منشأة نفطية ليبيا
منشأة نفطية في ليبيا- أرشيف

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الثلاثاء، "تخفيضا جزئيا" لإنتاج حقل الشرارة النفطي الأكبر في البلاد، نتيجة لاعتصام يرفع مطالب اجتماعية.

وأشارت مؤسسة النفط في بيان إلى "تخفيض جزئي للإنتاج من حقل الشرارة" بسبب ظروف "القوة القاهرة" الناجمة عن "اعتصامات تجمع حراك فزان". 

وإعلان "القوة القاهرة" يشكل تعليقاً "مؤقتاً" للعمل، ويسمح بحماية يوفرها القانون للمؤسسة بمواجهة المسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية الأجنبية، بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.

وناشدت المؤسسة الأطراف المعنية ضرورة مراعاة المصلحة الوطنية ودعم جهودها الرامية إلى "استقرار الإنتاج  وزيادته".  

ويقع حقل الشرارة في أوباري على بعد نحو 900 كلم جنوب طرابلس، وهو أكبر الحقول النفطية في ليبيا وينتج كحد أقصى 315 ألف برميل يوميًا. وتدير حقل الشرارة شركة "أكاكوس" الليبية وائتلاف شركات "ريبسول" الإسبانية و"توتال" الفرنسية و"أو إم في" النمسوية و"ستات أويل" النروجية.  

وتناقلت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يظهر تجمع العشرات ممن يطلقون على أنفسهم "حراك فزان" (حراك شعبي تشكل من أجل المطالبة بالحقوق والخدمات والتنمية في الجنوب الليبي) أمام البوابة الرئيسية للحقل، رافعين مطالب عدة أبرزها تحسين الخدمات في المنطقة وتوفير فرص عمل لشباب المناطق بالمنشآت النفطية ومنع التلوث البيئي. 

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس نددت قبل يومين بمحاولات تهدف إلى محاولة إغلاق حقل الشرارة النفطي، ووصفتها بأنها محاولة "ابتزاز سياسي". 

وأكدت في بيان أن الثروات النفطية ملك لليبيين، ولا يجوز استخدامها "ورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية"، مشيرة إلى أن تكرار أزمات النفط تسبب في "أضرار جسيمة للاقتصاد الوطني". 

وتعاني ليبيا الانقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، وتدير شؤونها حكومتان: الأولى معترف بها دوليا في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر. 

  • المصدر: أ ف ب
     

مواضيع ذات صلة

مقر المصرف المركزي الليبي في العاصمة طرابلس (أرشيف)
مقر المصرف المركزي الليبي في العاصمة طرابلس (أرشيف)

صنفت الخارجية الأميركية في تقرير حديث لها ليبيا ضمن الدول التي لم تستوف الحد الأدنى من معايير الشفافية المالية وذلك بعد تحليل مجموعة من المؤشرات على ضوء حالة الانقسام السياسي التي انعكست على مختلف مناحي الحياة.

وبحسب معطيات التقرير الذي صدر، أمس الجمعة، فإن هذا البلد المغاربي "فشل" في تحقيق الحد الأدنى من معايير الشفافية وذلك بسبب الانقسام السياسي بين الفرقاء الليبيين والذي ألقى بظلاله على المؤسسات المالية للبلاد.

وجاء في التقرير أن الانقسامات بين الأجسام السياسية حالت دون تنفيذ عمليات الميزانية الأمر الذي أثر سلبا على الشفافية المالية.

وأفاد التقرير بأن حكومة الوحدة الوطنية المتمركزة في طرابلس "صرفت الأموال في غياب موافقة البرلمان" بينما "وافق البرلمان على ميزانية ما يسمى +حكومة الاستقرار الوطني+ المتمركزة في الشرق وكانت قادرة على إنفاق أموال ذات مصدر غير واضح دون إشراف ودون تنسيق مع سلطات طرابلس".  

وانتقد تقرير "الشفافية المالية" لعام 2024 حكومة الوحدة الوطنية لعدم نشرها تقارير توضح حجم إنفاقها أو ديونها، كما انتقد عدم Yطلاعها الجمهور على حجم إيرادات الشركات المملوكة للدولة.

على صعيد آخر، أفادت الخارجية الأميركية بأن الحكومة نفسها لم تعد وثائق الميزانية وفق المبادئ المقبولة دوليا وبأنها لم تخضع الميزانيات العسكرية والاستخباراتية للرقابة البرلمانية أو المدنية العامة.

وأوصى التقرير ليبيا باتخاذ خطوات لتحسين شفافيتها المالية واقترح نشر وثائق الميزانية في "فترة زمنية معقولة" والإفصاح فيها عن كل ما يتعلق بالديون.

كما اقترحت الخارجية الأميركية على ليبيا إخضاع الميزانيات العسكرية والاستخباراتية للرقابة البرلمانية أو المدنية العامة.

وتعليقا على ما جاء في التقرير، حثت السفارة الأميركية بليبيا الفرقاء الليبيين على ضمان إنفاق المال العام "بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة" خاصة في ظل استمرار أزمة المصرف المركزي.

ورغم تعدد أجهزة الرقابة الإدارية ولجان الشفافية الوطنية، تظل ليبيا ضمن أكثر الدول فسادا حول العالم، حيث حلت في تقرير منظمة الشفافية الدولية (ترانسبرانسي) الصادر في يناير الماضي ضمن الدول الأكثر فسادا عام 2023، وصنفت في المركز 170 عالميا، وراء تشاد ومالي وأفغانستان.  

المصدر: أصوات مغاربية