بعد الجزائر والمغرب.. ليبيا تدخل على خط نقل غاز نيجيريا لأوروبا
رغم حالة الانقسام السياسي الذي تشهده منذ سنوات، تتطلع ليبيا إلى دخول معترك المنافسة للفوز بصفقة نقل غاز نيجيريا إلى أوروبا عبر أراضيها، وذلك بعد أن كانت المنافسة محتدمة بين المغرب والجزائر.
وترى ليبيا في قصر المسافة بين آبار الغاز في نيجيريا والأسواق الأوربية عاملا مفصليا ومشجعا لدخول هذا المعترك، إذ تقل بألف كيلومتر مقارنة بمشروعي أنبوبي الغاز المارين عبر الجزائر أو المغرب، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين ليبيين.
وعرف هذا المشروع تحولا جديدا، الجمعة، بعد اجتماع عقده وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية، خليفة رجب عبد الصادق، مع وزير الدولة لشؤون الغاز بجمهورية نيجيريا إكبركيبي إكبو على هامش مؤتمر "غازتك 2024" الذي تستضيفه مدينة هيوستن الأميركية.
وجاء في بيان مقتضب لوزارة النفط والغاز الليبية أن الاجتماع خصص لدراسة آفاق هذا المشروع الذي سبق لليبيا ونيجيريا أن أعلنتا عنه منتصف عام 2022.
وقالت الوزارة الليبية إن الجانبين اتفقا خلال الاجتماع على إعداد مذكرة تفاهم لإجراء دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع، متوقعة أن يعود نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر أراضيها بـ"مردود اقتصادي هائل على الدولة الليبية".
بدوره، علق وزير الدولة لشؤون الغاز النيجيري إكبركيبي إكبو على اللقاء، ووصفه في تدوينة على حسابه على منصة "إكس" بـ"الاجتماع الاستراتيجي"، دون تفاصيل إضافية.
وأعلنت ليبيا نيتها دخول المنافسة على أنبوب الغاز النيجري في يونيو عام 2022، حين كشف المتحدث باسم حكومة الوحدة الليبية، محمد حمودة، أن الأخيرة "منحت الإذن لوزارة النفط والغاز، لإجراء الدراسات الفنية والاقتصادية لجدوى إنشاء مشروع أنبوب غاز من نيجيريا عبر النيجر أو تشاد إلى أوروبا عبر ليبيا".
بعدها بأربعة أشهر أعلن وزير النفط والغاز السابق، محمد عون، تقديم وزارته دراسة لحكومة الوحدة الليبية تضمنت الخطوط العريضة للمشروع.
وتسعى ليبيا إلى استغلال خط "غرين ستريم"، وهو خط أنابيب يزيد طوله عن 500 كيلومتر يربط ليبيا بإيطاليا، من خلال ربطه بخط أنابيب "أجاوكوتا-كادونا كانو" في نيجيريا لنقل الغاز إلى أوروبا.
تحديات وفرص
ولا ترى ليبيا في الانقسام السياسي والتوترات الأمنية التي تظهر من حين لآخر قرب المنشآت النفطية مشكلا في إخراج المشروع إلى حيز الوجود بل تعول على قربها الجغرافي من أوروبا وعلى توفرها على بنية تحتية مجهزة للفوز بالصفقة.
إلى جانب ذلك، يسعى هذا البلد المغاربي أيضا إلى استغلال بطء إنجاز أنبوبي الغاز المارين عبر الجزائر أو المغرب لكسب نقاط لصالح رؤيتها للمشروع.
مع ذلك، استبعد تقرير لموقع ""أوراسيا ريفيو" الأميركي صدر عام 2022 أن تقدم المنطقة المغاربية أي حلول لمشاكل الطاقة في أوروبا، قائلا إن التنافس حول الأنبوبين بين المغرب والجزائر وحاجة المشروع المغربي النيجيري لأكثر من 25 عاما لتنفيذه، "لا يقدم أي حل لمشاكل الطاقة التي تواجه الاتحاد الأوروبي".
في المقابل، قال التقرير إن أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي زود أوروبا في وقت سابق بالغاز الجزائري، "غارق في السياسة"، مشيرا إلى إيقاف الجزائر إرسال الغاز عبر هذا الخط بسبب النزاع الدبلوماسي مع المغرب ودعم إسبانيا للرباط في قضية الصحراء الغربية.
المصدر: أصوات مغاربية