تستعد موريتانيا لتنظيم فعاليات مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي في نسخته الأولى (15-19 أكتوبر المقبل)، برئاسة المخرج العالمي، عبد الرحمان سيساكو، وبحضور مخرجين من تونس والجزائر والمغرب وبمشاركة أفلام عربية ودولية.
وتشارك أفلام طويلة بارزة في المهرجان، منها الشريط السينمائي "العبد" للمخرج المغربي، عبد الإله الجوهري، حول العبودية بين الماضي والحاضر، وفيلم "عيد ميلاد تعيس" للمخرج الجزائري، إلياس بوخموشة، بالإضافة إلى أفلام مصرية وسودانية.
وتتكون لجنة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة من المخرج الموريتاني سيساكو، بالإضافة للممثلين التونسي مهذب الرميلي، والسوري فراس براهيم، والمخرج السنغالي موسى توري، وفق ما أورده "مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي" عبر صفحته على فيسبوك.
وعلاوة على ذلك، تشارك أفلام سينمائية موريتانية في مسابقة "الأفلام الروائية القصيرة" لتنافس بذلك أفلاما أخرى قصيرة من الكويت، اليمن، العراق، سلطنة عمان، السنغال.
وتتبارى موريتانيا على الجوائز بفيلمين هما "السفر الأخير" للمخرج عبدو اللاي صال، و"ضجيج" للمخرج عزيز المان. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة المخرج الموريتاني، عبد الرحمن لاهي.
وتسعى نواكشوط إلى تحقيق نقلة سينمائية عبر هذا المهرجان الدولي، الذي يفتح أيضا مسابقات أمام فئات أخرى من الإنتاج السمعي البصري وصناعة المحتوى.
ويترأس مسابقة صناع المحتوى، المخرج الموريتاني إعل باريك، والإعلامي وصانع المحتوى المغربي ابراهيم زروالي، والصحافية الجزائرية، الضاوية خليفة.
واقع السينما الموريتانية
تعود البدايات الأولى للفن السابع في موريتانيا إلى ستينيات القرن الماضي. حينها، عرفت البلاد دخول أول شاشة عرض للأفلام السينمائية إلى العاصمة نواكشوط على يد فرنسي يدعى "غميز".
وخلال تلك الفترة، زاد عدد دور العرض ليصل إلى 11 صالة عرض في العاصمة وحدها، ثم تلا ذلك ظهور تجارب لمخرجين سينمائيين تأثروا بالسينما الغربية وأخذوا على عاتقهم صناعة أفلام تنهل من ثقافة البلد.
ورغم أن السينما المحلية شبه غائبة اليوم على المستوى المحلي، إلا أن العديد من الموريتانيين حملوا علم البلاد في المهجر ومثّلوا بلادهم في مهرجانات عالمية كبرى وفازوا بجوائز مرموقة.
فقد تألقت أفلام موريتانية في دورات مهرجان "كان" السينمائي من قبيل "تمبكتو" لمخرجه سيساكو، وحضرت بعض التجارب السينمائية الشابة في منصة "نتفليكس" العالمية للأعمال السينمائية والفنية الترفيهية، مثل فيلم "المستتر" للمخرج محمد ولد اشكونة.
غير أن السينما الموريتانية تبقى رهينة تجارب عصامية وليست مشدودة بصناعة محلية قوية.
وعن أسباب استمرار هذا الوضع، يشير المخرج الموريتاني، عبد الرحمن ولد أحمد سالم، في مقابلة مؤخرا مع "أصوات مغاربية" إلى أن هذا الوضع "المؤسف" ناتج عن جملة من التحديات، أبرزها "سوء سمعة السينما لدى المجتمع الموريتاني إذ إنها ارتبطت في ذاكرة المجتمع بـ"الفن البذيء"، و"وصمت بالممارسات غير الأخلاقية"، كما أن دور العرض "ظلت في المخيلة الجمعية ذاك المكان الذي يجمع الضائعين من المجتمع".
المصدر: أصوات مغاربية