جمعيات مغربية تنتقد التعليم عن بعد: يكرس الطبقية والتمييز الجنسي
وجهت مجموعة من الجمعيات المغربية رسالة إلى وزير التعليم، انتقدت في مضمونها عملية التعليم عن بعد، التي اعتُمدت في إطار التدابير الاحترازية الهادفة لمحاصرة انتشار وباء "كوفيد19"، وذلك بسبب ما تنتجه من "ضرب صارخ لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة"، و"لما تخلفه من تمييز طبقي وجنسي".
وقالت الجمعيات الموقعة على الرسالة وعددها 80 جمعية تشتغل في مجال حقوق النساء والديمقراطية والتنمية، إن "قرار عملية التعليم عن بعد ضرورة أملتها الظرفية الوبائية في المغرب"، إلا أنها ترى بأن "التدابير التي واكبت تطبيق هذا القرار لم تستحضر الفوارق الاجتماعية والاقتصادية للمتعلمين والمتعلمات والتي تجعل من هذه العملية أداة لتكريس اللامساواة والتمييز الطبقي والتمييز الجنسي بدل أن تكون أداة لضمان استمرارية التعلم كحق أساسي من حقوق الطفل والطفلة".

فوارق طبقية ومجالية
تبعا لذلك نبهت الرسالة إلى أن "إقرار عملية التعليم عن بعد دون توفير الوسائل المادية واللوجستيكية اللازمة لتحقيق وإنجاح هذه العملية، يعتبر إقصاء لعدد كبير من المتعلمين والمتعلمات من الأسر التي لا تتوفر على حواسيب أو لوحات ذكية أو تغطية شبكة الإنترنت".
كل ذلك يجعل هذه العملية وفق المصدر "مقتصرة على أبناء وبنات الأسر الميسورة وبعض الأسر ذات الدخل المتوسط بينما يتم حرمان أبناء وبنات الأسر المعوزة والفقيرة خاصة الأسر التي تترأسها نساء، من حقهم وحقهن في التعلم".
كذلك، نبهت الجمعيات وزير التعليم ضمن الرسالة الموجهة إليه، إلى كون التدابير المتخذة من طرف الوزارة الوصية على القطاع "تدابير إقصائية" لكونها "لم تراع أيضا الفوارق الترابية الكبيرة بين الوسط القروي والوسط الحضري".
واستحضرت الجمعيات في هذا الإطار مجموعة من الصعوبات التي قد تعيق استفادة أبناء القرى من هذه العملية من قبيل أن "عددا كبيرا من القرى لا تتوفر على ربط بشبكة الكهرباء أو على شبكة الانترنت".

لامساواة بين الجنسين
وتؤكد الجمعيات صاحبة الرسالة أن "غياب التدابير الضامنة لتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، يجعل أيضا عملية التعلم عن بعد عملية تمييزية تكرس اللامساواة بين الجنسين، إذ أنها لا تأخذ بعين الاعتبار التفاوت في مستوى الوعي لدى الأسر".
فمن جهة، تقول الرسالة إن "عدم توفر عدد كبير من الأسر على الوسائل الالكترونية" و"عدم قدرتها على توفير الظروف والشروط الضرورية للتحصيل عن بعد"، يجعلانهما "تعطي غالبا الأفضلية للذكور على حساب الإناث، اعتقادا منها أن تحصيل الابن أهم من تحصيل الابنة".
ومن جهة أخرى، فإن "غياب الوعي الكافي لدى عدد كبير من الأسر وصعوبة استيعابها لمبدأ التعلم عن بعد يخلق لديها أيضا خلطا"، و"تعتبر أبناءها وبناتها في فترة راحة أو عطلة"، وانطلاقا من ذلك، "يتم إثقال كاهل الإناث منهم بالأشغال المنزلية مما يعرضهن للتخلف عن مواكبة الدروس ويضعف من مردوديتهن وقد يؤدي بهن إلى الهدر المدرسي ويحرمهن من حقهن في التعلم".
تبعا ذلك، دعت الجمعيات وزير التعليم إلى "القيام خلال فترة الحجر الصحي بتدابير إضافية تراعي الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمتعلمين والمتعلمات وتأخذ بعين الاعتبار حاجياتهم وحاجياتهن، بيئتهم وبيئتهن الثقافية والأسرية، تحقيقا لتعليم عمومي مجاني ضامن لتكافؤ الفرص ومبني على مبدأ المساواة وعدم التمييز".
كما دعته إلى أن يتخذ بعد فترة الحجر الصحي "الإجراءات اللازمة لتمكين المتعلمين والمتعلمات من تجاوز التأخير في عملية التحصيل، للتمكن من مواصلة الدورة التعليمية على قدم المساواة مع أقرانهم وأقرانهن".
- المصدر: أصوات مغاربية