مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية يزور المقابر الجماعية في ترهونة
كريم خان خلال زيارته لمواقع المقابر الجماعية في ترهونة - في نوفمبر 2022

انتقدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ما ورد في الإحاطة التي قدمها المدعي العام للجنائية الدولية، كريم خان، أمام مجلس الأمن، مؤخرا، بخصوص الوضع الحقوقي في هذا البلد المغاربي.

وأعربت المنظمة الحقوقية الليبية، في بيان أصدرته أمس الإثنين، عن "استيائها واستغرابها من آليات التعامل التي ينتهجها فريق عمل المحكمة الخاص بليبيا في التواصل والتعاون والعمل الانتقائي مع المؤسسات الحقوقية والقانونية المستقلة وغير الحكومية الليبية"، كما أبدت تحفظها حيال "التعامل الانتقائي مع المؤسسات الحقوقية الليبية، وهو ما لا يسهم في نجاح عمل المحكمة في الملف الليبي".

اتهامات بـ "الانتقائية"

وطلبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان المدعي العام للجنائية الدولية بـ"التواصل والعمل المشترك مع جميع أصحاب المصلحة من المؤسسات الحقوقية والقانونية المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة الانتقالية في ليبيا بدون انتقائية وتهميش المؤسسات الوطنية والمحلية الفاعلة".

⏹️ #بيـــــــــــان_صحفـــــي📄:📢 { بيان اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إحاطة المدعي العام للمحكمة ⚖ الجنائية...

Posted by ‎المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا - Nihrl‎ on Monday, November 13, 2023

وخلال تقديم إحاطته أمام مجلس الأمن، بتاريخ 8 نوفمبر الماضي، أفاد المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بأن الفريق التابع لمكتبه أجرى 15 زيارة في ثلاث مناطق جمع خلالها أكثر من 4 آلاف دليل، بخصوص التجاوزات الحقوقية المرتكبة في ليبيا، تشمل مقاطع فيديو وصورا فضلا عن مقابلة عدد كبير من الشهود.

وأضاف بأن مكتب الجنائية الدولية في ليبيا "استمر في بناء زخم إيجابي بشأن الحالة في ليبيا، وذلك من خلال الشراكة مع المجتمعات المتضررة والسلطات الوطنية والشركاء الدوليين"، مشيرا إلى ما وصفها بـ"النتائج الحقيقية التي قال إنها تحققت خلال الأشهر الستة الأخيرة".

وتطرف خان أيضا إلى "التجاوزات" التي تستهدف المهاجرين الأجانب في ليبيا، مشيرا إلى أنه "حقق تقدما في التحقيقات المتصلة بمناطق الاحتجاز والجرائم ضد المهاجرين في ليبيا".

وأضاف "قمنا بتعميق انخراطنا مع من تأثروا بهذه الجرائم. تواصلنا مع الضحايا ومنظمات الضحايا ومع ممثلين ومنظمات من المجتمع المدني حول الحالة في ليبيا".

ولفت المدعي العام إلى أن "طاقمه المحلي يواجه قيودا كبيرة في الحصول على الموارد"، مؤكدا أن "العامل أضحى يؤثر على قدرة المكتب في تنفيذ ولايته بليبيا".

مشكل التدويل

ويثير موضوع معالجة الجرائم ضد الإنسانية المسجلة في ليبيا خلال السنوات الماضية جدلا كبيرا في الأوساط الحقوقية المحلية، بين من لا يبدي أية ممانعة في ضرورة فتح المجال أمام الهيئات الدولية من أجل القيام بتحقيقات شاملة ومعاقبة مرتكبيها، وجهات أخرى ترى في الأمر تدخلا في صلاحية القضاء المحلي.

في الصدد، شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على أن القضاء الليبي "يملك القدرة على ملاحقة المسؤولين عن جميع أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم بجميع أوصافها وأشكالها وتصنيفاتها، معتبرة أن" تحقيق العدالة وضمان حقوق الضحايا والمتضررين وإنصاف الضحايا، اختصاص سيادي للقضاء الليبي لا مجال للتنازل عنه".

وطالبت في الصدد محكمة الجنايات الدولية بـ "تعزيز أطر تعاونها مع السلطات القضائيّة الليبية، ما من شأنه أن يُسهم بشكلٍ كبير في دعم جهود تعزيز المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب وضمان حقوق الضحايا وتعزيز سيادة القانون والعدالة والإسهام في تحقيق السلام والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقاليّة في ليبيا".

لكن منظمات حقوقية محلية أخرى أصدرت، شهر يونيو الماضي، بيانا شددت ضمنه على أن "النظام القضائي الليبي يواجه اليوم أزمة أمنية خطيرة للغاية قد تؤثر سلبا على فعالية عمل السلطة القضائية"،  وطالبت بـ"توفير الضمانات اللازمة لاستقلال السلطة القضائية وخاصة لتوفير مناخ آمن للعاملين في مؤسسات الدولة".

وكانت مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حنان صلاح،  دعت المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية إلى "التحقيق في الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة في حال عجزت السلطات الليبية عن إجراء مساءلة محلية عن الفظائع ضد أهالي ترهونة"، مؤكدة أن "أقارب المئات من الذين اعتُقلوا تعسفا وعذبوا أو أُخفُوا ووُجِدوا فيما بعد في مقابر جماعية ما زالوا ينتظرون العدالة".

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية