الصحراء الغربية.. أبرز الأحداث التي شهدها نزاع مستمر منذ نحو نصف قرن
في مثل هذا اليوم (6 نوفمبر) من عام 1975 توجه مئات آلاف المغاربة نحو الصحراء الغربية استجابة للدعوة التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني للخروج في مسيرة سميت بـ"المسيرة الخضراء".
ويشكل حدث "المسيرة الخضراء" محطة مهمة في ملف النزاع حول الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة والمدرجة من قبل الأمم المتحدة ضمن قائمة "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
هذه بعض المحطات البارزة في ملف النزاع حول الصحراء الغربية منذ "المسيرة الخضراء" وإلى اليوم:
رأي العدل الدولية و"المسيرة الخضراء"
في 16 أكتوبر عام 1975 أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا يقر بوجود علاقات تاريخية بين الصحراء الغربية والمغرب وموريتانيا.
في الوقت نفسه جاء في رأي العدل الدولية أنه لا توجد "أي رابطة من روابط السيادة الإقليمية بين إقليم الصحراء الغربية والمملكة المغربية أو الكيان الموريتاني"، وتبعا لذلك منح القرار سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير.
في اليوم الموالي أعلن الملك الحسن الثاني عن تنظيم مسيرة نحو الصحراء التي كانت تسيطر عليها إسبانيا، ويوم الـ٥ من نوفمبر من السنة نفسها خاطب الملك الشعب معلنا الانطلاق في المسيرة في اليوم الموالي.
تطوع 350 ألف شخص للمشاركة في تلك المسيرة، وبعد ثلاثة أيام أعطى الحسن الثاني إشارة انتهائها بعدما أعلن أنها "حققت أهدافها".
اتفاق مدريد وإعلان "الجمهورية"
يوم ١٤ نوفمبر عام 1975 تم الإعلان عما عُرف بـ"اتفاق مدريد" وهو اتفاق ثلاثي جمع المغرب وموريتانيا وإسبانيا والذي أنهى استعمار إسبانيا للصحراء الغربية.
تبعا للاتفاق تم التخلي عن المستعمرة الإسبانية السابقة لكل من المغرب وموريتانيا، بحيث تم تسليم إقليم الساقية الحمراء للمغرب وإقليم وادي الذهب لنواكشوط.
رفضت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) الاتفاق الثلاثي الذي جمع المغرب وموريتانيا وإسبانيا وتشبثت بمبدأ تقرير المصير الذي تضمنه قرار محكمة العدل الدولية.
على إثر اتفاق مدريد خرج آخر جندي إسباني من الصحراء الغربية في يناير من عام 1976، وفي الشهر الموالي أعلنت جبهة "بوليساريو" عن قيام ما سُمي بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
وقف إطلاق النار وتشكيل "مينورسو"
شهدت الفترة التي أعقبت خروج إسبانيا من الصحراء الغربية وتوقيع اتفاق مدريد نشوب مواجهات بين "بوليساريو" من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة ثانية.
في عام 1979 وقعت موريتانيا اتفاق سلام مع "بوليساريو" وتخلت على إثر ذلك على إقليم وادي الذهب الذي سيطر عليه المغرب.
وفي العام الموالي بدأ المغرب في بناء جدار عُرف بـ"الجدار الأمني" أو "الجدار الرملي" واستمرت الحرب بينه وبين جبهة "بوليساريو" إلى غاية عام 1991 تاريخ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة التي أنشأت بعثة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) تماشيا مع مقترحات التسوية الأممية.
وقد نصت خطة التسوية على اعتماد "فترة انتقالية" يتم خلالها تنظيم استفتاء لتقرير المصير وهو ما لم يتم بسبب خلافات بين طرفي النزاع بشأن الشروط التي يفترض أن تتوفر في المشاركين في الاستفتاء.
مبادرة "الحكم الذاتي" والمفاوضات
في عام 2002 أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أن أي مشروع استفتاء من ذلك النوع "متجاوز" و"غير قابل للتطبيق".
وفي سنة 2007، قدم المغرب مقترحا يقضي بمنح "الحكم الذاتي" للسكان في الصحراء الغربية، وهو ما رفضته جبهة "بوليساريو".
وتقوم هذه المبادرة أساسا على أن "يتولى سكان الصحراء، وبشكل ديمقراطي، تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية، تتمتع باختصاصات حصرية"، كما جاء في المادة الخامسة من المبادرة المغربية.
وقد شهدت تلك السنة انطلاق مفاوضات مانهاست بين المغرب و"بوليساريو" بمشاركة وفدين عن الجزائر وموريتانيا، تحت إشراف الأمم المتحدة، وبعد عدة جولات علقت المفاوضات في عام 2012.
أزمة الكركرات والاعتراف الأميركي
يوم ١٣ نوفمبر من عام ٢٠٢٠ أعلن المغرب عن إطلاق عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة على الحدود مع موريتانيا مبرزا أن ذلك يأتي "بعد عرقلة أعضاء من بوليساريو الطريق الذي تمر منه خصوصا شاحنات نقل بضائع نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء".
اعتبرت جبهة "بوليساريو" التدخل العسكري المغربي إنهاء لاتفاق وقف إطلاق النار، في حين عبر المغرب عن تمسكه بذلك الاتفاق، وبينما أعلنت "بوليساريو" شن "هجمات مكثفة" على مواقع مختلفة للجدار الذي تراقبه القوات المغربية وصف المغرب ما كان يحدث بـ"مناوشات واشتباكات متفرقة".
في ١٠ ديسمبر 2020 أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب توقيع إعلان "يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".
على إثر ذلك أعلن السفير الأميركي في الرباط عن اعتماد "خريطة رسمية جديدة" للمغرب تضم الصحراء الغربية، كما تم في يناير الماضي الإعلان على الموافقة على افتتاح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة.
تعيين دي ميستورا وتمديد مهمة "مينورسو"
في بداية أكتوبر الماضي تم تعيين الدبلوماسي الإيطالي، ستافان دي ميستورا، مبعوثا جديدا إلى الصحراء الغربية، ليصبح سابع شخصية تتقلد هذا المنصب.
وفي أواخر أكتوبر اعتمد مجلس الأمن قرارا يجدد ولاية بعثة "مينورسو" لعام إضافي، كما دعا قرار المجلس الأطراف إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، "بحسن نية ودون شروط مسبقة".
وبينما أشاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بالقرار أعرب ممثل جبهة "بوليساريو" لدى الأمم المتحدة سيدي محمد عمار عن استيائه إزاءه.
- المصدر: أصوات مغاربية/ وكالات