التقى رئيسا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيان الأربعاء بالعاصمة المصرية القاهرة، وذلك للمرة الأولى منذ انتخاب رئيس المجلس الأعلى للدولة الجديد، محمد تكالة، لرئاسة المجلس خلفاً لخالد المشري في أغسطس الماضي.
ووفقا لبيان نشره المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة في وقت لاحق، فقد استعرض تكالة مع عقيلة صالح تطورات الموقف الراهن في البلاد واتفقا على استمرار التشاور حول الأزمة السياسية للوصول إلى "حل ليبي داخلي يحقق تطلعات الشعب ومصالحه".
مصير مخرجات "6+6"
ولم يتضمن البيان تفاصيل إضافية حول مسارالقوانين الانتخابية التي امتنع المجلس الأعلى للدولة عن الموافقة عليها عقب اعتمادها من قبل مجلس النواب في 2 أكتوبر الماضي.
ويقضي الاتفاق بين المجلسين بموافقة كل منهما على مخرجات لجنة "6+6" المشكلة بالمناصفة بينهما والمكلفة بإعداد قوانين انتخابية من شأنها تجاوز الخلاف الدستوري حول شروط الترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المزمع إقامتها في ليبيا.
شاهد | المحلل السياسي ناصر بوديب: لن يتم الاتفاق على القوانين الانتخابية بصيغتها الحالية، وذهاب محمد تكالة للقاء عقيلة صالح في #مصر كي لا يكون معرقلا.#قناة_فبراير | #ليبيا pic.twitter.com/MqX1iHrlGu
— قناة فبراير (@FebruaryChannel) November 8, 2023
لكن المجلس الأعلى للدولة اعترض في ما بعد على تلك القوانين مشككاً في الصيغة التي مررها النواب في أكتوبر الماضي، بحجة أنها تختلف عن نتائج أعمال اللجنة الأصلية "في نسختها الموقعة في بوزنيقة بالمغرب".
وجاء موقف الأعلى للدولة الرافض للتصديق بعد انتخاب تكالة رئيساً له في أغسطس الماضي، وتبنيه موقفاً معارضاً للاتفاق الذي وصل إليه سلفه مع مجلس النواب ويقضي بقبول نتائج عمل لجنة 6+6 المشتركة المجلسين.
وتعول أطراف داخلية وخارجية على القوانين الانتخابية الأخيرة باعتبارها الطريق الأسرع للوصول إلى إجراء انتخابات انتظهرها الليبيون طويلاً أملاً في إنهاء الانسداد السياسي الذي تمر به البلاد منذ عام 2014
اتفاق أو "حل بديل"
وفي حال إخفاق مجلسي النواب والأعلى للدولة في التوصل إلى اتفاق حول إجراء الانتخابات في أقرب الآجال، فإن الوصول إلى عقدها قد يكون عبر "الحل البديل" الذي لوح مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عبدالله باتيلي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن في 27 فبراير الماضي.
ويتمثل ذلك الحل في تشكيل "لجنة توجيهية رفيعة المستوى" تتكون من ممثلي مؤسسات الدولة وأشخصيات سياسية ومجتمعية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم، وتكون مسؤولة عن "تسهيل اعتماد إطار قانوني وخريطة طريق مرتبطة بجدول زمني لإجراء الانتخابات في العام 2023"
النائبة أسمهان بالعون تؤكد استحالة إجراء الانتخابات في 2023 وتتوقع ترحيلها لـ2025
— ليبيا برس (@libyapress2010) April 2, 2023
بالعون: أتوقع أن يعلن باثيلي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة تأجيل الانتخابات رسميًا إلى العام القادم قبل ترحليها نهائيا إلى عام 2025.
-#واشنطن ستترك تحديد موعد إجراء الانتخابات لليبيين. #ليبيا pic.twitter.com/ClAE82l93f
غير أن كل المعطيات الحالية تشير إلى استحالة إجراء الانتخابات قبل نهاية 2023، حتى لو اتفق المجلسان على المساد الدستوري، وذلك بسبب الإجراءات والمدد التي تنص عليها القوانين المرتقبة.
وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في 24 ديسمبر 2021، لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب الجدل الذي أثارته بعض الأسماء المرشحة لمنصب الرئاسة، إضافة للخلاف حول الأساس الدستوري للانتخابات.
المصدر: أصوات مغاربية