طائرات مسيّرة ومشاريع أخرى.. ما مدى التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل؟
أفادت تقارير إخبارية مغربية وإسرائيلية، الثلاثاء، بأن المملكة تستعد لإنشاء وحدتين لإنتاج الطائرات المسيرة في البلاد بتقنيات إسرائيلية، بينما حصلت الرباط على "مسيّرات انتحارية" بقيمة 22 مليون دولار.
وبحسب موقع "إسرائيل 24"، فإن لجنة مغربية إسرائيلية ستتكلف، خلال الأشهر المقبلة، بالوقوف على تحقيق هذا المشروع، وأنه "من المرجح أن تكون الوحدة الأولى في الشمال والثانية في الجنوب".
بدوره، قال موقع "يا بلادي" المغربي الخبر، نقلا عماّ وصفه بـ"مصدر قريب من الملف" - إنه "في الوقت الحالي، لم يتم بعد تحديد الأماكن التي سوف تستقبل هاتين الشركتين المغربيتين-الإسرائيليتين، ورغم عدم وجود معلومات رسمية، تشير بعض الاحتمالات إلى شمال شرق وجنوب المملكة كمقرات لهذه الوحدات".
وتابع المصدر: "سيتم تحديد المواقع بعد سلسلة من المراجعات الدقيقة للخيارات المقترحة من قبل لجنة مشتركة من الخبراء. وستؤخذ بعين الاعتبار أيضا، المعايير الجغرافية والأمنية وكذلك القرب من الموانئ والمطارات، قبل اتخاذ القرار".
وقال موقع "منارة" المغربي أيضا إن "مصادر متطابقة كشفت أن المغرب سيعمل على إنشاء وحدتين لإنتاج الطائرات المسيرة بتقنيات إسرائيلية في البلاد".
وأضاف أن الرباط "باشرت مباحثات جد متقدمة مع الشركات الإسرائيلية بخصوص عدة نقاط، منها الأنواع وستشمل نقل تكنولوجيا لتطوير وتصنيع أنواع محددة من المسيرات محليا، إلى جانب شراء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي باراك 8، ودراسة إمكانية تطوير مقاتلات F5 وشراء طائرات مسيرة متعددة".
طائرات انتحارية
في غضون ذلك، كشف موقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الثلاثاء، أن إسرائيل باعت إلى المغرب طائرات مسيّرة انتحارية بقيمة 22 مليار دولار.
وأضافت أن "الصناعات الجوية الإسرائيلية تلقت 22 مليون دولار هذا العام في صفقة عسكرية مع المغرب"، وأن "هناك صفقات ضخمة أخرى في الطريق".
وكانت مجلة "أفريكا إنتليجنس" الفرنسية، المتخصصة في المعلومات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية عن الدول الأفريقية، أكدت، قبل أسابيع، أن إسرائيل والمغرب يعملان حاليا على تطوير مشروع لتصنيع طائرات "الكاميكاز" بدون طيار في المملكة.
ووفق صفحة "فار ماروك"، المهتمة بأخبار القوات المسلحة المغربية، فإن الجيش المغربي ضمن "الجيوش التي استخلصت دروس حرب كاراباخ أواخر 2020 وأدخلت تغييرات على استراتيجياتها الدفاعية"، في إشارة إلى الحرب الأذربيجانية الأرمنبية الأخيرة حول إقليم كاراباخ.
وأضافت في صفحتها على فيسبوك، الثلاثاء، "إذا كان تسريع مخططات توسيع دائرة استعمالات الطائرات بدون طيار أحد أهم مظاهر ذلك بالمملكة، فإن التمظهر الآخر يكمن في الاهتمام بالأسلحة الإسرائيلية التي استخدمتها أذربيجان، الدولة المسلمة، لمواجهة الترسانة الأرمنية، الروسية الأصل".
اتفاق أمني "غير مسبوق"
وتأتي هذه التقارير بعد أيام على توقيع المغرب وإسرائيل اتفاق-إطار للتعاون الأمني "غير مسبوق خلال زيارة تاريخية لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة.
ويرسم الاتفاق، الذي وقعه غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، التعاون الأمني بين البلدين "بمختلف أشكاله" في مواجهة "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة".
وسيتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.
ووصف غانتس الاتفاق بأنه "أمر مهم جدًا، سيمكننا من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية" إلى المغرب.
وتعد إسرائيل من أهم مصدري طائرات الدرون الحربية المسيرة في العالم، وكذا برامج المعلوماتية الأمنية عالية التكنولوجيا. لكن هذا النوع من المبيعات يتطلب عادة موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية.
المصدر: أصوات مغاربية/ وسائل إعلام مغربية وإسرائيلية