Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

المغرب

جدل جديد حول الكلوروكين.. والمغرب يؤكد نجاعته

03 يونيو 2020

جدد المغرب التأكيد على فعالية البروتوكول العلاجي الذي يعتمده في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد، والذي يتضمن عقار الكلوروكين. 

يأتي هذا في الوقت الذي ما يزال هذا العقار موضوع جدل واسع، احتدم أكثر إثر بيان نشرته مجلة "The lancet" العلمية، أمس الثلاثاء، بشأن دراسة سبق لها نشرها، أعقبها تعليق منظمة الصحة العالمية التجارب السريرية للعقار. 

الكلوروكين.. جدل منذ البداية 

في شهر مارس الماضي، أعلنت وزارة الصحة المغربية عن استعمال "الكلوروكين" في البروتوكول العلاجي الخاص بمرضى فيروس كورونا المستجد. 

وأوضح متحدث باسم الوزارة، آنذاك، بأن هذا القرار تم بالاتفاق بين وزارة الصحة واللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة، وذلك استنادا إلى النتائج "الإيجابية" التي توصلت إليها بلدان أخرى استخدمت هذا العقار في علاج مرضى "كوفيد 19". 

ولكن العقار الذي اعتمدته عدة بلدان في علاج مصابي كورونا، ظل موضوع جدل واسع طوال الفترة الماضية، حيث شكك كثيرون في مدى فعاليته. 

احتدم الجدل أكثر مؤخرا حين نشرت مجلة "The Lancet" العلمية دراسة خلصت إلى أن هيدروكسي كلوروكين "لا يبدو أنه مفيد للمصابين بل وقد يكون مضرا لهم". 

بعد ذلك بثلاثة أيام خرجت منظمة الصحة العالمية معلنة تعليق التجارب السريرية التي كانت تجرى على هذا العقار، وذلك كإجراء احترازي.

ولم يكن المغرب في منأى عن هذا الجدل، فقد خرجت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة" ببلاغ استحضرت فيه الدراسة المذكورة وقرار منظمة الصحة العالمية، وطالبت وزارة  الصحة بإطلاع الرأي العام على "مبررات ودواعي استعمال هذا العقار ضمن بروتوكول علاجي وطني" بالإضافة إلى نتائج استخدامه. 

في المقابل، دافع وزير الصحة، خالد آيت الطالب، عن البروتوكول العلاجي المعتمد على الكلوروكين، ونقلت وسائل إعلام  محلية عديدة تصريحا له خلال اجتماع للجنة برلمانية قال فيه إن هذا البروتوكول قد "أثبت فعاليته في علاج مرضى كورونا". 

المغرب يتشبث بلغة النتائج 

على الجانب الآخر، لم يهدأ السجال الذي أثارته دراسة "The Lancet" حيث طالتها انتقادات عديدة دفعتها إلى الخروج، أمس الثلاثاء، ببيان مقتضب أثار بدوره موجة من ردود الفعل. 

وقالت المجلة إن "أسئلة علمية مهمة قد أثيرت بشأن المعطيات التي تضمنتها الدراسة المنشورة بتاريخ 22 مايو الماضي". 

وتابعت مبرزة أنه رغم إجراء مراجعة مستقلة لمصدر المعطيات وصلاحيتها فإنها ارتأت أن تنشر تعبيرا عن القلق (expression of concern) تنبه من خلاله القراء إلى أنه قد تم توجيه انتباهها إلى "أسئلة علمية خطيرة" مشيرة إلى أنها ستقوم بتحديث ذلك الإشعار بمجرد حصولها على مزيد من المعلومات. 

خلال اليوم نفسه، جددت وزارة الصحة المغربية تأكيد فعالية البروتوكول العلاجي الذي تعتمده، استنادا إلى النتائج التي حققها. 

فخلال تصريحها اليومي المخصص لتقديم آخر مستجدات الحالة الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد في المملكة، أعلنت الوزارة، مساء أمس، عن رقم قياسي جديد بشأن عدد المتعافين من الفيروس خلال الـ24 ساعة الماضية، والذي وصل إلى 517 حالة. 

المتحدث باسم الوزارة، فسر تلك الأرقام بعاملين، أحدهما اكتشاف الحالات في وقت مبكر، قبل حتى أن تظهر عليها علامات سريرية، بينما يتمثل العامل الثاني في "البروتوكول العلاجي والاستعمال السريع للعلاج الذي أقرته اللجنة العلمية والتقنية".

يشار إلى  أن نسبة الشفاء في المغرب قد تجاوزت 80%، وتشهد أرقام المتعافين تزايدا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة في مقابل انخفاض عدد الإصابات، ما جعل كثيرا من المتفاعلين يتفاءلون بقرب الانتصار على الوباء. 

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية
المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية

يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.

وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.

كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.

وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".

وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.

قطاع مشغل وتوصيات رسمية

وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.

وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).

وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.

وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".

وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".

بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.

أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية  

تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".

وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".

وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".

وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".

خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية

بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.

ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.

وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".

ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.

ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.

وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".

المصدر: أصوات مغاربية