عاد النقاش حول منع الاعتكاف بالمساجد المغربية خلال شهر رمضان إلى الواجهة من جديد، بعدما منعت السلطات مؤخرا مصلين من ولوج بعض المساجد خارج أوقات الصلاة من أجل هذه ممارسة هذا الطقس الديني، كما نقل ناشطون إسلاميون.
وانتقدت جماعة العدل والإحسان (جماعة إسلامية معارضة) تعاطي السلطات مع المصلين واصفة إياه بـ"الحملة الشعواء ضد سنة الاعتكاف".
وأوردت الجماعة عبر موقعها الرسمي على الانترنت أسماء المساجد، حيث منعت السلطات الأمنية الاعتكاف، والتي توزعت جلها على مناطق شرق البلاد.
وليست هذه المرة الأولى التي تعبر فيها الجماعة عن استيائها من قرار "منع" السلطات مواطنين من ممارسة الاعتكاف الديني خلال شهر رمضان، إذ سبق لها تنظيم وقفات احتجاجية أمام المساجد تنديدا بطرد المصلين منها.
حسن بناجح، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان قال في حديث مع "أصوات مغاربية"، إن ما تقوم به السلطات "يمثل اعتداء على الحق الشرعي للمواطنين في ممارسة عبادتهم وانتهاك لحرمة البيوت في الوقت ذاته".
في المقابل تقول وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن الأمر لا يتعلق بـ"منع" وإنما ضوابط وشروط معينة تؤطر هذه الممارسة.
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، كان قد صرح لـ"أصوات مغاربية"، بأن المندوبيات الإقليمية للشؤون الإسلامية، تحدد خلال شهر رمضان من كل سنة، المساجد التي يمكن الاعتكاف فيها في كل إقليم، لافتا إلى أن "هذا الأمر عاد ومعمول به على الدوام وليس بالشيء الجديد".
التبريرات التي تقدمها وزارة الأوقاف لا تقنع مسؤولي الجماعة الإسلامية، التي يؤكد ناطقها الرسمي، أن كل المنتسبين لها يواجهون المنع، "كل الطلبات التي يتقدم بها المنتمون للجماعة من أجل الاعتكاف وفق ضوابط الوزارة ترفض"، يؤكد بناجح.
وأضاف المتحدث ذاته، أن الأمر لا يتعلق بمسألة الاعتكاف فقط، وإنما بـ"مقاربة أمنية" في مواجهة التنظيم والمجتمع ككل.
مخاوف وتكهنات.. هل المنطقة المغاربية بمنأى عن الأعاصير؟
11 أكتوبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
التعليقات
تروج في بعض الأوساط المغاربية أنباء وتكهنات تفيد باحتمال تعرض سواحل بعض بلدان المنطقة لتداعيات عاصفة "كيرك" التي ضربت مناطق متفرقة في فرنسا وإسبانيا، الخميس، وأيضا لإعصار "ليزلي" الذي يتشكل حاليا فوق المحيط الأطلسي.
وعبر مدونون في الدول الخمس (موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس وليبيا) عن تخوفهم من وصول هذه العواصف إلى مدنهم الساحلية، وزاد من حدة هذا النقاش متابعة الكثير منهم للإضرار الذي خلفها إعصار ميلتون في ولاية فلوريدا الأميركية.
وتسبب "كيرك"، الذي تحول من إعصار إلى عاصفة في فيضانات وسيول في مناطق متفرقة من فرنسا، كما خلف خسائر مادية بكل من إسبانيا والبرتغال.
وفي وسط المحيط الأطلسي، يتابع خبراء المناخ مراحل تشكل إعصار استوائي آخر يدعى "ليزلي"، إذ سبق للمرصد الوطني الأميركي للأعاصير أن حذر مؤخرا من سرعته التي قد تزيد عن 120 كيلومترا في الساعة.
ويتوقع خبراء مناخ أن ينطلق هذا الإعصار من وسط المحيط الأطلسي ليمر قبالة السواحل الموريتانية والمغربية ثم يكمل طريقه في اتجاه شمال غرب أوروبا.
ويبدأ موسم الأعاصير في حوض الأطلسي مطلع شهر يونيو ويستمر لغاية شهر نوفمبر، ورغم كثرتها واختلاف مستوياتها، إلا أن الكثير من هذه الأعاصير غالبا ما ينتهي في أعالي الأطلسي أو تتحول لعواصف رعدية بعد وصولها إلى السواحل.
ونشر نشطاء في الشبكات الاجتماعية تحذيرات بشأن احتمال تأثّر المنطقة المغاربية بالعاصفتين، ورجح بعضهم أن تظهر تداعياتهما بحلول 20 أكتوبر الجاري.
"غموض"
وتعليقا على تلك المخاوف والتكهنات، استبعد أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد سعيد قروق، أن تتأثر المنطقة المغاربية بأية أعاصير شبيهة بإعصار ميلتون الذي ضرب فلوريدا في الأيام الماضية.
لكن قروق، أوضح في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن هناك غموضا يلف مسار إعصار "ليزلي" المتمركز حاليا وسط المحيط الأطلسي على اعتبار أنه ما يزال في مرحلة التطور.
وأضاف أن "ارتفاع حرارة المحيطات يجعلنا في غموض حول مسارات هذه الأعاصير التي تأخد اتجاهات شمالية شرقية في المحيط الأطلسي، ويبقى أن نستمر في تتبع بدقة مسار هذا الإعصار وتطوراته الطاقية حتى نتمكن من تقييم أثاره على السواحل المغربية والموريتانية، لأن الجزائر وتونس غير معنية بخطره".
على صعيد آخر، أشار الخبير المغربي إلى وجود مخاطر لهذه الأعاصير والعواصف على السواحل المغربية مؤكدا في الوقت نفسه أن تداعياته لن تتجاوز سقوط الأمطار.
وختم حديثه بالقول إن "كل الظواهر التي نعيشها في السنوات الأخيرة تتميز بالعنف نتيجة ظاهرة الاحترار بحيث أصبحت بعض الأعاصير تتحرك خارج مجالها مقارنة بالسنوات الماضية وهذا ما شاهدناه منذ سبتمبر الماضي بكل من المغرب والجزائر وتونس بظهور عواصف رعدية خلفت أمطارا عنيفة في مجالات صحراوية جافة".
"غير مهددة"
بدوره، قلّل الأستاذ التونسي في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، عامر بحبة، من احتمال تعرض المنطقة المغاربية لمخاطر نتيجة هذه العواصف.
ويستبعد الخبير في المرصد التونسي للطقس والمناخ، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن يؤثر إعصار "كيرك" على السواحل المغاربية لتراجع قوته وتحوله إلى عاصفة عادية.
أما بالنسبة لإعصار "ليزلي"، فيوضح بحبة أن موقعه محصور في الوقت الراهن بين أفريقيا والكاريبي مستبعدا أن يتخذ شكل إعصار مهدد للسواحل المغاربية.
وقال موضحا "وصف البعض للإعصار بالقوي والمهدد للسواحل المغربية غير صحيح، لأن المعطيات تظهر في الوقت الراهن أنه غير قوي ولا تتجاوز سرعته 83 كيلومترا كما يتوقع أن يضعف وأن يتحول إلى مجرد منخفض جوي".
لكنه في المقابل، أشار الباحث في المخاطر الطبيعية إلى وجود منخفضات جوية في المنطقة المغاربية ورجح أن تسفر في الأيام المقبلة عن سقوط أمطار بكل من الجزائر والمغرب وتونس.
وتوقع أن تصل كميات الأمطار بين 100 و150 ميليمترا في بعض المناطق الشمالية للدول الثلاثة، مع التأكيد أن هذه التوقعات قابلة للتغير.