يسود خلاف بين أحزاب موريتانية معارضة بشأن مرشحها الموحد المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لمواجهة وزير الدفاع محمد ولد الغزواني الذي يوصف بمرشح النظام.
بعد يوم واحد على إصدار حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" بيانا الجمعة يحصر فيه اختيار المرشح الموحد لتمثيل المعارضة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في اسمين، أصدر حزب الصواب بيانا السبت يقول فيه إن بيان حزب "تواصل" لم يكن دقيقا.
وكان حزب "تواصل" قد زكى كلا من الوزير الأول الأسبق، سيدي محمد ولد بوبكر ورئيس حزب اللقاء الديمقراطي، محفوظ ولد بتاح، ليكونا مرشحي المعارضة.
وفي رده على هذه الخطوة، قال حزب الصواب إن الاجتماع الأخير لتحالف المعارضة عرف طرح 3 أسماء هي بيرام الداه اعبيدي ومحفوظ ولد بتاح وسيد محمد ولد بوبكر.
وتواجه أحزاب المعارضة عدة تحديات بالنظر إلى تأخرها في حسم مرشحها لخوض الانتخابات، في وقت أعلن فيه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم أن مرشحه سيكون هو وزير الدفاع الحالي محمد ولد الغزواني.
تباين الخيارات
يدافع نائب رئيس حزب "تواصل"، شيخاني ولد بيب، عن اختيار حزبه لسيدي محمد ولد بوبكر ومحفوظ ولد بتاح لخوض الانتخابات المقبلة.
فبخصوص ولد بوبكر يقول ولد بيب: "هو تكنوقراطي مارس السلطة وكان في الظل ولم يمارس السياسة في المعارضة ولم تختبر شعبيته، ولا توجد شواهد على أنه مارس أعمالا مرتبطة بالفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان".
ويضيف القيادي في حزب "تواصل": "هذه من أهم المعايير التي نحتاج، من خطابة سياسية وفهم للسلطة والقدرة على تدبير أمور الدولة".
في المقابل، يقول ولد بيب في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "ولد بتاح كان دائما في من وجوه المعارضة ويعتبر صاحب موقف".
غير أن ولد بيب يعتبر أن "أحزاب المعارضة لم تشهد مثل هذا الفقر في المرشحين".
ويبرر المتحدث هذا الأمر برفض أسماء طلبت منها أحزاب المعارضة من أجل الترشح باسم المعارضة.

أما بخصوص عدم تزكية حزبه لبيرام ولد اعبيدي، يقول ولد بيب إن الأخير "أعلن ترشحه منذ أشهر حينما كان في السجن، ولم يقم باستشارة المعارضة ولم يأخذ وجهة نظرها حول الموضوع".
ويعترف المتحدث ذاته بوجود انقسام داخل أحزاب المعارضة، قائلا: "يمكن الحديث عن وجود انقسام في المعارضة لأن حزب التكتل، وهو أعرق معارض، لا يرغب في ترشيح سيدي محمد ولد بوبكر، على عكس حزب تواصل وأحزاب أخرى كحزب حاتم وقوى التقدم".
غير أن الصواب حزب المتحالف مع حركة "إيرا" التي يتزعمها ولد اعبيدي ترفض طرح حزب "تواصل".
ففي بيان حزب صواب انتقاد لخطوة حزب تواصل، معتبرة أنها لم تعد أن تكون سوى "تقديم نفس الأسماء التي تم التداول حولها، وما لم يتم تداوله ولا الاتفاق عليه".
وسبق لحزب الصواب أن أعلن دعمه لبيرام ولد الداه اعبيدي كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
انقسام في صالح الغزواني
من جانب آخر، يصب هذا الانقسام في مصلحة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي حسم في مرشحه، وبدأ في حشد الدعم له.
وتقول القيادية في حزب الحاكم، فاتو امعيبيس، إن "كل المؤشرات تؤكد أن تأخر المعارضة وتقاعسها عن تقديم مرشح موحد يزيد من حظوظ مرشح الإجماع الوطني، محمد ولد الغزواني"، وفق تعبيرها.
ومن هذه المؤشرات تقول امعيبيس في تصريح لـ"أصوات مغاربية": "ولد الغزواني شخص معروف لدى كافة فئات الشعب الموريتاني، وكان من أبرز الضباط الذين قادوا المؤسسة الأمنية منذ نعومة أظافره، وقام بمهام جسيمة في الجيش الوطني".
وتنتقد المتحدثة أحزاب المعارضة بالقول: "حاليا لا تعمل من أجل الوطن، وما تتفق عليه هو الهجوم على ولد عبد العزيز".
كما تضيف ذاكرة: "هذه الأحزاب كانت تتمتع بامتيازات في ظل الأنظمة السابقة وساومت عليها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز".
"هم لا يعارضون من أجل الوطن أو المواطن وإنما مصالح شخصية، وهم حاليا بدأوا في التفكك عندما بدأت خيوط اللعة تنكشف وبدأ بعضهم يطعن في الآخر"، تردف القيادية في الحزب الحاكم.
المصدر: أصوات مغاربية