جدل جديد حول الكلوروكين.. والمغرب يؤكد نجاعته
جدد المغرب التأكيد على فعالية البروتوكول العلاجي الذي يعتمده في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد، والذي يتضمن عقار الكلوروكين.
يأتي هذا في الوقت الذي ما يزال هذا العقار موضوع جدل واسع، احتدم أكثر إثر بيان نشرته مجلة "The lancet" العلمية، أمس الثلاثاء، بشأن دراسة سبق لها نشرها، أعقبها تعليق منظمة الصحة العالمية التجارب السريرية للعقار.
الكلوروكين.. جدل منذ البداية
في شهر مارس الماضي، أعلنت وزارة الصحة المغربية عن استعمال "الكلوروكين" في البروتوكول العلاجي الخاص بمرضى فيروس كورونا المستجد.
وأوضح متحدث باسم الوزارة، آنذاك، بأن هذا القرار تم بالاتفاق بين وزارة الصحة واللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة، وذلك استنادا إلى النتائج "الإيجابية" التي توصلت إليها بلدان أخرى استخدمت هذا العقار في علاج مرضى "كوفيد 19".

ولكن العقار الذي اعتمدته عدة بلدان في علاج مصابي كورونا، ظل موضوع جدل واسع طوال الفترة الماضية، حيث شكك كثيرون في مدى فعاليته.
احتدم الجدل أكثر مؤخرا حين نشرت مجلة "The Lancet" العلمية دراسة خلصت إلى أن هيدروكسي كلوروكين "لا يبدو أنه مفيد للمصابين بل وقد يكون مضرا لهم".
بعد ذلك بثلاثة أيام خرجت منظمة الصحة العالمية معلنة تعليق التجارب السريرية التي كانت تجرى على هذا العقار، وذلك كإجراء احترازي.
ولم يكن المغرب في منأى عن هذا الجدل، فقد خرجت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة" ببلاغ استحضرت فيه الدراسة المذكورة وقرار منظمة الصحة العالمية، وطالبت وزارة الصحة بإطلاع الرأي العام على "مبررات ودواعي استعمال هذا العقار ضمن بروتوكول علاجي وطني" بالإضافة إلى نتائج استخدامه.
في المقابل، دافع وزير الصحة، خالد آيت الطالب، عن البروتوكول العلاجي المعتمد على الكلوروكين، ونقلت وسائل إعلام محلية عديدة تصريحا له خلال اجتماع للجنة برلمانية قال فيه إن هذا البروتوكول قد "أثبت فعاليته في علاج مرضى كورونا".
المغرب يتشبث بلغة النتائج
على الجانب الآخر، لم يهدأ السجال الذي أثارته دراسة "The Lancet" حيث طالتها انتقادات عديدة دفعتها إلى الخروج، أمس الثلاثاء، ببيان مقتضب أثار بدوره موجة من ردود الفعل.
وقالت المجلة إن "أسئلة علمية مهمة قد أثيرت بشأن المعطيات التي تضمنتها الدراسة المنشورة بتاريخ 22 مايو الماضي".
وتابعت مبرزة أنه رغم إجراء مراجعة مستقلة لمصدر المعطيات وصلاحيتها فإنها ارتأت أن تنشر تعبيرا عن القلق (expression of concern) تنبه من خلاله القراء إلى أنه قد تم توجيه انتباهها إلى "أسئلة علمية خطيرة" مشيرة إلى أنها ستقوم بتحديث ذلك الإشعار بمجرد حصولها على مزيد من المعلومات.
خلال اليوم نفسه، جددت وزارة الصحة المغربية تأكيد فعالية البروتوكول العلاجي الذي تعتمده، استنادا إلى النتائج التي حققها.
فخلال تصريحها اليومي المخصص لتقديم آخر مستجدات الحالة الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد في المملكة، أعلنت الوزارة، مساء أمس، عن رقم قياسي جديد بشأن عدد المتعافين من الفيروس خلال الـ24 ساعة الماضية، والذي وصل إلى 517 حالة.
المتحدث باسم الوزارة، فسر تلك الأرقام بعاملين، أحدهما اكتشاف الحالات في وقت مبكر، قبل حتى أن تظهر عليها علامات سريرية، بينما يتمثل العامل الثاني في "البروتوكول العلاجي والاستعمال السريع للعلاج الذي أقرته اللجنة العلمية والتقنية".
يشار إلى أن نسبة الشفاء في المغرب قد تجاوزت 80%، وتشهد أرقام المتعافين تزايدا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة في مقابل انخفاض عدد الإصابات، ما جعل كثيرا من المتفاعلين يتفاءلون بقرب الانتصار على الوباء.
- المصدر: أصوات مغاربية