شهدت موريتانيا خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا "صاروخيا" في أسعار البصل مما أثار موجة استنكار على المنصات الاجتماعية.
وعزت الجهات الرسمية في البلاد هذا الارتفاع في سعر البصل لتأخر شحنة منها كانت مبرمجة لتموين السوق المحلي.
وارتفع سعر البصل، بحسب بعض المدونين، لـ٨ أضعاف السعر الطبيعي، وهو ما "بات يبكي المواطن" وليس بسبب "تقطيعه".
ودخل رئيس "اتحاد أرباب العمل" (رسمي) محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد على الخط، الجمعة، ليبشر بحل "الأزمة" وعودة الأسعار لطبيعتها، إثر وصول باخرة تموين إلى نواكشوط.
وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة تويتر أن "الأزمة" تعود إلى تأخر موسم حصاد البصل في هولندا، إضافة إلى قرار من السلطات المغربية توقيف تصدير هذه المادة تبعا للاحتياجات المحلية من المنتوج.
وكان منتدى المستهلك بموريتانيا ندد في منشور على صفحته بمنصة فيسبوك بما وصفه بـ "الارتفاع القياسي" لأسعار بعض السلع الرئيسية ومن بينها "البطاطس والبصل"، محذرا من وصول سعرها إلى نحو ألف أوقية قديمة للكيلوغرام (نحو ٣.٢ دولار).
وقال الأمين العام للمنتدى، الخليل ولد خيري، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، إن ما يحدد أسعار السلع الرئيسية هو "كبار التجار والموردين"، وذلك في ظل "ضعف شديد في الرقابة الحكومية عليهم".
وأضاف أن الدليل على ضعف الرقابة الحكومية هو "ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في مواسم الطلب الكبير"، داعيا إلى "حماية جيوب المواطنين" وخصوصا من وصفهم بـ "الفئات الهشة".
واعتبر مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا البلد المغاربي أن الحكومة التي لا يمكنها السيطرة على أسعار السلع خلال أربع سنوات -في إشارة لعهدة ولد الغزواني- "لن تنجز مشاريع عملاقة ولا اكتفاء ذاتيا زراعيا".
ولم تخل التدوينات في هذا الصدد من ساخرين اعتبروا أن البصل بات "خانقا للمواطن"، منتقدين حل الحكومة باستيراد هذه السلعة من الخارج وبيعها محليا بأسعار "باهظة".
وفي مقابل ذلك، أشار بعض المدونين إلى أن الموريتانيين ليس لديهم الحق في الشكوى من ارتفاع الأسعار لأنهم "لا يزرعون"، وإذا استمروا على هذا الحال ستزيد أسعار جميع المواد الغذائية.
وتحاول موريتانيا زيادة إنتاجها المحلي من المواد الغذائية لمواجهة ارتفاع الأسعار وكلفة الواردات، التي تشكل نحو ٤٧ في المائة من ميزانية الدولة بحسب أرقام رسمية.
وفي هذا الصدد أعلنت البلاد، منتصف يونيو من العام الماضي، حملة زراعية تهدف لزيادة إنتاج البلاد من الخضراوات، وتحقيق "الاكتفاء من المنتجات الزراعية".
- المصدر: أصوات مغاربية