روايات متضاربة بشأن اختطاف برلماني في بنغازي وحفتر يدخل على الخط
لا يزال الغموض يلف مصير النائب الليبي ابراهيم الدرسي، بعد اختطافه من منزله في مدينة بنغازي (شرق) منذ أيام، تاركاً وراءه سيلا متواصلا من الإشاعات والتكهنات التي انتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا البلد المغاربي الذي يعيش على وقع انقسام حكومي وأمني منذ سنوات.
وتتضارب الأنباء حول مصير الدرسي، فبينما يرجح البعض أن مؤيدي المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد، قد تخلصوا منه، يعتقد آخرون أن جهات أخرى، ربما تكون متورطة في عملية الاختطاف.
وأُعلن عن اختفاء النائب ابراهيم الدرسي ظهر يوم الجمعة، وعُثر على سيارته في منطقة زراعية قرب مدينة بنغازي.
وفي بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهمت قبيلة الدرسة، التي ينتمي إليها النائب المختطف، مجموعة مجهولة باختطاف الدرسي بعد مهاجمة منزله.
يُشار إلى أن الدرسي، وهو عضو في مجلس النواب الليبي، كان يؤيد معسكر شرق البلاد، لكن صفحات التواصل الاجتماعي تناقلت مقاطع من تصريحات تلفزيونية سابقة له ينتقد فيها الفساد وسرقة المال العام دون تحديد أي جهة بعينها.
وألقى بعض المغردين باللوم على قوات حفتر في عملية الاختفاء، مشيرين إلى أن مصيره قد يكون مثل مصير النائبة السابقة عن مجلس النواب، سهام سرقيوة، التي اختفت عن الأنظار منذ 2019 ولا يزال مصيرها مجهولا.
أسير تشاد والجلاد شنو عرفه فى مقتل ابراهيم الدرسى بمعنى هو من خطف وقتل الدرسى زى ما قتل سيهام سيرقيوة وحنان البرعصى ومحمود الورفلى وغيرهم pic.twitter.com/3LjeiTThD6
— Abdu Bendaw (لا كرامة بدون حرية) (@AbdulBendaw) May 20, 2024
#عاجل #ابراهيم_الدرسي النائب المختطف بمنتهى البساطة هو مخطوف من قبل الأمن الداخلي #بنغازي
— هدى السراري (@Elsrari) May 20, 2024
على أساس بلقاسم حفتر شكل لجنة للتحقيق في اختطاف الرجل و محاولة العثور عليه
و اخيرا طلعوا هم اللي خاطفينه
وحاليا قاعدين يحاولوا يتخلصوا منه #حاميها_حراميها
=== / من الذي اختطف الدرسي ،؟ /===
— محمد بن نصر (@rCk7l3KBV2idVJZ) May 18, 2024
هل يحتاج هذا السؤال لكثير من الجهد للإجابة عليه ...هل اختطفه شورى بنغازي او الإخوان او الدبيبة ؟
الذي اختطفه هو نفسه الذي اختطف سرقيوة وحنان وقتل عبدالفتاح والمهدي والورفلي وأكثر من 10 الاف من الشباب ومقابر ترهونة ..انه السفاح حفيتر وافروخه
مغردون آخرون تداولوا شائعات حول تفكيك الكاميرات التي ترصد الحركة اليومية في الشوارع الواقعة في محيط منزل النائب المختطف إبراهيم الدرسي ببنغازي في محاولة لطمس هوية المختطفين، على حد قولهم.
#بنغازي تفكيك جميع الكاميرات التي ترصد الحركة اليومية في الشوارع الواقعة في محيط منزل النائب المختطف إبراهيم الدرسي ببنغازي.
— عماد فتحي E.Fathi (@emad_badish) May 21, 2024
- تم إجبار أصحاب المحلات الواقعة في المنطقة على تفكيك كاميرات المراقبة الخاصة بمحلاتهم ومصادرتها منهم.
لكن عضو مجلس النواب الليبي، عبد المنعم العرفي، نفى صحة الأخبار المتداولة حول اعتقال زميله لدى جهاز الأمن الداخلي بنغازي أو نقله إلى جهة أمنية أخرى.
#خاص| عضو #مجلس_النواب "عبد المنعم #العرفي" ينفي لـ #صفر صحة الأخبار المتداولة عن تواجد زميله المختطف النائب "إبراهيم الدرسي" لدى جهاز الأمن الداخلي #بنغازي أو نقله إلى جهة أمنية أخرى، مشيرًا إلى انعدام أية مستجدات حول واقعة اختطافه حتى الآن ولم يتم التواصل مع عائلته من أي طرف… pic.twitter.com/4wWfA31cQZ
— صفر (@Sefr0LY) May 21, 2024
وفي السياق نفسه، يرجح البعض أن يكون اختطاف الدرسي محاولة لإلصاق التهمة بقوات حفتر، بينما يشير آخرون إلى أنها قد تكون حادثة جنائية بدافع السرقة أو طلب فدية مالية. ورجح فريق آخر إمكانية تورط جهات أجنبية في العملية لخلط الأوراق في البلاد.
#شاهد| الكاتب الصحفي "فائز الفرجاني" يتحدث عن اختفاء #النائب "إبراهيم الدرسي" ويصفها بأنها محاولة لإلصاق الواقعة بقوات الكرامة، أو حادثة جنائية بغرض السرقة أو طلب فدية مالية. #ليبيا #صفر pic.twitter.com/luy4TRxAhn
— صفر (@Sefr0LY) May 20, 2024
الاجهزة الأمنية والعسكرية تجري تحقيقات مكثفة بشأن النائب المفقود إبراهيم الدرسي.
— Ibrahim Blqasm إبراهيم بلقاسم (@Ibrahim_Blqasm) May 20, 2024
حجم الاهتمام الذي يتم تقديمه على هذا المستوى يشير إلى حالة بالغة الجدية، وربما تمهيد لكشف عن شي ما حول مصير الدرسي pic.twitter.com/lBVqZVEkld
وتزمنا مع انتشار هذه الشائعات، نقلت صفحة "القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية"، على فيسبوك أن حفتر استدعى مسؤولين أمنيين لبحث اختطاف النائب إبراهيم الدرسي ويُشدد على ضرورة إعادته "سالماً بصورة عاجلة".
تجدر الإشارة إلى أن اختطاف النائب الدرسي ليس الحادث الأول من نوعه في مدينة بنغازي، حيث شهدت المدينة خلال الفترة الماضية العديد من حالات الاختفاءات التي لم يتم الكشف عن ملابساتها حتى الآن.
وكان مجلس النواب الليبي أدان حادثة الاختفاء، بينما أعلن رئيس الحكومة المكلفة التابعة له، أسامة حماد، متابعته "بقلق شديد" مع رؤساء الأجهزة الأمنية مستجدات ما وقع.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها العميق إزاء اختطاف النائب، داعية السلطات المختصة إلى تحديد مكانه وتأمين إطلاق سراحه الفوري.
بدورها، أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية لدول الاتحاد لدى ليبيا، في بيان مشترك، جميع أشكال الاحتجاز التعسفي في كافة أنحاء ليبيا، بما في ذلك تلك التي تُمارس لأسباب سياسية.
وتابع البيان مُطالباً بإجراء تحقيق شامل وشفاف في جميع حالات الاختفاء السابقة والحالية، مشدداً على وجوب محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم وفقاً للقانون.
المصدر: أصوات مغاربية