جددت منظمات حقوقية في ليبيا دعواتها من أجل الكشف عن الحقائق المتعلقة بـ"الانتهاكات والجرائم" التي ارتكبت في ليبيا، طوال السنوات الماضية، تزامنا مع اليوم العالمي لـ"الحق في معرفة الحقيقة في ما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا"، المصادف ليوم أمس الأحد 24 مارس.
وأصدرت منظمة "رصد الجرائم في ليبيا"، التي يتواجد مقرها في لندن، بيانا دعت فيه إلى "القيام بتحقيق شامل في حالات الانتهاكات الخطيرة وتقديم الجناة للعدالة".
وتعيش ليبيا منذ أزيد من 12 سنة أزمة أمنية شهدت خلالها البلاد مجموعة من الإشكالات في مجال حقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق بعمليات الاختطاف والإعدامات الجماعية خارج الأطر القانونية، فضلا عن الاحتجاز التعسفي لعدد من النشطاء، دون تقديمهم للمحاكمة، أو تبرير عمليات الاعتقال التي طالتهم.
وفي خضم الحديث عن التجاوزات التي تشهدها ليبيا، اصطدم الرأي العام المحلي، الأسبوع الماضي، بخبر العثور على مقبرة جماعية تضم رفات ما لا يقل عن 65 مهاجرا في صحراء غرب ليبيا، وفق ما أكده جهاز المباحث الجنائية الليبي عبر صفحته في فيسبوك.
انتهاكات متواصلة
وأثارت القضية ردود فعل جهات حقوقية طالبت من السلطات ضرورة فتح تحقيق في الحادثة ومعاقبة المتسببين فيها.
وقالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، في بيان أصدرته بالمناسبة، إن "اكتشاف هذه المقابر يذكر بحجم الجرائم والفظائع والانتهاكات التي يتعرض له المهاجرون واللاجئون وطالبو اللجوء من حوادث الاختطاف والاحتجاز مقابل دفع مبالغ مالية باهظة نظير إطلاق سراحهم بالاضافة إلى الاتجار بهم من قبل عصابات الجريمة والجريمة المنظمة".
ودعت الهيئة الحقوقية إلى "اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تكفل ملاحقة المتهمين في ارتكابها، وبما يضمن إنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق المهاجرين على يد عصابات الجريمة المنظمة وشبكات تهريب المهاجرين".
وسجلت ليبيا مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في عدد الاعتقالات والاختطافات التي طالت بعض النشطاء السياسيين والمعارضين في غرب وشرق البلاد.
وسلطت منظمة "رصد الجرائم في ليبيا"، في تقرير حديث، الضوء على قضية احتجاز مجموعة من النشطاء في مدينة بنغازي، من قبل قِبل جهاز الأمن الداخلي لأكثر من 170 يومًا دون إجراءات قانونية، واعتبرت الأمر "مقلقا للغاية".
ويتعلق الأمر بكل من النشطاء السياسيين فتحي البعجة، سراج دغمان، طارق البشاري، سالم العريبي، بالإضافة إلى الصحفي ناصر الدعيسي.
وفي الشهر الماضي، طالبت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، بالإفراج "الفوري" عن الزعيم الصوفي الليبي، الشيخ مفتاح الأمين البيجو، الذي تعرض للإخفاء القسري منذ ما يزيد عن أسبوعين في مدينة بنغازي (شرق).
وذكرت المنظمة، في بيان، أن الرجل السبعيني وهو "شخصية دينية بارزة في الطائفة الصوفية الليبية"، اختفى قرب منزله حينما "اقتحم مهاجمون وصلوا بأربع سيارات مدنية، المنزل ومركزًا قرآنيا يديره البيجو، ولوحوا بالسلاح ونشروا الرعب بين عائلة الشيخ".
المصدر: أصوات مغاربية