تتواصل بالعاصمة الموريتانية نواكشوط من 13 إلى 15 أكتوبر الجاري أعمال المؤتمر الوطني السادس عشر لطب الأطفال، بمشاركة وفود من عدة دول مغاربية ودولية، وذلك في ظل محاولات حكومية لحماية هذه الفئة بعد تحذيرات دولية بخصوصها.
وقالت وزيرة الصحة الناها بنت مكناس، الجمعة، إن مؤشرات صحة "حديثي الولادة والأطفال غير مرضية"، وذلك رغم ما وصفته بـ "الجهود الكبيرة التي تم بذلها من طرف قطاع الصحة في البلاد وشركائه" بحسب ما نقله موقع الأخبار المحلي.
وأضافت الوزيرة أن واقع الأطفال ببلادها دفع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى إعطاء أوامره بـ "تحسين صحة الأطفال وأمهاتهن"، وذلك عبر برنامج "تعهداتي" (أعلن خلال الحملة الانتخابية في ٢٠١٩).
وكانت وزارة الصحة الموريتانية بدأت "التكفل الشامل بالنساء الحوامل وحديثي الولادة"، وكذا التكفل بالرفع الطبي بين المنشآت الصحية في البلاد، والتكفل الشامل بخدمات الإنعاش ذات التكلفة الباهظة لكافة المواطنين بحسب الوزيرة منت مكناس.
وتأتي هذه التحركات الحكومية لمعالجة واقع يعانيه أطفال هذا البلد المغاربي وبعد تحذيرات من منظمات محلية ودولية بخصوص حالتهم الصحية والغذائية.
تحذيرات دولية
وكشفت منظمة اليونيسف في أغسطس الماضي، أن 411 ألفا و300 طفل يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، مع تسجيل حوالي 5 آلاف طفل يعانون من الهزال الشديد بسبب سوء التغذية وذلك خلال النصف الأول من ٢٠٢٣.
ورجح المصدر ذاته أن يعاني 472 ألفا و275 مواطنا موريتانيا من تداعيات أزمة الجفاف وأن يؤدي ذلك إلى معاناة أزيد من 4٨ ألف شخص من سوء التغذية بزيادة ستصل إلى 49 مقارنة بعام 2022.
وفي نفس السياق أعلنت المؤسسة الدولية، أن نحو 1.3 مليون طفل في موريتانيا يعيشون حالة فقر، 61 في المائة منهم يعيش "حالة فقر متعدد الأبعاد"، معظمهم ينحدرون من المناطق القروية والريفية.
وبخصوص حالتهم الصحية حذرت اليونيسف من انتشارا مرض الحصبة في صفوف الأطفال، خصوصا أولئك المقيمين في مخيم "امبرة" الواقع على بعد خمسين كيلومترا من الحدود المالية الموريتانية، إذ سجلت المنظمة 51 حالة إصابة ووفاة أربعة أطفال.
وكشفت خريطة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في نوفمبر الماضي أن موريتانيا تستضيف أزيد من 100 ألف لاجئ في مخيم "امبرة".
أمراض منتشرة
وفي وقت سابق، حذرت ممثلية منظمة اليونيسف في موريتانيا، من أن معظم الأطفال في البلاد يعانون من فقر الدم، كما أكدت وجود امرأة من كل اثنتين، وطفلين من كل 3 أطفال يعانون من فقر الدم في البلاد.
وأكدت المنظمة وجود حاجة إلى قرابة ١٩ مليون دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأطفال في موريتانيا في العام الحالي تذهب ٤٠ في المئة منها لتوفير "استجابة متكاملة للصحة وسوء التغذية".
وتعليقا على ذلك اعتبر رئيس "نقابة الأطباء الموريتانيين"، الطيب ولد اعليوه، أن "الأرقام التي أعلنتها المنظمة الدولية مبالغ فيها"، واستدرك "هناك حالات فقر دم عند الأطفال موجود لكنها ليست بهذه الفداحة"
وأضاف ولد اعليوه، في تصريح سابق لـ "أصوات مغاربية"، أن فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات الضرورية للجسم "من بين أكثر الأنواع انتشارا في موريتانيا"، مشددا على "ضرورة الاهتمام بغذاء صحي ومتنوع للحفاظ على الصحة".
ومثالا على ذلك، أشار المتحدث إلى أهمية "الأغذية التي تحتوي على مواد الحديد، وفيتامين ب ١٢"، كما حث الأسر الموريتانية والأمهات على الاهتمام بالرضاعة الطبيعية للأطفال "خصوصا في الشهور الستة الأولى لأنها تعتبر مصدرا أساسيا لهذه العناصر".
المصدر: أصوات مغاربية