منح استطلاع لـ"المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، نشر السبت الماضي، نسبة 29.5 بالمائة من نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري يوم السبت القادم، للجنرال محمد ولد الغزواني، يليه رئيس الحكومة الأسبق خلال الفترة الانتقالية (2005-2007)، سيدي محمد ولد بوبكر، بنسبة 23 بالمائة. فما الذي يجعل من ولد الغزواني المرشح الأوفر حظا للفوز بهذه الرئاسيات؟
دعم ولد عبد العزيز
بالنسبة للأستاذ الجامعي والباحث، الشيخ معاذ سيد عبد الله، فإن "العامل الأساسي في ترجيح كفة ولد الغزواني هو دعم صديقه الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز".
ووصف سيد عبد الله، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، الجنرال ولد الغزواني بـ"مرشح النظام"، مشيرا إلى أن "الدولة تقف وراءه بكل ثقلها".
في هذا الصدد، نقلت وكالة "الأخبار" الموريتانية، أمس الأربعاء، عن الرئيس ولد عبد العزيز قوله: "يجب أن تنتخبوا محمد ولد الغزواني من أجل أن نتابع التنمية في البلد وتسوية جميع مشاكلكم، ما زال الكثير ويجب أن نتابع حتى نحقق المزيد من الإنجازات".
الدولة العميقة
أما الأستاذ الجامعي والباحث، الشيخ معاذ سيد عبد الله، فأشار أيضا إلى "دعم القبائل" الذي سيحظى به محمد ولد الغزواني في هذا الاستحقاق الرئاسي.
وأوضح بأن هذا الدعم "يمكن تسميته بدعم الدولة العميقة"، إذ أن هذه القبائل "ظلت تستفيد من النظام الحاكم، وبالتالي فهي سوف تدعم مرشح النظام الحاكم".
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه في مناطق الرعاة في الشرق والمناطق الزراعية في الجنوب الغربي، اللتان تشكلان خزانين مهمين للناخبين في موريتانيا، "يتودد" المرشحون كثيرا لشيوخ القبائل والعشائر.
ولفتت إلى أن هؤلاء يشكلون واقعيا "ناخبين كبارا"، إذ يمكن لهم أن يحشدوا أفراد قبيلتهم لفائدة مرشح، كما أن لهم تأثيرهم سواء في المدن أو الأرياف.
العقلية والمال
من جانبه، أشار الباحث الاجتماعي الموريتاني، إبراهيم الخليل أحمد، إلى أنه من بين العوامل التي تزيد من حظوظ ولد الغزواني في الفوز بهذه الرئاسيات هو "العقلية السياسية التقليدية السائدة في موريتانيا".
وقال الخليل أحمد، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "هذه العقلية السياسية الشعبية هي عقلية تقليدية ترسخ فيها أن حكم العسكر يضمن الاستقرار".
كما نبه المتحدث إلى أن هذه العقلية "خلقت أيضا ما يمكن تسميته هيبة السلطة"، حيث أن "بعض الناس يخافون على مناصبهم وثرواتهم ما سيدفعهم إلى دعم مرشح السلطة لحمايتها".
وشدد الباحث على عامل آخر قد يحسم في فوز الجنرال محمد ولد الغزواني والمتمثل في "الإمكانيات المالية الهائلة المتوفرة" لهذا الأخير.
استفادة من الثغرات
من جهة أخرى، أكد الأستاذ الجامعي والباحث، الشيخ معاذ سيد عبد الله، بأن المرشح محمد ولد الغزواني "استفاد من ثغرات صديقه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، خصوصا في علاقة بقضايا البطالة والصحة والتعليم".
ولفت سيد عبد الله إلى أنه "ليس لدى ولد الغزاوي ملفات تجعله مُنفرا، كما يحاول إضفاء مسحة أخلاقية على خطابه".
يذكر أن "الصمت الانتخابي" يبدأ في موريتانيا منتصف ليلة يوم غد الجمعة، وذلك بعد 15 يوما من الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية المقررة يوم السبت 22 يونيو الجارى.
- المصدر: أصوات مغاربية