أحد اعتصامات المعيدين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الليبية
أحد اعتصامات المعيدين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الليبية للمطالبة بتسوية أوضاعهم المالية والتعليمية

أكدت نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الليبية إطلاق سراح النقيب العام لأعضاء هيئة التدريس عبدالفتاح السايح بعد أيام من إعلان اختطافه في خضم اعتصامات مفتوحة وإضرابات نفذها المعيديون وأساتذة الجامعات للمطالبة بتسوية أوضاعهم المادية.

وكانت النقابة أعلنت اختطاف السايح من مقرها بطرابلس بعد ساعات من تأكيد فشل مفاوضاتها مع وزيري التعليم العالي والبحث العلمي وشؤون مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية، في التوصل إلى حل لمعالجة أوضاع المعيدين.

وأثار نبأ "اختطاف" السايح إدانات من قبل أعضاء هيئات التدريس والمعيدين بالجامعات الليبية في مدن مختلفة محملين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة المسؤولية عن سلامته، بينما لم تتم الإشارة إلى الجهة التي قامت بتوقيفه.

تضارب بشأن تحقق المطالب

وبينما تأكد خبر الإفراج عن النقيب والأعضاء الآخرين المذكورين، ما زالت الصورة غير واضحة بشأن مصير الاعتصامات المطلبية للنقابة في ظل تضارب الأنباء حول تحقيق مطالبهم من عدمها.

وقبل يومين ذكرت منصة "حكومتنا" الرسمية أن عبدالحميد الدبيبة أصدر تعليماته للجهات المعنية بتسوية أوضاع المعيدين بالجامعات وصرف مرتباتهم، مع تعليمات للجامعات والمعاهد العليا بـ "التنفيذ مباشرة".

جاء ذلك كنتيجة لاجتماع موسع عقده الدبيبة مع نقابة أعضاء هيئة التدريس، بحضور وزيري التعليم العالي والبحث العلمي، والتعليم التقني الفني ومسؤولين آخرين.

في المقابل نفت النقابة تحقق كافة مطالبها "حتى اللحظة" بالرغم مما وصفته بالبوادر الإيجابية التي ظهرت خلال اجتماعها مع رئيس الحكومة، مؤكدة استمرارها في التفاوض مع الحكومة.

وتعود بداية الأزمة بين أعضاء هيئات التدريس والحكومة إلى الصيف الماضي، لكنها وصلت ذروتها في مطلع سبتمبر، حين أعلنت النقابة العامة لأعضاء هيئة التدريس بمؤسسات التعليم العالي الليبية الدخول في اعتصام شامل ومفتوح، وإيقاف الدراسة إلى حين إيفاء الحكومة بمطالباتهم المالية.

وتتضمن المطالب المذكورة تخصيص قيمة مالية لإصدار تعويضات مالية لجميع أعضاء هيئة التدريس والمعيدين والأوائل الذين صدرت بحقهم قرارات إيفاد للدراسة بالخارج، والتي لم تنفذ لأسباب منها ما قالت الحكومة إنه ترشيد الإنفاق.

كما يطالب أساتذة الجامعات الليبية بتنفيذ جدول الرواتب الجديد المنصوص عليه في القانون رقم 4 الصادر عن مجلس النواب في 2020، بما في ذلك زيادة رواتب المعيدين وأعضاء هيئة التدريس ودفع مستحقاتهم عن المكافآت والعلاوات الإضافية وإجازات التفرغ العلمي.

لعبة عض أصابع

وبالتوازي مع ما توصف بلعبة شد وجذب بين نقابة أعضاء هيئة التدريس والحكومة الليبية، لايبدو عامل الزمن في صالح الحكومة الواقعة تحت ضغط الوقت خاصة مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، وهو ما دفع الدبيبة، إلى وصف ما يجري في الجامعات بأنه "ابتزاز"، وذلك في تصريحات سابقة حول الأزمة.

لكن التطور الأخير في الأزمة جاء أمس الجمعة عندما أعلنت نقابة أعضاء هيئة التدريس، في منشور على فيسبوك، عن "اتفاق" مع جهاز الأمن الداخلي على الشروع في الدراسة ابتداء من اليوم السبت، "على أن يتم اللجوء إلى القضاء للفصل في حقوق أعضاء هيئة التدريس الجامعي."

وفي تبرير لدخوله على خط الأزمة، قال جهاز الأمن الداخلي في طرابلس إنه تدخل "بدافع وطني" لاتخاذ خطوات جادة لاستئناف الدراسة وحل مشكلة الاعتصام.

وأضاف الجهاز، في بيان نشرته وسائل إعلام ليبية الجمعة، أن استمرار الاعتصام حرم الآلاف من الطلبة من حقهم في الحصول على التعليم وضيع عليهم فصولا دراسية "ما يعد انتهاكا لحق أساسي من حقوق الإنسان".

ومن جهة أخرى قال الجهاز إن استمرار اعتصام أعضاء هيئة التدريس عطل المصلحة العامة والخاصة و"هو يعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون" دون تأكيد أو نفي قيامه بالقبض على النقيب العام، بحسب ما ورد في البيان.

المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام ليبية

مواضيع ذات صلة

Libyan special security forces stand guard outside the appeals court during the trial of dictator Moamer Kadhafi's former aides on July 28, 2015 in the Libyan capital, Tripoli. A Libyan court sentenced a son and eight aides of slain dictator Moamer Kadhafi's to death for crimes during the 2011 uprising on Tuesday after a trial overshadowed by the country's bloody division. Senussi and Kadhafi's last prime minister Al-Baghdadi al-Mahmudi were among those sentenced to death along with Seif al-Islam, the dicta
صورة من أمام محكمة في ليبيا- أرشيف

جددت بريطانيا عقوباتها في حق مجموعة من المسؤولين الليبيين على خلفية اتهامهم بارتكاب تجاوزات في مجال حقوق حقوق الإنسان، وفق ما أعلنته وزارة الخزينة البريطانية في منشورها الدوري المتعلق بالشخصيات والكيانات يجري متابعتها من طرف القضاء في الخارج.

وقالت الحكومة البريطانية إن الأشخاص المذكورين في اللائحة خاضعين لإجراءات تتعلق بتجميد أصول أموالهم مع منعهم من السفر.

وضمت القائمة الجديدة مجموعة من المسؤولين الحاليين  في هذا البلد المغاربي، من بينهم قائد خفر السواحل في الزاوية عبد الرحمان ميلاد، المعروف محليا باسم "البيدجا"، وقائد الحرس الوطني في الزاوية محمد الأمين العربي كشلاف.

تجاوزات واتهامات

وقد سبق للجنة الجزاءات الدولية المعنية بليبيا، التي تم تكليفها من طرف المكلفة مجلس الأمن الدولي أن اتهمت هذين الشخصين، شهر سبتمبر الماضي، بالتورط في  إدارة شبكة ضخمة للاتجار والتهريب في مدينة الزاوية.

وكان مدير "مركز النصر للاحتجاز" في الزاوية أسامة الكوني إبراهيم، أحد الشخصيات الذين شملهم قرار الحكومة البريطانية، مع العلم أنه سبق لمجلس الأمن الدولي أن فرض عقوبات عليه بعد اتهامه بالقيام بـ"أعمال تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان وتهريب البشر وأعمال عنف ضد المهاجرين في ليبيا".

ويحرص العديد من الحقوقيين في ليبيا على ضرورة الاهتمام بملف المهاجرين غير النظاميين بالنظر إلى التجاوزات الكبيرة المرتكبة في حقهم من طرف مجموعات مسلحة تنشط خارج القانون، أو بعض الهيئات النظامية المكلفة بمحاربة الهجرة غير الشرعية.

وفي تقرير السنوي الأخير، أفادت منظمة "التضامن لحقوق الإنسان" (هيئة حقوقية ليبية تأسست في 1999) بأن "فئة المهاجرين غير النظاميين في ليبيا أصبحت عرضة للابتزاز من قبل الجهات المسؤولة عن مراكز الاحتجاز، كما أن السلطات  تقوم من فينة إلى أخرى بحملات اعتقال واسعة عنيفة على أماكن سكن العمال والمهاجرين"، مؤكدا أن "قوة تابعة لجهاز مكافحة الهجرة قامت باعتقال المئات من اللاجئين وأودعتهم مراكز الاحتجاز ولازال مصير الكثير منهم مجهولا لغاية الآن".

يذكر أن السلطات الليبية كانت قد اتخذت، في الأشهر الأخيرة، جملة من الإجراءات قصد التخفيف من الضغوطات التي يفرضها ملف هؤلاء المهاجرين على السلطات المحلية لدى الهيئات الحقوقية الدولية، من بينها تنظيم عمليات ترحيل للمئات منهم نحو بلدانهم الأصلية، بالإضافة إلى اعتقال مجموعة كبيرة منهم متورطة في بعض الجرائم.

ابنا القذافي في القائمة

ورغم مرور أزيد من 12 سنة على سقوط نظام معمر القذافي، إلا أن المتابعات القضائية الدولية تبقى تسري ضد بعض أفراد عائلته، بحيث شملت القائمة الجديد التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية ابني القذافي، وهما الساعدي وأخيه غير الشقيق محمد.

وتوبع الساعدي القذافي بارتكاب العديد من التجاوزات في مجال حقوق الإنسان ووجه له القضاء الليبي تهما تتعلق بـ "القتل والخطف والقيام بأفعال تشكل جرائم ارتكبها إبان الثورة الشعبية ضد نظام والده معمر القذافي عام 2011".

 

  • المصدر: أصوات مغاربية