مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية يزور المقابر الجماعية في ترهونة
كريم خان خلال زيارته لمواقع المقابر الجماعية في ترهونة - المصدر صفحة المحكمة على تويتر

انتقدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ما ورد في الإحاطة التي قدمها المدعي العام للجنائية الدولية، كريم خان، أمام مجلس الأمن، مؤخرا، بخصوص الوضع الحقوقي في هذا البلد المغاربي.

وأعربت المنظمة الحقوقية الليبية، في بيان أصدرته أمس الإثنين، عن "استيائها واستغرابها من آليات التعامل التي ينتهجها فريق عمل المحكمة الخاص بليبيا في التواصل والتعاون والعمل الانتقائي مع المؤسسات الحقوقية والقانونية المستقلة وغير الحكومية الليبية"، كما أبدت تحفظها حيال "التعامل الانتقائي مع المؤسسات الحقوقية الليبية، وهو ما لا يسهم في نجاح عمل المحكمة في الملف الليبي".

اتهامات بـ "الانتقائية"

وطلبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان المدعي العام للجنائية الدولية بـ"التواصل والعمل المشترك مع جميع أصحاب المصلحة من المؤسسات الحقوقية والقانونية المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة الانتقالية في ليبيا بدون انتقائية وتهميش المؤسسات الوطنية والمحلية الفاعلة".

⏹️ #بيـــــــــــان_صحفـــــي📄:📢 { بيان اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إحاطة المدعي العام للمحكمة ⚖ الجنائية...

Posted by ‎المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا - Nihrl‎ on Monday, November 13, 2023

وخلال تقديم إحاطته أمام مجلس الأمن، بتاريخ 8 نوفمبر الماضي، أفاد المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بأن الفريق التابع لمكتبه أجرى 15 زيارة في ثلاث مناطق جمع خلالها أكثر من 4 آلاف دليل، بخصوص التجاوزات الحقوقية المرتكبة في ليبيا، تشمل مقاطع فيديو وصورا فضلا عن مقابلة عدد كبير من الشهود.

وأضاف بأن مكتب الجنائية الدولية في ليبيا "استمر في بناء زخم إيجابي بشأن الحالة في ليبيا، وذلك من خلال الشراكة مع المجتمعات المتضررة والسلطات الوطنية والشركاء الدوليين"، مشيرا إلى ما وصفها بـ"النتائج الحقيقية التي قال إنها تحققت خلال الأشهر الستة الأخيرة".

وتطرف خان أيضا إلى "التجاوزات" التي تستهدف المهاجرين الأجانب في ليبيا، مشيرا إلى أنه "حقق تقدما في التحقيقات المتصلة بمناطق الاحتجاز والجرائم ضد المهاجرين في ليبيا".

وأضاف "قمنا بتعميق انخراطنا مع من تأثروا بهذه الجرائم. تواصلنا مع الضحايا ومنظمات الضحايا ومع ممثلين ومنظمات من المجتمع المدني حول الحالة في ليبيا".

ولفت المدعي العام إلى أن "طاقمه المحلي يواجه قيودا كبيرة في الحصول على الموارد"، مؤكدا أن "العامل أضحى يؤثر على قدرة المكتب في تنفيذ ولايته بليبيا".

مشكل التدويل

ويثير موضوع معالجة الجرائم ضد الإنسانية المسجلة في ليبيا خلال السنوات الماضية جدلا كبيرا في الأوساط الحقوقية المحلية، بين من لا يبدي أية ممانعة في ضرورة فتح المجال أمام الهيئات الدولية من أجل القيام بتحقيقات شاملة ومعاقبة مرتكبيها، وجهات أخرى ترى في الأمر تدخلا في صلاحية القضاء المحلي.

في الصدد، شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على أن القضاء الليبي "يملك القدرة على ملاحقة المسؤولين عن جميع أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم بجميع أوصافها وأشكالها وتصنيفاتها، معتبرة أن" تحقيق العدالة وضمان حقوق الضحايا والمتضررين وإنصاف الضحايا، اختصاص سيادي للقضاء الليبي لا مجال للتنازل عنه".

وطالبت في الصدد محكمة الجنايات الدولية بـ "تعزيز أطر تعاونها مع السلطات القضائيّة الليبية، ما من شأنه أن يُسهم بشكلٍ كبير في دعم جهود تعزيز المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب وضمان حقوق الضحايا وتعزيز سيادة القانون والعدالة والإسهام في تحقيق السلام والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقاليّة في ليبيا".

لكن منظمات حقوقية محلية أخرى أصدرت، شهر يونيو الماضي، بيانا شددت ضمنه على أن "النظام القضائي الليبي يواجه اليوم أزمة أمنية خطيرة للغاية قد تؤثر سلبا على فعالية عمل السلطة القضائية"،  وطالبت بـ"توفير الضمانات اللازمة لاستقلال السلطة القضائية وخاصة لتوفير مناخ آمن للعاملين في مؤسسات الدولة".

وكانت مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حنان صلاح،  دعت المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية إلى "التحقيق في الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة في حال عجزت السلطات الليبية عن إجراء مساءلة محلية عن الفظائع ضد أهالي ترهونة"، مؤكدة أن "أقارب المئات من الذين اعتُقلوا تعسفا وعذبوا أو أُخفُوا ووُجِدوا فيما بعد في مقابر جماعية ما زالوا ينتظرون العدالة".

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

Libyan special security forces stand guard outside the appeals court during the trial of dictator Moamer Kadhafi's former aides on July 28, 2015 in the Libyan capital, Tripoli. A Libyan court sentenced a son and eight aides of slain dictator Moamer Kadhafi's to death for crimes during the 2011 uprising on Tuesday after a trial overshadowed by the country's bloody division. Senussi and Kadhafi's last prime minister Al-Baghdadi al-Mahmudi were among those sentenced to death along with Seif al-Islam, the dicta
صورة من أمام محكمة في ليبيا- أرشيف

جددت بريطانيا عقوباتها في حق مجموعة من المسؤولين الليبيين على خلفية اتهامهم بارتكاب تجاوزات في مجال حقوق حقوق الإنسان، وفق ما أعلنته وزارة الخزينة البريطانية في منشورها الدوري المتعلق بالشخصيات والكيانات يجري متابعتها من طرف القضاء في الخارج.

وقالت الحكومة البريطانية إن الأشخاص المذكورين في اللائحة خاضعين لإجراءات تتعلق بتجميد أصول أموالهم مع منعهم من السفر.

وضمت القائمة الجديدة مجموعة من المسؤولين الحاليين  في هذا البلد المغاربي، من بينهم قائد خفر السواحل في الزاوية عبد الرحمان ميلاد، المعروف محليا باسم "البيدجا"، وقائد الحرس الوطني في الزاوية محمد الأمين العربي كشلاف.

تجاوزات واتهامات

وقد سبق للجنة الجزاءات الدولية المعنية بليبيا، التي تم تكليفها من طرف المكلفة مجلس الأمن الدولي أن اتهمت هذين الشخصين، شهر سبتمبر الماضي، بالتورط في  إدارة شبكة ضخمة للاتجار والتهريب في مدينة الزاوية.

وكان مدير "مركز النصر للاحتجاز" في الزاوية أسامة الكوني إبراهيم، أحد الشخصيات الذين شملهم قرار الحكومة البريطانية، مع العلم أنه سبق لمجلس الأمن الدولي أن فرض عقوبات عليه بعد اتهامه بالقيام بـ"أعمال تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان وتهريب البشر وأعمال عنف ضد المهاجرين في ليبيا".

ويحرص العديد من الحقوقيين في ليبيا على ضرورة الاهتمام بملف المهاجرين غير النظاميين بالنظر إلى التجاوزات الكبيرة المرتكبة في حقهم من طرف مجموعات مسلحة تنشط خارج القانون، أو بعض الهيئات النظامية المكلفة بمحاربة الهجرة غير الشرعية.

وفي تقرير السنوي الأخير، أفادت منظمة "التضامن لحقوق الإنسان" (هيئة حقوقية ليبية تأسست في 1999) بأن "فئة المهاجرين غير النظاميين في ليبيا أصبحت عرضة للابتزاز من قبل الجهات المسؤولة عن مراكز الاحتجاز، كما أن السلطات  تقوم من فينة إلى أخرى بحملات اعتقال واسعة عنيفة على أماكن سكن العمال والمهاجرين"، مؤكدا أن "قوة تابعة لجهاز مكافحة الهجرة قامت باعتقال المئات من اللاجئين وأودعتهم مراكز الاحتجاز ولازال مصير الكثير منهم مجهولا لغاية الآن".

يذكر أن السلطات الليبية كانت قد اتخذت، في الأشهر الأخيرة، جملة من الإجراءات قصد التخفيف من الضغوطات التي يفرضها ملف هؤلاء المهاجرين على السلطات المحلية لدى الهيئات الحقوقية الدولية، من بينها تنظيم عمليات ترحيل للمئات منهم نحو بلدانهم الأصلية، بالإضافة إلى اعتقال مجموعة كبيرة منهم متورطة في بعض الجرائم.

ابنا القذافي في القائمة

ورغم مرور أزيد من 12 سنة على سقوط نظام معمر القذافي، إلا أن المتابعات القضائية الدولية تبقى تسري ضد بعض أفراد عائلته، بحيث شملت القائمة الجديد التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية ابني القذافي، وهما الساعدي وأخيه غير الشقيق محمد.

وتوبع الساعدي القذافي بارتكاب العديد من التجاوزات في مجال حقوق الإنسان ووجه له القضاء الليبي تهما تتعلق بـ "القتل والخطف والقيام بأفعال تشكل جرائم ارتكبها إبان الثورة الشعبية ضد نظام والده معمر القذافي عام 2011".

 

  • المصدر: أصوات مغاربية