في محاولة لإنقاذ الحوار الخماسي الذي دعا إليه قبل أشهر، خطى المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باثيلي، خطوة جديدة نحو معسكر شرق ليبيا عندما التقى برئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، الأربعاء.
وكان المبعوث استثنى الحكومة الموازية من الحوار الذي دعا إليه كلا من رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، ورئيس حكومة "الوحدة الوطنية"، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بالإضافة إلى المشير خليفة حفتر.
وأثارت الخطوة حينها ردود فعل مختلفة، خاصة من أطراف اعتبرت إقصاء حكومة حماد، التي عينها مجلس النواب (بنغازي) خطوة منحازة لمعسكر غرب ليبيا.
وردا على ذلك، أعلن "النواب" رفضه المشاركة في أي حوار سياسي يضم حكومة "الوحدة الوطنية" (طرابلس) التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، لافتا إلى أنها "منتهية الولاية"، وهو ما عطل لأشهر جهود الأمم المتحدة لإنهاء الانقسام السياسي.
وأصدرت البعثة الأممية، مساء الأربعاء، بيانا أكدت فيه لقاء المبعوث في بنغازي بـ"رئيس الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، السيد أسامة حماد". وفي السابق، كانت البعثة تحجم عن وصف حماد بـ"رئيس الحكومة".
وأضاف البيان أن اللقاء بين حماد وباثيلي "جدد الدعوة لجميع القادة الليبيين "إلى الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم، وتوحيد جهودهم من أجل مصلحة وطنهم الأم".
وقبل ذلك، التقى باثيلي بـ"قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، واستعرض وإياه الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة في ليبيا، وسبل الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام"، على حد قول البعثة.
وأوضحت أن الاجتماع بين الطرفين أكد على "ضرورة أن تكون جميع المبادرات منسقةً سلفاً وأن تُبنى على ما تم تحقيقه من خطوات على طريق التمكين من إجراء الانتخابات"، وأن الطرفين اتفقا على "على الحاجة إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بين جميع الجهات الفاعلة الرئيسية".
وغرد أسامة حماد على موقع "أكس"، قائلا "نرحب بالإشادة الصادرة عن رئيس البعثة الدولية لدور الحكومة الإيجابي وصندوق إعادة إعمار درنة في المشاريع التي نفذت وتنفذ في عموم ليبيا"، و"نجدد عزمنا وحرصنا وعملنا الدؤوب في الحكومة الليبية للم شمل الليبيين والوصول إلى الاستحقاقات الانتخابية بشكل نزيه وديمقراطي وعادل".
وتحدث على أن حكومته لا "تهدر" الوقت في "البحث عن اعترافات دولية أو إقليمية"، وأنها "اكتفت باعتراف الشعب الليبي وشرعيته ذات الاعتبار الحقيقي".
نجدد عزمنا وحرصنا وعملنا الدؤوب في الحكومة الليبية للم شمل الليبيين والوصول إلى الاستحقاقات الانتخابية بشكل نزيه وديمقراطي وعادل (6/6)
— Dr. Osama Hamad - د. أسامة حماد (@DrOsamaSHamad) March 20, 2024
وأكتفت باعتراف الشعب الليبي وشرعيته ذات الاعتبار الحقيقي، هذا الشعب الأبي الذي لمس على ارض الواقع الانجازات الحقيقية وما قدمته ولازالت تقدمة من خدمات متواصلة ومواجهة للازمات مثل ازمة اعصار دانيال. (4/6) pic.twitter.com/qNWbNdUtKs
— Dr. Osama Hamad - د. أسامة حماد (@DrOsamaSHamad) March 20, 2024
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن وزير خارجية حكومة الشرق، عبد الهادي الحويج، ترحيبه بلقاء المبعوث الأممي، مشيرا أنهم "طرف أساسي في العملية السياسية"، وأنهم "يسيطرون على 80 في المئة من ليبيا".
وزير خارجية الحكومة المكلفة عبد الهادي #الحويج يرحب بلقاء #المبعوث_الأممي عبد الله #باتيلي برئيس حكومته أسامة #حماد مبينا أنهم طرف أساسي في العملية السياسية، مؤكدا سيطرتهم على 80% من #ليبيا. #Libya pic.twitter.com/fACl1Mt16m
— فواصل (@fawaselmedia) March 20, 2024
وأثارت هذه التطورات موجة من ردود الفعل بين النشطاء الليبيين على الشبكات الاجتماعية، فبينما رحب البعض بالخطوة، انتقدها آخرون. وكتب محمد أحمد جبريل "يبدو أنّ حفتر وعقيلة استطاعا فرض قرارهم وتحويل الطاولة الخماسية التي دعى لها المبعوث الأممي باثيلي إلى سداسية بحضور حمّاد ولعلّ زيارة باثيلي للحكومة الموازية التي تُعد كونها زيارة تصب في شرعنة وجودها إلا أنها جاءت سعياً منه لإنجاح مبادرته المتعثرة".
يبدو أنّ حفتر وعقيلة استطاعوا فرض قرارهم وتحويل الطاولة الخماسية التي دعى لها المبعوث الأممي باتيلي إلى سداسية بحضور حمّاد ولعلّ زيارة باتيلي للحكومة الموازية التي تُعد كونها زيارة تصب في شرعنة وجودها إلا أنها جاءت سعياً منه لانجاح مبادرته المتعثرة. pic.twitter.com/7bzYwPWps8
— Muhammed Ahmed Jibreel محمد أحمد جبريل- (@MuhammedAhmedJ2) March 20, 2024
باتيلي أصبح مشكلة
— mohammed mhawach (@MMhawach) March 20, 2024
بدوره، كتب محمد زيدان أن ما يجري هو "نقلة نوعية في المشهد"، فـ "بعد جولة من السجالات و البيانات أحرج فيها الأخير المبعوث الأممي، فهل أذعن باثيلي أخيراً لدبلوماسية الشرق وهل تتحول الطاولة الخماسية إلى سداسية الآن؟"
نقلة نوعية في المشهد بعد زيارة #باتيلي لحماد رئيس الحكومة الليبية ببنغازي اليوم ، بعد جولة من السجالات و البيانات أحرج فيها الأخير المبعوث الأممي ،فهل اذعن باتيلي اخيراً لدبلوماسية الشرق و هل تتحول الطاولة الخماسية إلى سداسية الان !؟ #ليبيا #بنغازي pic.twitter.com/mPamChEaT2
— Mohamed Zeidan محمد زيدان (@1MOHAMEDZEIDAN) March 20, 2024
مدونون آخرون انتقدوا اللقاء، مشيرين إلى أن المبعوث أصبح جزءا من المشكلة الليبية الآن.
باتيلي أصبح مشكلة
— mohammed mhawach (@MMhawach) March 20, 2024
- لقاء باثيلي وحماد اليوم هو أول لقاء لهما على الإطلاق منذ تولي الأخير منصبه في مايو 2023 لباشاغا.
— وادي دينـــار (@wady_dynar) March 20, 2024
- حماد سبق ووصف باثيلي بأنه شخص غير مرغوب فيه في جميع المدن والمناطق الإدارية التي تسيطر عليها حكومته.
- مبادرة باثيلي تستهدف صياغة التعديلات الدستورية والقوانين
يا اخي مفيش حد عاقل يوقف هالعبث ؟ و يفهم السيد باتيلي انه اللي يدير فيه هضا لبز في لبز !! https://t.co/lD3rcU9bMH
— Fatmaelzhra Gatish (@FzGatish) March 20, 2024
#باتيلي التقى يوم أمس بـ #حفتر والتقى اليوم بـ #حمّاد .
— طه حديد Taha Hadeed (@taha_hadeed) March 20, 2024
يريدون ضرب الدبييه بالصديق ولاحقا يرمون ورقه الصديق بغيره والان باتيلي دخل اللعبه عبر ايجاد حماد مقابل الدبييه مشكلتنا ليست خسارة الدبيبه بل ان التغير لايحدث الا لمن يريده" حفتر وعقيله" ان كمية الضحك علي نخب والوطنية بمصراته وطرابلس تجاوز حد الذهول!!! pic.twitter.com/WPWdAMxxxr
— Muhammed Ahmed 🇱🇾 (@mazlibya) March 20, 2024
المصدر: أصوات مغاربية/ وسائل إعلام ليبية