موريتانيا تتطلع لدخول السوق العالمي للهيدروجين والفولاذ الأخضر
تتحرك السلطات الموريتانية على أكثر من جبهة لتعزيز حضورها في الأسواق العالمية للهيدروجين الأخضر عبر استقطاب العديد من المشروعات الواعدة.
ويعدّ وقود الهيدروجين الذي يمكن إنتاجه من الغاز الطبيعي أو الكتلة الحيوية أو الطاقة النووية، "أخضر" عندما تنفصل جزيئات الهيدروجين عن الماء باستخدام كهرباء مستمدة من مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي لا تنتج انبعاثات كربونية.
ويمكن أن يستعمل كوقود للنقل أو في عدة صناعات مثل الصلب والإسمنت والصناعات الكيماوية، حسب ما أورده منصة "الطاقة".
وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، قد أكد، في كلمة له هامش الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده "تطمح على المدى الطويل في الاستحواذ على 1 بالمئة من سوق الهيدروجين العالمي و 1.5 بالمئة من سوق الفولاذ الأخضر، بحلول عام 2050".
وتبنى البرلمان الموريتاني، في سبتمبر الجاري، مشروع قانون يتضمن مدونة الهيدروجين الأخضر، في خطوة من شأنها تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين في قدرات هذا البلد المغاربي.
ويهدف القانون الجديد إلى توسيع الوصول إلى الطاقة الحديثة وإلى تحقيق دينامية في الاقتصاد الموريتاني، كما يندرج ضمن خطة لجعل موريتانيا البلاد الأولى أفريقيّا في مجال إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وتسعى موريتانيا إلى إنتاج 12.5 مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2035، وهو ما يمكن أن يُلبي المتطلبات الطاقية المحلية والأسواق الدولية المتعطشة للطاقة النظيفة، علاوة على منح دفعة قوية للنمو الاقتصادي.
مشروعات ضخمة
في مارس 2023، وقع ائتلاف تجاري دولي، مكون من شراكة ألمانية وإماراتية ومصرية، اتفاقا مع الحكومة الموريتانية بشأن مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 34 مليار دولار، مع بناء منشأة تحليل كهربائي بطاقة تصل إلى 10 غيغاوات.
ومن المنتظر أن يوفر المشروع الذي سيقام شمال شرق العاصمة الموريتانية نواكشوط حوالي ثلاثة آلاف فرصة عمل جديدة خلال مرحلة الإنشاء، بالإضافة إلى ألف فرصة عمل عند تشغيل المشروع.
وتروج موريتانيا لنفسها كورقة رابحة للدول الأوروبية الساعية إلى للبحث عن مصادر طاقة مستدامة لتحل محل الوقود الأحفوري التقليدي.
ووفق أرقام حكومية، يمكن لمشروعات الهيدروجين الأخضر رفع وتيرة النمو في هذا البلد إلى 10 في المائة اعتبارا من عام 2030، وخفض معدلات البطالة إلى النصف بفضل التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للمشروعات على مختلف القطاعات الاقتصادية.
وفي العام 2023، أفادت شركة "بريتيش بتروليوم" (BP) البريطانية للطاقة بأنها بصدد دراسة إمكانية إنتاج الهيدروجين الأخضر "على نطاق واسع" داخل موريتانيا.
المصدر: أصوات مغاربية