مختنق بالغاز المسيل للدموع يستعمل البصل
مختنق بالغاز المسيل للدموع يستعمل البصل

مع كل إطلاق لقنبلة غاز مسيل للدموع، ترمى العشرات من حبات البصل وقنينات ماء من أسطح ونوافذ العديد من البيوت وسط مدينة الحسيمة، يتقاسمها المحتجون بينهم من أجل التخفيف من التهاب العينين والحلق الناتج عن القنابل المسيلة للدموع التي كانت تلقيه قوات الأمن لتفريقهم.

البصل كان سلاح المحتجين أمام القنابل المسيلة للدموع
البصل كان سلاح المحتجين أمام القنابل المسيلة للدموع

 

محتج يضع لثاما كي لا يستنشق الغاز المسيل للدموع
محتج يضع لثاما كي لا يستنشق الغاز المسيل للدموع

​​​​"إياك أن تحك عينيك، اسكب الماء على وجهك، استنشق جيدا رائحة البصل.."، كانت هذه نصائح تناقلها المحتجون فيما بينهم من أجل التغلب على تأثير قنابل الغاز المسيل للدموع التي ألقتها السلطات الأمنية بغرض تفريق المتظاهرين الذين سعوا للوصول لساحة محمد السادس، وسط الحسيمة. 

امرأة ضمن المتحجين اختنقت بالغاز المسيل للدموع
امرأة ضمن المتحجين اختنقت بالغاز المسيل للدموع

 

متطوعون وضعوا قنينات ماء بالشوارع لمن تأثروا بالغاز المسيل للدموع
متطوعون وضعوا قنينات ماء بالشوارع لمن تأثروا بالغاز المسيل للدموع

​​​واحتدمت المواجهة بين المحتجين والسلطات التي سعت إلى منع المتظاهرين من الوصول لساحة محمد السادس. المواجهة أفضت إلى مشاهد متداخلة؛ حالات اختناق، مطاردات واشتباكات. ​​

ناشطون يقيمون درعا بشريا لحماية أفراد تدخل أمني للإشارة إلى سلمية احتجاجهم
ناشطون يقيمون درعا بشريا لحماية أفراد تدخل أمني للإشارة إلى سلمية احتجاجهم

​واستمرت المطاردات لأزيد من ست ساعات، كانت جلها في محيط الساحة، تشبتت خلالها السلطات بتطبيق قرار منع احتجاج 20 يوليو، بينما حاول المحتجون الاستجابة لنداء النشطاء والنزول لشوارع مدينة الحسيمة.

ورغم أن الصفوف الأمامية للمسيرات سجلت عدم حضور أبرز نشطاء حراك الريف، بسبب اعتقال عدد منهم، إلا أن الشعارات والمطالب ماثلت تلك التي رفعت خلال أول خروج للشوارع قبل حوالي ثمانية أشهر. 

​​

المصدر: أصوات مغاربية              

مواضيع ذات صلة

تقارير

تطور بمشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا.. هل يرى النور قبل 2030؟

19 سبتمبر 2024

تسير جهود إسبانيا والمغرب لتشييد نفق بحري بينهما بشكل متسارع منذ موافقة مدريد على تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط لإنهاء نزاع الصحراء الغربية وأيضا منذ فوز الجارين، إلى جانب البرتغال بحق بتنظيم كأس العالم 2030.

ودخل المشروع مرحلة جديدة هذا الأسبوع بإعلان الشركة الإسبانية للدراسات المتعلقة بالاتصالات الثابتة، المعروفة اختصارا بـ"Secegsa"، إطلاق دعوة لتقديم طلبات لاستئجار أربعة أجهزة لقياس النشاط الزلزالي في قاع المحيط مع خيار الشراء بكلفة قاربت 500 ألف يورو.

وتعد هذه المرحلة مهمة من بين مجموع دراسات تجريها إسبانيا والمغرب للوقوف على مدى قدرة هذا المشروع على مقاومة مختلف الظروف الطبيعية.

وتعود فكرة إقامة مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا إلى يونيو عام 1979، وكان ذلك في لقاء جمع الملك المغربي الراحل الحسن الثاني بملك إسبانيا آنذاك خوان كارلوس، واتفقا الجانبان حينها على إعداد دراسات مشتركة للمشروع، كما وقعا اتفاقية جرى بموجبها إنشاء شركتين، مغربية وإسبانية، لدراسة جدوى المشروع.

وجرى التفاهم سنوات بعد ذلك على أن يكون النفق بطول 28 كيلومترا تحت الماء على عمق 300 متر ويربط بونتا بالوما (طريفة) الإسبانية مع مالاباطا (طنجة) المغربية.

ويفترض أن يشتمل المشروع وفق آخر الدراسات على سكتين حديديتين ورواق للخدمات والإغاثة ويتوقع أن يساهم في تقليص مدة السفر بين مدريد والرباط إلى 5 ساعات فقط من خلال ربط شبكة السكك الحديدية عالية السرعة في إسبانيا بسكة حديد البراق المغربي الذي تبلغ سرعته 230 كيلومتر في الساعة.

دراسات سابقة

وجدير بالذكر أنه سبق لمدريد والرباط أن أنجزتا دراسات سابقة لقياس النشاط الزلزالي في المسافة التي يفترض أن يشيد عليها النفق.

وكانت أولى تلك الدراسات عام 2005، كما أنجزت دراسات أخرى بين عامي 2010 و2014 وخلصت كلها إلى أن الهزات المسجلة خلال زمن الدراسة لا تزيد عن 3 درجات على سلم ريشتر.

مع ذلك، خلصت دراسة أعدتها أستاذة قسم الجيوفيزياء والأرصاد الجوية بجامعة مدريد عام 2014 إلى أن الهزات المسجلة في المنطقة بين عامي 2005 و2013 متوسطة ويصل عمقها لأكثر من 40 كيلومتر وأوصت في الوقت نفسه بالاستمرار في دراسة هذا النشاط من خلال تركيب أجهزة دقيقة في نقاط متفرقة.

وكانت إسبانيا والمغرب قد استأنفا المحادثات حول المشروع خلال القمة المغربية الإسبانية التي عقدت في فبراير 2023 حيث اتفق الجانبان على تسريع دراسات جدوى المشروع وتعزيز التنسيق بين "الشركة الوطنية لدراسة مضيق جبل طارق" (SNED) في المغرب، و"الشركة الإسبانية لدراسات الربط القاري عبر مضيق جبل طارق" (SECEGSA).  

وتعليقا على الجهود المبذولة لإنجاز المشروع، قالت الشركة المغربية في توضيحات حينها إنه تم حتى الآن تنفيذ 44 عملية أوقيانوغرافية (علم المحيطات) وأزيد من 10 آلاف كيلومتر من المسح الجيوفزيائي وما يزيد عن 5000 كيلومتر من المسح الجانبي بالسونار (المسح تحت الماء) بالإضافة إلى حفر آبار وثقوب مائية.  

ومكنت هذه الأبحاث، وفق المصدر نفسه، من "التعرف على صعوبات تنفيذ المشروع من الناحية الجيولوجية والأوقيانوغرافية والزلزالية والأرصاد الجوية، إذ يتميز مضيق جبل طارق بقياسات أعماق معاكسة وبيئات بحرية وجوية وجيولوجية معقدة".

وتوقع المحلل الاقتصادي المغربي، محمد الشرقي، في تصريح سابق لـ"أصوات مغاربية" أن يزيد فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال بحق تنظيم البطولة عام 2030 في تسريع إخراج المشروع إلى حيز الوجود في قادم السنوات.  

ولفت حينها إلى أن كلفة المشروع يتوقع أن تترواح بين 8 و10 مليارات دولار، مرجحا أن يرى النفق النور قبل انطلاق البطولة بالنظر إلى إيمان البلدين بجدوى المشروع.

المصدر: أصوات مغاربية