أكد المجلس الأعلى للفتوى والمظالم الموريتاني أن مخاطر تفشي فيروس كورونا "تسقط وجوب صلاة الجمعة".
وأضاف أنه "وعيا منه بخطورة وباء كورونا الذي يجتاح العالم وشعورا بجسامة المسؤولية الشرعية واستنادا إلى الأدلة الصحيحة الصريحة، عدم وجوب صلاة الجمعة في هذه المرحلة التي أوصى الأطباء باجتناب الاجتماع فيها".
وشدد المجلس، في بيان، "تحريم التسلل من بلد موبوء إلى بلد ليس كذلك لما فيه من التسبب في نقل العدوى، وعلى وجوب تسليم المشتبه بإصابتهم بهذا المرض لأنفسهم إلى الجهات الطبية وعزلهم عن الناس أحرى من يتحقق ذلك من نفسه"
وأكد المجلس في الفتوى، التي نشرتها وسائل إعلام موريتانية، أن "من مسقطات الجمعة الخوف على النفس أو لحوق الضرر بها أو إلحاقه بالغير وحتى الخوف على المال".
وتابع: "الشريعة الإسلامية بنت أحكامها على خبر الطبيب العارف الثقة في العبادات فأباحت ترك الوضوء للصلاة والانتقال إلى التيمم، وأباحت الفطر في شهر رمضان إذا أخبر الطبيب العارف الثقة بضرر الوضوء أو الصوم على الشخص وقبلت خبر الخبراء في العيوب في المعاملات".
وطالب المجلس المواطنين الموريتانيين بـ"الامتثال والانصياع لجميع التعليمات الصادرة عن السلطات العليا وعن الجهات المختصة".
سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.
ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.
وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".
وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".
وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".
أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.
كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.
وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.
ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.
وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.
وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".
والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".