جدد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، دعمه لمرشح الأغلبية، محمد ولد الغزواني، للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها يونيو المقبل.
لغة ولد عبد العزيز هذه المرة كانت مختلفة عما حملته تصريحاته السابقة حول الانتخابات، حيث قال إن "مستقبل البلاد في خطر إذا لم يفز المرشح الرئاسي محمد ولد الغزواني".
حديث الرئيس الموريتاني عن انتخاب ولد الغزواني كـ"خليفة له"، جاء أمام عدد من النواب المنتمين لأحزاب الأغلبية، حيث دعاهم إلى بذل جهودهم من اجل إنجاح مرشح الأغلبية، كما حث على مواكبة عملية التسجيل على اللائحة الانتخابية.
وتعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة هي الأولى من نوعها بعد إقرار دستور 2017، الذي حدد ولاية الرئيس في ولايتين تمتد كل منهما لأربع سنوات غير قابلة للتمديد.
فما خلفيات تصريحات ولد عبد العزيز؟ وهل تضرب في نزاهة الانتخابات المقبلة؟
فال: الدولة ليست محايدة
يرى القيادي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض، موسى فال، أن تصريحات ولد عبد العزيز موجهة أساسا إلى المرشح "بيرام ولد الداه الذي يعد أحد المرشحين، ويعتبر بأن خطابه متطرف وليس خطابا وحدويا بالنظر إلى هجومه على فئة من الشعب الموريتاني".
ويعتبر فال في حديث لـ"أصوات مغاربية" أن "ولد عبد العزيز هو أبرز داعمي ومساندي الغزواني"، مضيفا أنه "بالنظر إلى ظروف الاقتراع، لا تزال الدولة غير محايدة وتقف وراء مرشحها ما يضرب في شفافية الانتخابات".
ويتابع القيادي في المنتدى الوطني التأكيد على أنه "في حال كانت الدولة محايدة فإن الحظوظ ستكون متساوية بين عدة مرشحين، لكن الدولة غير محايدة ما يجعل النتيجة معروفة مسبقا، وأن ولد الغزواني هو الأوفر حظا".
ويعتبر المتحدث ذاته أن "اللجنة الوطنية للانتخابات معينة من طرف واحد، كما أن المراقبين الدوليين لا يملكون الوقت ولا العدد من أجل مراقبة الانتخابات في مجمل التراب الوطني"، مضيفا أن "الدولة تتدخل أيضا بشكل غير مباشر عبر شيوخ القبائل والوجهاء من أجل التصويت لمرشحها".
امعيبيس: الغزواني هو الأوفر حظا!
في المقابل، تقول القيادية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فاتو امعيبيس، إن "المرشح ولد الغزواني هو الأوفر حظا خلال الاستحقاقات المقبلة، بالنظر إلى عدد من المعطيات".
وتجمل امعيبيس في تصريحات لـ"أصوات مغاربية" هذه المعطيات في كون "الغزواني قاد المؤسسة العسكرية في أصعب الفترات، في سياق اختراق تنظيمات إرهابية لعدد من الدول وكانت موريتانيا مهددة من تنظيم القاعدة، واستطاع الجيش أن يكون صمام أمان ضد الإرهاب".
وتابعت أمعيبيس، القول إن "الشعب لم يجرب ولد الغزواني سواء في تدبير الشأن العام أو البرلمان أو الأحزاب"، مشددة على أن "هذا يعد نقطة قوة في هذه الاستحقاقات على عكس المرشحين الآخرين، كبوبكر الذي شغل مناصب في حكومة كانت تعارضها الأحزاب التي قدمته، كما أن الذين جاؤوا من المعارضة لم يحصلوا على دعم الأحزاب التي تمثلها، فكيف لهم أن يحصلوا على دعم الشعب الموريتاني".
وتشير المتحدثة ذاتها إلى أنه "لا يوجد أي مانع أمام تقديم مرشح ذي خلفية عسكرية، ويملك رصيدا من الحنكة والتخطيط ينضاف لرصيده السياسي".
وتوجه القيادية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سهام نقدها لأحزاب المعارضة، قائلة "أحزاب المعارضة تسقط في عدة تناقضات، فلا يوجد أي استغلال لوسائل الدولة، وإنما فشلت المعارضة في تقديم مرشح يحمل مشروعا لبناء موريتانيا لأنها لا تمتلك هذا التصور، ما يجعلها غير قادرة على تقديم أي بديل للموريتانيين".
المصدر: أصوات مغاربية