موريتانيا

الرئيس الموريتاني في الصين.. زيارة بنكهة اقتصادية وخبير: هجرة نحو الشرق

29 يوليو 2023

يقوم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حاليا بزيارة للصين يغلب عليها الطابع الاقتصادي حيث يتطلع هذا البلد المغاربي لاستقطاب الشركات الصينية بهدف الاستثمار في عدد من القطاعات الاستراتيجية.

وأجرى الرئيس ولد الغزواني أمس الجمعة مباحثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ وتم التوقيع على اتفاقية بين البلدين بخصوص مبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف من خلالها الصين للاستثمار وتعزيز التعاون في جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا وأفريقيا.

وقالت الوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية) إن الصين قررت إعفاء موريتانيا من ديون بقيمته 150 مليون ايوان (نحو 20 مليون دولار) في إطار هذه الزيارة التي تأتي على هامش افتتاح النسخة الصيفية الـ31 من دورة الألعاب الجامعية العالمية.

ويعمل البلدان على تشجيع الشركات الصينية بهدف الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية بموريتانيا وخصوصا "قطاع المعادن" وفق بيان نشرته الرئاسة الموريتانية.

كما تأتي زيارة الرئيس الموريتاني بهدف بحث مشاريع يجري تنفيذها في مجالات الزراعة والتنمية الحيوانية والصحة والبني التحتية.

وفي يناير من العام الماضي أعفت الصين 160 مليون إيوان (21 مليون دولار) من ديونها المستحقة على موريتانيا، إضافة إلى 5 ملايين إيوان (700 ألف دولار) في أكتوبر 2021.

"هجرة نحو الشرق"

واعتبر الخبير في الشأن الموريتاني الهيبة ولد الشيخ سيداتي في تعليقه على هذه التطورات أن السياسة الخارجية الموريتانية تشهد حاليا نوعا من  "الهجرة" نحو بلدان الشرق كـ"الصين وروسيا".

وأضاف سيداتي في حديث لـ"أصوات مغاربية" أن حفاظ موريتانيا على علاقاتها مع الشرق "خطوة مهمة جدا"، ويظهر قيمتها بالنسبة للحكومة الموريتانية من خلال تزامن زيارة ولد الغزواني للصين مع مشاركة رئيس الوزراء محمد ولد بلال في القمة الروسية الإفريقية بسان بترسبرغ يومي الـ27 و28 من يونيو الجاري.

وأشار ولد الشيخ سيداتي إلى أن هذا التوجه الدبلوماسي الموريتاني لن يؤثر على علاقات البلاد مع "حلفائها الغربيين"، إذ أن هذا البلد المغاربي "مرتبط بعلاقات وثيقة في مجالات متعددة مع دول حلف شمال الأطلسي".

ومولت الحكومة الصينية بناء "ميناء الصداقة" في نواكشوط الذي تدخل منه نحو نحو 90 في المئة من واردات موريتانيا.

وكشفت أرقام رسمية موريتانية أن حجم التجارة الثنائية بين الصين وموريتانيا وصل عام 2022 إلى 2.13 مليار دولار أميركي.

وتسثمر الصين في مجالات عدة من أهمها  الصيد البحري عبر شركة "هوندونك" بسقف يصل إلى 100 مليون دولار، وفق اتفاقية موقّعة مع وزارة الصيد والاقتصاد البحري يمتد العمل بها لمدة 25 سنة. 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية