جانب من حفل التوقيع على "الميثاق الجمهوري" بموريتانيا- المصدر: صفحة وزارة الداخلية
جانب من حفل التوقيع على "الميثاق الجمهوري" بموريتانيا- المصدر: صفحة وزارة الداخلية

تعيش موريتانيا جدلا بين الأطراف ألسياسية حول وثيقة تحمل اسم "الميثاق الجمهوري"  وتحاول إيجاد أرضية مشتركة جامعة لكل الموريتانيين بينما عدها معارضون "طعنة في الظهر".

ووقعت ثلاثة أحزاب موريتانية هي اتحاد قوى التقدم والتكتل (معارضان) وحزب والإنصاف (الحاكم) مع وزارة الداخلية، أمس الخميس، على "الميثاق الجمهوري" الذي كان موضوع جدل واسع طيلة الشهرين الماضيين وتحفظت عليه معظم الأحزاب السياسية. 

وكانت وزارة الداخلية واللامركزية الموريتانية أعلنت مؤخرا عن اتفاق مبدئي بين 3 أحزاب سياسية والحكومة على توقيع الوثيقة التي ينتظر منها السير بالبلاد "نحو الوئام والوحدة والتماسك الاجتماعي والديمقراطية".

وسبق لحزبي التكتل وقوى التقدم المعارضين أن أكدا سابقا في تصريحات صحفية حول الميثاق الجمهوري، أنه يهدف لخلق تفاهم سياسي وطني مفتوح أمام جميع الفاعلين السياسيين، لـ"تجنيب موريتانيا النزوح نحو حلول غير مرغوب فيها كالانقلابات العسكرية". 

وينص الاتفاق الذي نشرت مضامينه صحف محلية، على تجاوز الأغلبية والمعارضة تناقضاتهم "خدمة للمصالح العليا للأمة". 

كما تحدثت الوثيقة بحسب موقع الأخبار المحلي عن نية الأطراف السياسية "القيام على وجه السرعة بدراسة معمقة لنظامنا الانتخابي وإذا لزم الأمر الشروع في الإصلاحات ذات الصلة من أجل التغلب على الوضع الناجم عن الانتخابات الأخيرة". 

وكان حزبا التكتل واتحاد قوى التقدم -الموقعان على الميثاق-، منيا بهزيمة كبيرة خلال انتخابات ماي الماضي، ولم يتمكن أي منهما من الفوز في أي دائرة انتخابية ولم يدخلا البرلمان الجديد.

"طعنة في الظهر" 

ووصفت البرلمانية المعارضة كادياتا مالك ديالو، الاتفاق السياسي الموقع بين حزبي التكتل وقوى التقدم والحكومة ممثلة في حزب الإنصاف ووزارة الداخلية بأنه "طعنة في ظهر المعارضة ومحاولة لخداع الرأي العام". 

وأضافت ديالو، في بيان صحفي، أن ما يفعله الحزبان الموقعان على الوثيقة هو "تملق للنظام" الذي يعاني "في نهاية مأموريته من دون حصيلة إنجازات مقنعة لعرضها على المواطنين"، وبات يسعى لحشد تأييد أحزاب كانت في السابق ترمز للمعارضة". 

أطراف في المعارضة الموريتانية عبرت عن رفضها للاتفاق فور نشر نصه في الصحافة، إذ دون صبحي ودادي، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل/ زعيم المعارضة)، أن الوثيقة "لم تقدم محتوى مؤسسيا ولا إجراءات تنفيذ ضامنة".

من جانبه اعتبر النائب البرلماني المعارض والحقوقي برام ولد الداه ولد عبيد، أن الميثاق الجمهوري وقع عليه "حزبان فقط من أحزاب المعارضة"، كما أنه يعد دليلا على "تخلي النظام عن الحوار الشامل مع جميع الأطياف المعارضة وتملصا من التهدئة السياسية". 

عهد ديموقراطي جديد

وفي المقابل ذهب المدافعون عن "الميثاق الجمهوري"  من بينهم الوزير السابق سيدي محمد ولد محم، إلى تثمين التوقيع عليه  بين أطراف من الأغلبية والمعارضة والحكومة. 

وذكر ولد محم وهو رئيس سابق للحزب الحاكم في موريتانيا أن  الاتفاق الموقع برعاية من رئيس الجمهورية يؤسس لـ"عهد ديموقراطي جديد ويفتح آفاقا أرحب للعمل السياسي الوطني في محيط جيوسياسي تطبعه الإنقلابات والمراحل الانتقالية والحروب".

وذهب بعض أنصار الرئيس الموريتاني إلى دعوة "كل الأطراف" التي لديها تحفظات حول الاتفاق إلى التخلي عنها واللحاق بهذا "المسار بهدف تطويره وتقويم اختلالاته". 

وقال آخرون إن هذا الاتفاق يتيح للبلاد فرصة في إجماع وطني عام من التهدئة وتطبيع المشهد أشهرًا قليلة قبل الانتخابات الرئاسية، وسيفرغ الجميع لـ"معركة التنمية والاقلاع الاقتصادي في وقت يضيع فيه الآخرون وقتهم وهم يراوحون في نفس مربعهم الأول". 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية