السجن المؤبد لأربعة متهمين في قضية الناشط الموريتاني ولد الشين
حكمت المحكمة الجنائية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، بالسجن المؤبد على المتهمين بقتل الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين داخل مفوضية للشرطة، وسط تأييد من عائلته وعدد كبير من النشطاء على منصات التواصل.
وأصدرت المحكمة الجنائية بمدينة نواكشوط الشمالية، ليل الثلاثاء/ الأربعاء، حكمها بـ"السجن المؤبد" في حق 4 متهمين في مقتل الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين، الذي توفي في مفوضية للشرطة يوم 9 فبراير 2023.
وحكمت المحكمة بالسجن المؤبد على كل من المفوض السابق في الشرطة، المختار إسلمو سيدو، مع حرمانه من حقوقه السياسية وطرده من كل الوظائف، بالإضافة لمرؤوسيه الحسن حماده أسويد ولحبيب أحمدو أحمد إضافة للإمام أحمد الإمام، مع تبرئته من تهمة إخفاء آثار الجريمة لتعطيل سير القضاء.
وكانت النيابة العامة الموريتانية طالبت في بداية المحاكمة بإعدام أربعة من المتهمين بقتل الناشط الحقوقي ولد الشين، الذي قضى داخل مفوضية للشرطة بينما طلبت عقوبات متفاوتة في حق بقية المتهمين.
ولقي إصدار الحكم القضائي بحق الجناة إشادات من قبل نشطاء ومنظمات حقوقية كما رحب به مدونون كثر على منصات التواصل الاجتماعية.
وأشادت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" بموريتانيا بمستوى سير محاكمة المتهمين في قضية الصوفي ولد الشين واصفة إياها بـ"المحاكمة العادلة".
وأضافت اللجنة في بيان نشرته على صفحتها بمنصة فيسبوك، إن الدولة الموريتانية اعتمدت في قضية ولد الشين على "مقاربة تتفق" مع توصياتها وذلك عبر "الامتناع عن التستر على أخطاء أعوانها وإطلاق العنان للعدالة" حسب نص البيان.
وقال شقيق الراحل الصوفي ولد الشين في تصريح للصحافة من أمام قصر العدل بنواكشوط، إن الحكم أثبت "سيادة القانون في البلد" وحرص القضاة على إنفاذ القانون "رغم ضغوط المتنفذين".
ويعد الراحل ولد الشين من أبرز الحقوقيين الداعين للوحدة الوطنية في بلاده، كما شغل منصب رئيس تيار "اللحمة الوطنية" التي سعت لمواجهة "دعوات التفرقة بين الموريتانيين على أساس شرائحي".
وأثارت وفاته بعد ساعات من توقيفه في مركز للشرطة بنواكشوط، احتجاجات في عدد من مناطق البلاد، وعلى إثر ذلك دخل رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، على الخط، متعهدا بتحقيق العدالة، وأعلن القضاء لاحقا توقيف 11 شخصا من أفراد الشرطة، اتهم بعضهم بـ "عدم الإبلاغ عن وقائع مجرمة".
واعتبرت جنازة ولد الصوفي من أكثر الجنائر اكتظاظا في تاريخ العاصمة نواكشوط، إذ شهدت مشاركة من قبل الآلاف، بينهم سياسيون وحقوقيون نشطاء.
المصدر: أصوات مغاربية