مبنى المحكمة التي يقف أمامها الرئيس الموريتاني السابق، ومسؤولون في فترة حكمه (2008-2019)
رجال أمن أمام مبنى المحكمة التي يقف أمامها الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، في نواكشوط

قررت هيئة الدفاع عن الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، "الانسحاب الكلي" من جلسة المحاكمة احتجاجا على ما اعتبره "انعدام أبسط شروط المحاكمة العادلة، وحرمانه من حقه في الاستماع لشهود النفي وحقه في إعداد وتقديم وسائل دفاعه".

ويمثل الرئيس الموريتاني السابق أمام المحكمة الجنائية المختصة في جرائم الفساد، بتهم عديدة من أبرزها الفساد والإثراء غير المشروع وغسيل الأموال، وذلك إثر تحقيق برلماني في بعض الملفات التي وقعت خلال فترة حكمه بين 2009 و2019.

وقال محامو ولد عبد العزيز، في بيان أصدروه أمس الثلاثاء، إن "رفض الاستماع لشهود النفي يعني رفض تلقي وسائل دفاع المتهم التي لا تمكن محاكمته دون تلقيها طبقا للمادة 7 من التنظيم القضائي، فضلا عن خرق المادة 294 من قانون الإجراءات الجنائية التي تحيل للفقرة 3 من المادة 263 التي تتيح للمتهم طلب استدعاء شهود النفي".

وأضاف أصحاب البيان أن "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تمنح لأي متهم الحصول على الموافقة على استدعاء شهود النفي بذات الشروط المطبقة في حالة شهود الاتهام".

وأشارت هيئة الدفاع كذلك إلى أن "المحكمة رفضت كذلك استكمال الاستماع لموكلها الذي سبق أن علقت الاستماع إليه من أجل العودة إليه لاحقا، كما رفضت إتاحة الظروف المناسبة للقاء هيئة الدفاع بموكلها من أجل تحضير دفاعه في ظروف تكفل سرية اللقاء".

والأسبوع الماضي، طالبت هيئة الدفاع عن الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بمحاكمة علنية له، بعد تأكيدهم على غياب "المحاكمة العادلة" في الملف المعروف محليا بـ"فساد العشرية".

وقال رئيس فريق الدفاع عن ولد عبد العزيز (66 عاما)، المحامي محمد ولد إشدو ، في تصريح  سابق  لـ"أصوات مغاربية"، إن "موكله يطالب بحقوقه في المحاكمة العادلة وأن ما يجري حاليا هو بعيد من ذلك بسبب المراقبة المشددة ومنعهم من تحضير المرافعات والدفوع".

وسبق لهيئة المحكمة الاستماع إلى المتهمين في الملف وبعض الشهود، وأعلنت أمس الاثنين الشروع في مرحلة المرافعات، قبل إصدار  الحكم الابتدائي في القضية.

ولكن فريق الدفاع عن ولد عبد العزيز طلب من هيئة المحكمة استدعاء مجموعة من الشهود، منهم الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية المختار ولد اجاي (وزير الاقتصاد والمالية مع ولد عبد العزيز)، ومدير التشريفات برئاسة الجمهورية الحسن ولد أحمد، ومحافظ البنك المركزي محمد الأمين ولد الذهبي.

كما طلب فريق الدفاع أيضًا استدعاء وزراء سابقين منهم محمد ولد كمبو وسيدي ولد سالم، بالإضافة إلى محمد ولد عبد الفتاح وحيموده ولد رمظان.

ورفض ممثل الحق العام الالتماسات التي تقدمت بها هيئة الدفاع، وقال وكيل الجمهورية إن "القانون الموريتاني واضح في تقديم أطراف الشهود"، مشيرًا إلى أن "المحكمة سبق أن قدمت لها لائحة بالشهود ورفضتها، وتم حسم الموضوع وخرج من ولاية المحكمة".

ويحاكم ولد عبد العزيز  أمام محكمة الجرائم الاقتصادية، مع عدد من الشخصيات البارزة خلال فترة حكمه، بينهم رئيسا حكومة سابقين ووزراء ومسؤولون كبار  آخرون.

 

المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية

 

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية