بدأ فرز الأصوات في الانتخابات التي جرت اليوم بموريتانيا بعد إغلاق مكاتب التصويت رسميا أمام الناخبين الذين كانوا مدعوين لاختيار 176 نائبا وأعضاء 15 مجلسا محليا و238 مجلسا بلديًا في اقتراع ثلاثي يشكل اختبارا للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية.
وقالت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات إن نسبة المشاركة بلغت 41.12 بالمئة قبل نحو نصف ساعة من إغلاق مكاتب التصويت رسميا على الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. ويتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات بعد 48 ساعة على انتهاء التصويت.
وأشار مراسل "أصوات مغاربية" في عين المكان إلى أنه حتى بعد إعلان إغلاق المكاتب رسميا فإن التصويت يبقى ممكنا للناخبين المتواجدين في الحيز الجغرافي لمكاتب الاقتراع.
كما أن اللجنة الوطنية للانتخابات سمحت لبعض مكاتب التصويت التي انطلقت فيها عملية التصويت متأخرة نسبيا بتدارك الوقت الضائع في نهاية العملية الانتخابية.
ودعي نحو 1.8 مليون ناخب إلى التصويت في أول انتخابات تُجرى في عهد الغزواني الذي تولى رئاسة هذا البلد الشاسع الواقع في غرب إفريقيا في 2019 ويعتبر أحد البلدان المستقرة القليلة في منطقة الساحل التي تهزها هجمات الجماعات المسلحة.
ويفترض أن تجرى دورة ثانية في 27 مايو لنصف مقاعد المجلس البالغ عددها 176 مقعدا نظرا لوجود نظامين انتخابيين تبعا لأنواع الدوائر.
وتنافس 25 حزبا في الانتخابات التشريعية. ويبدو حزب الأغلبية الرئاسية "الإنصاف" في موقع جيد لتصدر النتائج علمًا أنه الوحيد الذي قدم مرشحين في جميع الدوائر لا سيما في المناطق الريفية.
ورأى آدم هيليلي المحلل في المجموعة الاستشارية الأميركية المتخصصة بإفريقيا "14 نورث ستراتيجيز" أن حزب الإنصاف "سيحقق أغلبية في كل الانتخابات، وسيعزز الرئيس الغزواني فرص إعادة انتخابه في 2024".
وحرص الغزواني (66 عاما) الذي يعد من أكبر مهندسي نجاح موريتانيا في مواجهة تيار التطرف منذ 2011 عندما كان قائدا للجيش، على الامتناع عن الحديث عن إمكانية ترشحه لولاية ثانية، لكن ذلك يبدو مؤكدا في موريتانيا.
وفي مواجهة "الإنصاف"، يسعى حزب التواصل الإسلامي إلى ترسيخ مكانته على رأس المعارضة في الجمعية الوطنية (البرلمان) حيث ينافسه على هذه القيادة "حزب الصواب" ذو الميول القومية العربية الذي يستفيد من تحالفه مع الناشط المناهض للعبودية بيرام ولد الداه ولد عبيدي الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
أما الأحزاب الأخرى فهي غائبة عن جزء كبير من الناخبين ولا يمكن أن تشكل تهديدا للحزب الحاكم الذي كان يتمتع بأغلبية مريحة في البرلمان المنتهية ولايته. ويعتمد الرؤساء الموريتانيون دائمًا على الأغلبية القوية في المجلس منذ إدخال نظام التعددية الحزبية في 1991.
مرشحون شباب
ومن الأمور الجديدة في هذا الاقتراع وجود لائحة لاختيار مرشحين شباب تقل أعمارهم عن 35 عاما سيخصص للفائزين منهم 11 مقعدًا في الجمعية الوطنية (البرلمان).
ومن الوجوه البارزة التي لفتت الاهتمام خلال الحملة الانتخابية بيرام ولد الداه ولد عبيدي وهو معارض تاريخي يقوم بحملات من أجل أحفاد العبيد وهم مجتمع ينتمي إليه في بلد يتسم بتنوع سكاني بين المور وأحفاد العبيد ومجموعات متحدرة من إفريقيا جنوب الصحراء.
أجواء سلمية
جرت الحملة في أجواء سلمية. فقد أدى حوار بين المعارضة والحكومة مطلع العام الجاري إلى توافق بشأن تنظيم الانتخابات.
وقال الرئيس الموريتاني في رسالة عشية انطلاق الحملة "هذه هي أول انتخابات تجرى في مناخ من التوافق العام بين جميع القوى السياسية في البلاد، مشيدا بسجل سنواته الأربع في السلطة.
وبعد التباطؤ الاقتصادي بسبب جائحة كوفيد-19 ثم الحرب في أوكرانيا وضع الغزواني مكافحة الفقر بين أولوياته. وقد نفذ برنامجًا اجتماعيًا طموحًا تضمن توزيع المواد الغذائية والنقدية على الفئات الأكثر فقرًا.
والتوقعات الاقتصادية جيدة لكن البلاد تشهد تضخما يقدر ب9,5 بالمئة في 2022، حسب البنك الدولي. لذلك يشكل ارتفاع تكاليف المعيشة أحد الاهتمامات الرئيسية للناخبين.
المصدر: أصوات مغاربية/فرانس برس