بمقره في طرابلس، بما في ذلك توحيد الجهود للوصول إلى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية تأسيساً على نتائج أعمال اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية.

تعاون ليبي أميركي

وبالإضافة لحوارات الوفد الأميركي في طرابلس حول موضوع الانتخابات والدفع بالعملية السياسية، زارت مساعد وزير الخارجية الأميركي لعمليات الصراع وتحقيق الاستقرار، آن ويتكوفسكى ، العاصمة حيث أجرت مباحثات مع وزير الخارجية المكلف، وأعضاء من المجلس الرئاسي.

وبحسب وكالة الانباء الليبية، ناقشت ويتكوفسكي مع وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية، الطاهر الباعور، الاستراتيجية الأمريكية العشرية (2032-2022) لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار ووضع آليات التنسيق لتنفيذ الخطة بالشراكة بين البلدين.

والثلاثاء التقت المسؤولة الامريكية النائبين بالمجلس الرئاسي، موسى الكوني  و عبد الله اللافي، وبحثت معهم سبل تطوير آليات التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة في عدة مجالات سيما الانتخابات والمصالحة، والتنمية .

وأوضح المكتب أن النائبين بالمجلس الرئاسي أكدا على أهمية التعاون المشترك مع الجانب الأميركي في مجالات التنمية، وتأمين الحدود الجنوبية، والتأكيد على أهمية إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، من أجل عودة الاستقرار لليبيا، وإجراء الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية.

 

المصدر: أصوات مغاربية 

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية