يسارع أبرز نشطاء حراك الريف المعتقلين بسجن عكاشة بمدينة الدار البيضاء لاحتواء النقاش الدائر حول الخروج للاحتجاج يوم 30 يوليو المقبل، تزامنا مع احتفالات المغرب بعيد العرش.
وأوضحت عائلات معتقلي حراك الحسيمة، في بلاغ لها، أن المعتقلين وفي آخر اتصال لهم بعائلاتهم أكدوا تبرؤهم ورفضهم القاطع لدعوات الخروج للاحتجاج يوم 30 يوليو الجاري بحسب ديباجة البلاغ، الذي اعتبر أن هذه الدعوات تسعى "لتحريف مسار الحراك السلمي الشعبي بالريف".
وأضاف نص البلاغ أن الحراك منذ بدايته تفادى خوض أي مسيرة أو محطة نضالية تصادف هذا النوع من المناسبات، قبل أن تؤكد الوثيقة نفسها أن "هذه المسيرة تروج لها أطراف مجهولة تسعى إلى تقويض المجهودات والمبادرات الجادة التي تروم إطلاق سراح المعتلقين".
وأبرزت عائلات معتقلي الحراك أنهم علقوا إضرابهم عن الطعام يوم 20 يوليو الذي استمر لثلاثة أيام، قبل أن يشددوا عبر عائلاتهم على ضرورة الحفاظ على سلمية الاحتجاجات.
ولم يتضح ما إذا كان فعلا هذا البلاغ يعكس وجهات نظر كل المعتقلين أم بعضهم فقط.
تفاعل مدونون مغاربة مع استعانة الجيش المغربي بالدواب (الحمير والبغال) لاختراق المسالك الوعرة في القرى والبلدات المعزولة المتضررة من الزلزال الذي ضرب قبل أسبوعين منطقة الأطلس وخلف نحو ثلاثة آلاف قتيل.
وكانت تقارير إعلامية محلية أشارت إلى أن هناك حاجة مُلحة لاستخدام الحمير والبغال إلى جانب المروحيات لنقل المساعدات في ظل صعوبة أو استحالة وصول الشاحنات إلى المناطق الجبلية المتضررة.
كما أن العديد من المواطنين ممن تطوعوا لنقل المساعدات لجؤوا إلى تلك الوسيلة من أجل إيصال الإمدادات إلى بعض الدواوير المتضررة من الزلزال وذلك بسبب التضاريس الوعرة في تلك المناطق.
وأفاد موقع "لكم" المحلي، الأحد الماضي، أن عناصر القوات المسلحة المغربية "استعانت بطائرات مروحية ودواب (حمير) من أجل إيصال الخيام إلى متضرري الزلزال في قرى ومداشر الجماعتين الترابيتين إيملمايس وتيزي نتاست".
وقال موقع "كود" المحلي، في وقت سابق، إن بعض المناطق في تارودانت لا يمكن أن تصل إليها حتى المروحيات بسبب وعورة الطرق، داعيا إلى "تنظيم حملة للتبرع" بهذه الحيوانات "وحشدها من المغرب كافة نحو هذه المناطق".
وذكر موقع "العمق" المحلي أن سكان منطقة أزمور الساحلية (وسط) تبرعوا لمنكوبي الزلزال بالدواب، مشيرا إلى أنها وسيلة النقل الوحيدة بالجبال".
بدوره، نقل موقع "تيل كيل" الناطق بالعربية مشاهد من بعض المناطق المعزولة التي وجد أفراد الجيش صعوبة في الوصول إليها بالعربات، قائلا "خلال صعودنا نحو مجموعة من الدواوير التي انطلقت فيها عملية إحصاء المتضررين من الزلزال، كنا نضطر إلى سلك منعرجات وعرة، بل وخطرة، ومسالك طرقية غير معبدة، على طول كيلومترات، تخترقها وديان تجري بها مياه العيون التي تفجرت، مؤخرا، بسبب الهزة الأرضية".
ونقل الموقع على لسان أحد سكان المنطقة قوله "هناك مناطق لا يمكن الوصول إليها، سوى باستخدام البغال والحمير".
وتظهر لقطات بثها التلفزيون المغربي (2M) وحدة من الجيش تابعة للقوات المسلحة الملكية تُدعى فرقة "رماة الأطلس" متخصصة في تسلق الجبال، وتقود أعدادا من الدواب في عملية للوصول إلى المناطق المنكوبة.
وتعمل الفرقة على إيصال المساعدات إلى إقليم تارودانت في منطقة صعبة التضاريس، خاصة الانهيارات والمسالك المائية.
وتهم العملية إيصال 1200 كيلوغرام من المساعدات إلى ثلاث قرى معزولة تماما.
وقد تأسست وحدات مشاة الجبال بالقوات المسلحة الملكية سنة 1958، و تطورت إلى أن أصبحت فرقة "رماة الأطلس" بقرار ملكي سنة 2013.
وبالإضافة لمهام البحث والإنقاذ، تقوم الفرقة بمهام قتالية في أعالي الجبال في مواجهة أي خطر محتمل.
وتستخدم وحدة الجيش "بغالا" مدربة عسكريا للتنقل في أصعب الظروف.
وحسب معطيات رسمية، فقد تمت الاستعانة بها للوصول لثلاثة دواوير فقط، يصعب الوصول إليها عبر باقي الآليات، سواء المروحيات أو العربات التكتيكية.
وعلى الشبكات الاجتماعية، تباينت آراء المدونين بخصوص استخدام الدواب لنقل المساعدات.
فقد كتب عادل قائلا "شكراً على نعمة الحمير" مشيرا إلى أنه إلى جانب قوافل السيارات والطائرات و"الدرونات" (الطائرات المسيرة) تم الاعتماد أيضا على الدواب من بغال وحمير وغيرها لحمل المعونات.
من جانبه، دوّن عبد الرحمن "لم نعرف أهمية الحمير إلا بعد الزلزال، حيث أدركنا أنه رغم التطور التكنولوجي لم نستطع الوصول إلى المناطق الجبلية المتضررة إلا بفضل هذا الحيوان الذي خلقه الله".
صفحات أخرى قالت إن تلك المناطق "منسية" في سياسات الدولة، وأن الجغرافيا التي ظلت "بدائية" بفعل غياب البنى التحتية جعلت الوسيلة الوحيدة للتنقل "في وقت الشدة" هي هذه الحيوانات.