جانب من قصر العدالة وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط- أرشيف
جانب من قصر العدالة وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط- أرشيف

قرر القضاء الموريتاني وضع نائب معارض أثار الجدل بالبلاد خلال الأيام الماضية بعد تصريحات اعتبرت "مسيئة للرئيس" تحت الرقابة القضائية، وذلك بعد رفع الحصانة عنه والاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية.

وقال موقع "الأخبار" المحلي، مساء الخميس، إن قاضي التحقيق في ولاية نواكشوط الغربية رفض طلب النيابة العامة "إيداع النائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل في السجن"، غير أنه قرر "وضعه تحت المراقبة القضائية، مع إلزامه بتوقيع الحضور مرتين أمام الشرطة، وعدم الخروج من العاصمة نواكشوط إلا بإذن من القضاء".

وأشار المصدر ذاته إلى أن "النيابة العامة في ولاية نواكشوط الغربية وجهت للنائب البرلماني تهم "نشر الإساءة، والقذف والتجريح بحق رئيس الجمهورية"، وأحالته إلى قاضي التحقيق، مع طلب بإيداعه السجن"، مضيفة أن محمد فاضل "أحيل صباح الخميس إلى وكيل الجمهورية من طرف الشرطة القضائية، وذلك بعد ثلاثة أيام من توقيفه".

وكان ولد الشيخ محمد فاضل قد اعتبر في تصريحات سابقة أن استدعاءه من قبل الشرطة "يفتقد للأساس القانوني" وأن قرار رفع الحصانة عنه "تم من طرف الحزب الحاكم وحده". 

تعليق الحكومة

وفي أول تعليق للحكومة الموريتانية على هذا المسار قال الناطق باسمها ووزير النقل بالبلاد الناني ولد اشروقة، الخميس، إن مسطرة رفع الحصانة عن النائب، ثم متابعته لاحقا "تدل على أننا في دولة قانون". 

وأضاف ولد اشروقة خلال مؤتمر صحفي إن تتالي خطوات رفع الحصانة بدءا بـ"طلب الجهاز التنفيذي ثم العمل البرلماني ثم المتابعة القضائية لاحقا" يشي بانتقال البلاد من "منظومة حكامة مترابطة إلى منظومة متوازنة". 

لكن النائب المعارض كان قال في فيديو نشره على صفحته في فيسبوك إن "المادة 50" من الدستور في فقرتها الأولى كانت صريحة في حماية آراء النواب.

وتقول "المادة 50" من دستور موريتانيا إنه "لا يرخص في متابعة عضو من أعضاء البرلمان ولا في البحث عنه، ولا في توقيفه ولا في اعتقاله ولا في محاكمته بسبب ما يدلي به من رأي، أو تصويت أثناء ممارسة مهامه".

وتأتي متابعة النائب المعارض محمد بوي قضائيا بعد أن صادق البرلمان الموريتاني، السبت الماضي، على رفع الحصانة عنه خلال جلسة عقدها في ظل مقاطعة من نواب المعارضة.

خلفيات القضية

كان محمد بوي الشيخ محمد فاضل قد استعرض في مداخلة أمام البرلمان "نصا مسيئا تخيليا" انتقد فيه تعامل السلطات الموريتانية مع فتاة يشتبه في كتابتها لورقة تضمنت إساءة للنبي محمد في امتحانات الباكالوريا الأخيرة.

وفي محاكاة لأحد الأسئلة الواردة في الامتحان، قال النائب البرلماني "بين الحكومة الأولى والرابعة كانت صفحات هامة من تاريخ أحد الوزراء في دعم النظام تحدث عنه".

وتابع "ليكون الجواب التخيلي الافتراضي ما يلي: وكان يحب النظام ورئيسه كثيرا وكان من الأوائل الذين دخلوا الحكومة وقد خاض الحملة إلى جانب الرئيس المغتصب حتى زوال النظام، وهذه مجرد كذبة، كل تلك الحملات والكلام لمدح الرئيس ونظامه ليس إلا كذبة كبيرة اخترعها المنافقون هم في الحقيقة مجرد قتلة وقطاع طرق ومغتصبون وأولهم المسمى رئيسا المصاب بشغف جنسي رهيب"، وهو ما اعتبر إساءة لرئيس البلاد.

وعلق الوزير الأول محمد ولد بلال على المداخلة بالقول إن "عدم احترام هيبة رئيس الجمهورية داخل قبة البرلمان أمر غير مقبول"، واصفا ما جاء في مداخلة النائب بـ"الخطير" و"غير المقبول".

وكان أول قرار اتخذته الجمعية العامة بعد ذلك منع النائب من حضور أربع جلسات، في حين ألزمته السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا)، بحذف فيديو مداخلته، كما ألزمت القناة البرلمانية بـ"الحذف الفوري" لمداخلته من صفحتها الرسمية على فيسبوك.

  • المصدر: أصوات مغاربية/ مواقع محلية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية