وصول الفريق الطبي الإسباني لموريتانيا- المصدر: وزارة الصحة
وصول الفريق الطبي الإسباني لموريتانيا- المصدر: وزارة الصحة

يستمر هذه الأيام عمل بعثة طبية إسبانية قدمت لموريتانيا لإجراء عمليات مختصة في جراحة العيون.

وقالت وزارة الصحة الموريتانية إن البعثة الإسبانية وصلت الأحد للعاصمة نواكشوط، ويستمر عملها من أجل إجراء ٣٠٠ عملية متخصصة في جراحة العيون لموريتانيين.

وبحسب ما أوردت الوزارة، في منشور على صفحتها بفيسبوك، ستستمر عمليات الفريق الطبي الإسباني على مدى أسبوع، كما ستركز عملها في العاصمة الاقتصادية نواذيبو.

ويأتي قدوم هذه البعثات الإسبانية في ظل تزايد التعاون بين مدريد ونواكشوط، ولمساعدة المنظومة الصحية لموريتانيا بوجه التحديات التي تواجهها.

وكانت موريتانيا وقعت مع إسبانيا اتفاقيات خلال الفترة الماضية في مجالات عدة منها مكافحة الهجرة غير النظامية والصحة والأمن تحصل بموجبها الدولة المغاربية على آليات لوجستية وأخرى تقنية حديثه لمساعدتها في المجال الأمني.

وخلال السنوات الأخيرة كانت أزمة فيروس كورونا من أبرز وأصعب التحديات التي واجهتها الأنظمة الصحية في موريتانيا كنظيراتها بالمنطقة إذ كشفت عن نواقص كبيرة بحسب وزارة الصحة.

ويعاني الكثير من الموريتانيين تحت وطأة تكاليف العلاج بسبب الصعوبات المادية، في ظل تقديرات للبنك الدولي تشير إلى أن نسبة ٣٠ في المائة من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر.

وبمواجهة ذلك أعلنت وزارة الصحة أنه "بسبب الظروف المادية للمواطنين أضحت بعض الخدمات الصحية تقدم بشكل مجاني وتشمل (الحجز والأدوية بالعناية المركزة، والنقل الطبي بين المستشفيات، نقل ضحايا حوادث السير…)".

كما أعلنت أن "الدولة تتكفل بنسبة 60 في المائة من مصاريف علاج النساء الحوامل ليدفعن فقط مبلغا رمزيا قدره 450 أوقية جديدة (قرابة ١٠ دولارات) يغطي تكلفة علاجهن وعلاج أطفالهم إلى غاية شهرين بعد الولادة".

ولتسهيل الولوج إلى العلاج للفئات الأخرى، أعلنت موريتانيا نيتها توفير التأمين الصحي الشامل لجميع مواطنيها في أفق ٢٠٣٠، وفي إطار تلك الخطة وصل عدد المواطنين المؤمنين صحيا في هذا البلد المغاربي إلى ١.٢ مليون شخص في عام ٢٠٢٢.

ويستمر في الوقت ذاته تدفق الموريتانيين لدول خارجية عدة بغرض الاستشفاء في ظل ضعف البنية التحتية الصحية بالبلاد.

وتعتبر بلدان الجوار مثل تونس والمغرب والسنغال من أهم وجهات الموريتانيين العلاجية كما بدأ بعض مواطني هذا البلد المغاربي مؤخرا الذهاب إلى تركيا بغرض العلاج.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

تجمهر موريتانيين أمام قصر العدل وسط العاصمة نواكشوط (أرشيف)
قصر العدل وسط العاصمة نواكشوط (أرشيف)

عرفت موريتانيا في تاريخها السياسي الحديث عدة تجارب لرؤساء غادروا سدة الحكم إلى السجون في ظروف محتلفة في هذا البلد المغاربي الذي يعتبر أكثر دول المنطقة سجنا لقادته، بسبب كثرة الانقلابات العسكرية. 

وكانت آخر تلك التجارب اعتقال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، عام 2020 بعد واحد على مغادرة السلطة في مستهل مشوار من الملاحقات ومحاكمة ماراثونية بتهم متعددة تتعلق بالفساد والإثراء غير المشروع، اختتمت قبل أيام بالحكم عليه بالسجن 5 سنوات نافذة ومصادرة أمواله. 

ولم يكن محمد ولد عبد العزيز (66 عاما) هو أول رئيس يخرج من الحكم ليدخل السجن، إذ اعتقل جميع من أطيح بهم في انقلابات العسكر في البلاد أعوام 1978 و1984 ثم 2008، في حين كان المنفى هو الملاذ الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع المطاح به عام 2005. 

"فساد العشرية" 

ويبقى ولد عبد العزيز أبرز الرؤساء الموريتانيين المودعين بالسجن، وذلك بعد أن أدين بتهمتي غسل الأموال والإثراء غير المشروع مطلع الشهر الجاري، كما أمرت المحكمة بمصادرة أمواله مع دفع غرامة 500 مليون أوقية قديمة (نحو مليون و260 ألف دولار). 

ويأتي الحكم على ولد عبد العزيز بعد مسار مثير بدأ في 2020 بتحقيق برلماني في الملف المعروف محليا بـ"فساد العشرية) وتعني سنوات حكم الرجل (2009 - 2019).

ولم يشفع لولد عبد العزيز مطالبته طيلة أطوار المحاكمة بحق الحصانة طبقا للمادة 93 من الدستور التي تنص على أنه "لا يكون رئيس الجمهورية مسؤولا عن أفعاله أثناء ممارسته سلطاته إلا في حالة الخيانة العظمى". 

وظل ولد عبد العزيز حتى مرافعته الأخيرة قبل النطق بالحكم  يعتبر نفسه ضحية مساع لمنعه من المشاركة في الساحة السياسية، ودليلا على ذلك ساق دفاعه ورقة استخراج مشمولين في الملف من قائمة المتهمين وتعيينهم في مناصب سامية. 

وقبل ولد عبد العزيز كان يتم اعتقال الرؤساء السابقين أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية بعد إلغاء الدستور وتعطيل العمل به في إطار حالة الطوارئ.

 
سيدي ولد الشيخ عبد الله

وكان ولد عبد العزيز قط أطاح بسلفه الراحل سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي حكم البلاد بعد انتخابه في 2007 وغادر سدة الحكم في خضم انقلاب عسكري في أغسطس عام 2008 في سنة وصفت بـ"عام الديمقراطية الموريتانية". 

وبعد الانقلاب، خضع ولد الشيخ عبد الله للإقامة الجبرية في شقة سكنية وسط العاصمة نواكشوط، واستمر احتجازه فيها حتى منتصف شهر نوفمبر، حين نقله قادة الانقلاب آنذاك إلى مسقط رأسه في قرية لمدن شرق العاصمة.

واستمرت فترة الإقامة الجبرية التي أمضاها ولد الشيخ عبد الله (1938-2020) لأربعين يومًا، كان يتمتع فيها بحرية استقبال من يريد.

خرج ولد الشيخ عبد الله من الإقامة الجبرية نهاية 2008، نتيجة ضغط من أحزاب المعارضة وفي إطار تهيئة المناخ "للقاءات تشاورية" تهدف للتحضير لمسار "العودة للانتخابات" عبر استقالة ولد عبد العزيز وترشحه من جديد عام 2009. 

وكان الراحل ولد الشيخ عبد الله أول رئيس مدني منتخب للبلاد، كما يعتبر أول من يخضع للإقامة الجبرية بين الرؤساء السابقين، رغم أن الانقلابات العسكرية قادت العديد من الرؤساء إلى السجن والمنفى. 

ولد هيدالة 

وفي ديسمبر 1984  كان محمد خونة ولد هيداله على موعد مع سجن دام 4 سنوات في مدينة كيهيدي (جنوب) وذلك بعد الإطاحة به في  انقلاب تزعمه قائد أركان الجيوش آنذاك معاوية ولد سيد أحمد الطايع.

وكان هيداله وقت تنفيذ الانقلاب في العاصمة البوروندية بوجمبورا لحضور القمة الأفريقية، وبعد تقييم الموقف توجه إلى نواكشوط ليخضع للاعتقال فور نزوله في المطار ونقل إلى سجن "كيهيدي" حيث أقام لأربع سنوات، حتى 28 نوفمبر 1988.

المختار ولد داداه

يعتبر المختار ولد داداه، الرئيس الأول لموريتانيا بعد الاستقلال، أول الذين عاشوا تجربة الانتقال من القصر الرئاسي إلى السجن بعد حكمه البلاد مدة 18 عاما (1960-1978). 

وحكم ولد داداه موريتانيا منذ إعلان استقلالها عام 1960 حتى الإطاحة به في انقلاب عام 1978 حين اقتاده الانقلابيون في البداية إلى ثكنة تابعة للهندسة العسكرية، قبل أن ينقلوه إلى مدينة "ولاته" في أقصى الشرق الموريتاني. 

وخضع الرئيس المؤسس للسجن 14 شهرًا في "قلعة ولاته" المشهورة باستضافته للمعارضين الموريتانيين وافرج عنه في أكتوبر 1979، ونقل إلى فرنسا لتلقي العلاج، واستمر فيها كمنفى اختياري وعاد لبلاده يوم 17 يوليو 2001 ووافته المنية سنة 2003، ودفن في مدينة بوتلميت (جنوب غرب).

تجربة المنفى

وفي الثالث من أغسطس عام ٢٠٠٥ أطيح بمعاوية ولد سيد أحمد الطايع من قبل قيادات من الأمن والجيش تزعمهم الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال (1953-2017) بعد نحو عشرين عاما من إدارة البلد. 

لكنه لم يرد عيش تجربة السجن في البلاد، على غرار سابقيه، وقرر حين أبلغ بانقلاب ضباطه ضده وهو في الطريق عائدًا من المشاركة في تشييع جثمان الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، أن يذهب لمنفاه الاختياري في دولة قطر.

المصدر: أصوات مغاربية