Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

المغرب

الصحراء الغربية.. أبرز الأحداث التي شهدها نزاع مستمر منذ نحو نصف قرن

06 نوفمبر 2021

في مثل هذا اليوم (6 نوفمبر) من عام 1975 توجه مئات آلاف المغاربة نحو الصحراء الغربية استجابة للدعوة التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني للخروج في مسيرة سميت بـ"المسيرة الخضراء".

ويشكل حدث "المسيرة الخضراء" محطة مهمة في ملف النزاع حول الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة والمدرجة من قبل الأمم المتحدة ضمن قائمة "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

هذه بعض المحطات البارزة في ملف النزاع حول الصحراء الغربية منذ "المسيرة الخضراء" وإلى اليوم: 

رأي العدل الدولية و"المسيرة الخضراء"

في 16 أكتوبر عام 1975 أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا يقر بوجود علاقات تاريخية بين الصحراء الغربية والمغرب وموريتانيا.

في الوقت نفسه جاء في رأي العدل الدولية أنه لا توجد "أي رابطة من روابط السيادة الإقليمية بين إقليم الصحراء الغربية والمملكة المغربية أو الكيان الموريتاني"،  وتبعا لذلك منح القرار سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير.

في اليوم الموالي أعلن الملك الحسن الثاني عن تنظيم مسيرة نحو الصحراء التي كانت تسيطر عليها إسبانيا، ويوم الـ٥ من نوفمبر من السنة نفسها خاطب الملك الشعب معلنا الانطلاق في المسيرة في اليوم الموالي.

تطوع 350 ألف شخص للمشاركة في تلك المسيرة، وبعد ثلاثة أيام أعطى الحسن الثاني إشارة انتهائها بعدما أعلن أنها "حققت أهدافها".

اتفاق مدريد وإعلان "الجمهورية"

يوم ١٤ نوفمبر عام 1975 تم الإعلان عما عُرف بـ"اتفاق مدريد" وهو اتفاق ثلاثي جمع المغرب وموريتانيا وإسبانيا والذي أنهى استعمار إسبانيا للصحراء الغربية.

تبعا للاتفاق تم التخلي عن المستعمرة الإسبانية السابقة لكل من المغرب وموريتانيا، بحيث تم تسليم إقليم الساقية الحمراء للمغرب وإقليم وادي الذهب لنواكشوط.

رفضت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) الاتفاق الثلاثي الذي جمع المغرب وموريتانيا وإسبانيا وتشبثت بمبدأ تقرير المصير  الذي تضمنه قرار محكمة العدل الدولية.

على إثر اتفاق مدريد خرج آخر جندي إسباني من الصحراء الغربية في يناير من عام 1976، وفي الشهر الموالي أعلنت جبهة "بوليساريو" عن قيام ما سُمي بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

وقف إطلاق النار وتشكيل "مينورسو"

شهدت الفترة التي أعقبت خروج إسبانيا من الصحراء الغربية وتوقيع اتفاق مدريد نشوب مواجهات بين "بوليساريو" من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة ثانية.

في عام 1979 وقعت موريتانيا اتفاق سلام مع "بوليساريو" وتخلت على إثر ذلك على إقليم وادي الذهب الذي سيطر عليه المغرب. 

وفي العام الموالي بدأ المغرب في بناء جدار عُرف بـ"الجدار الأمني" أو "الجدار الرملي" واستمرت الحرب بينه وبين جبهة "بوليساريو" إلى غاية عام 1991 تاريخ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة التي أنشأت بعثة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) تماشيا مع مقترحات التسوية الأممية.

 وقد نصت خطة التسوية على اعتماد "فترة انتقالية" يتم خلالها تنظيم استفتاء لتقرير المصير وهو ما لم يتم بسبب خلافات بين طرفي النزاع بشأن الشروط التي يفترض أن تتوفر في المشاركين في الاستفتاء. 

مبادرة "الحكم الذاتي" والمفاوضات

في عام 2002 أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أن  أي مشروع استفتاء من ذلك النوع "متجاوز" و"غير قابل للتطبيق".

وفي سنة 2007، قدم المغرب مقترحا يقضي بمنح "الحكم الذاتي" للسكان في الصحراء الغربية، وهو ما رفضته جبهة "بوليساريو".

وتقوم هذه المبادرة أساسا على أن "يتولى سكان الصحراء، وبشكل ديمقراطي، تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية، تتمتع باختصاصات حصرية"، كما جاء في المادة الخامسة من المبادرة المغربية.​

وقد شهدت تلك السنة انطلاق مفاوضات مانهاست بين المغرب و"بوليساريو" بمشاركة وفدين عن الجزائر وموريتانيا، تحت إشراف الأمم المتحدة، وبعد عدة جولات علقت المفاوضات في عام 2012.

أزمة الكركرات والاعتراف الأميركي

 يوم ١٣ نوفمبر من عام ٢٠٢٠ أعلن المغرب عن إطلاق عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة على الحدود مع موريتانيا مبرزا أن ذلك يأتي "بعد عرقلة أعضاء من بوليساريو الطريق الذي تمر منه خصوصا شاحنات نقل بضائع نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء".

 اعتبرت جبهة "بوليساريو" التدخل العسكري المغربي إنهاء لاتفاق وقف إطلاق النار، في حين عبر المغرب عن تمسكه بذلك الاتفاق، وبينما أعلنت "بوليساريو" شن "هجمات مكثفة" على مواقع مختلفة للجدار الذي تراقبه القوات المغربية وصف المغرب ما كان يحدث بـ"مناوشات واشتباكات متفرقة".

في ١٠ ديسمبر 2020 أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب توقيع إعلان "يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".

على إثر ذلك أعلن السفير الأميركي في الرباط عن اعتماد "خريطة رسمية جديدة" للمغرب تضم الصحراء الغربية، كما تم في يناير الماضي الإعلان على الموافقة على افتتاح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة.

تعيين دي ميستورا وتمديد مهمة "مينورسو"

في بداية أكتوبر الماضي تم تعيين الدبلوماسي الإيطالي، ستافان دي ميستورا، مبعوثا جديدا إلى الصحراء الغربية، ليصبح سابع شخصية تتقلد هذا المنصب.

وفي أواخر أكتوبر اعتمد مجلس الأمن قرارا يجدد ولاية بعثة "مينورسو" لعام إضافي، كما دعا قرار المجلس الأطراف إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، "بحسن نية ودون شروط مسبقة".

وبينما أشاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بالقرار أعرب ممثل جبهة "بوليساريو" لدى الأمم المتحدة سيدي محمد عمار عن استيائه إزاءه.

  • المصدر: أصوات مغاربية/ وكالات
     

مواضيع ذات صلة

المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية
المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية

يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.

وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.

كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.

وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".

وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.

قطاع مشغل وتوصيات رسمية

وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.

وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).

وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.

وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".

وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".

بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.

أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية  

تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".

وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".

وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".

وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".

خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية

بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.

ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.

وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".

ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.

ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.

وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".

المصدر: أصوات مغاربية