أوصى تقرير مغربي رسمي بتوجيه جزء من عائدات المواد والأنشطة والخدمات المسببة للإدمان نحو علاج المدمنين والبحث والوقاية من الظاهرة خصوصا في الوسط المدرسي.
وقدر تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية) رقم معاملات المواد والأنشطة غير المحظورة التي تسبب الإدمان بـ32.19 مليار درهم، ما يعادل 3 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي و9 في المائة من عائدات الضرائب.
وسجل التقرير اتساع نطاق تعاطي التبغ وسط التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، ليبلغ 9 في المائة.
وحسب المصدر ذاته، فقد صرح 63 في المائة من التلاميذ أنهم بدؤوا التدخين قبل بلوغ 14 سنة، و9 في المائة قالوا إنهم استهلكوا القنب الهندي مرة واحدة على الأقل في حياتهم، بينما صرح 13 في المائة من المراهقين بأنهم جربوا تعاطي الكحول.
أرقام يوازيها ضعف في مراكز العلاج، حيث قدر التقرير عددها بـ18 بنية استشفائية ونقصا في الموارد البشرية المتخصصة في طب الإدمان حيث قدر عددها بـ64 طبيبا عاما على المستوى الوطني.
ولـ"مواجهة السلوكات الإدمانية"، أوصى التقرير بوضع مخطط وطني للوقاية من الإدمان ومكافحته في الوسط التربوي والمهني ومراجعة الإطار القانوني من أجل حماية ورعاية الأشخاص المدمنين مع تعزيز منظومة العقوبات ضد المتاجرين في المواد المحظورة.
"استثمار جزء من المداخيل في العلاج"
تعليقا الموضوع، يرى عبد السلام كرومبي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات أنه قد "آن الأوان لاستثمار جزء من مداخيل الدولة من المواد والأنشطة المسببة للإدمان في علاج المدمنين وفي بناء بنيات استشفائية جديدة تراعي خصوصية المرضى".
وأوضح كرومبي في حديث لـ"أصوات مغاربية"، أن المراكز المتخصصة في علاج الإدمان في المملكة "تشبه المستوصفات ولا تتوفر على موارد بشرية مؤهلة لمواكبة المرضى"، مردفا أنه قد آن الأوان لـ"إلزام لوبيات صناعة المخدرات والمواد المسببة للإدمان في بناء مراكز استشفائية أسوة بالدول المتقدمة".
على صعيد آخر، وصف كرومبي سياسة الدولة في مجال الصحة النفسية بـ"المحتشمة" وبأنها "لا تستجيب لتوصيات منظمة الصحة العالمية"، مبرزا أن المغرب "ينظر إلى استهلاك السجائر كالإفراط في استهلاك الملح أو السكر، أي أن السياسة الصحية لا تنظر إليها كمواد مخدرة".
يشار إلى أنه في سبتمبر الماضي، دعت "الجمعية المغربية لمحاربة السيدا"، و"الجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات" و"جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات"، في بيان مشترك، إلى إرساء سياسة صحية "لإنقاذ مستعملي المخدرات من الموت جراء الجرعة الزائدة".
ودقت الجمعيات الثلاث ناقوس الخطر بعد تزايد الوفيات بسبب الجرعات الزائدة في المناطق الشمالية للمملكة ودعت وزارة الصحة إلى توفير ترياق Naloxone في المراكز الاستشفائية وفي مراكز الإدمان لإنقاذ حياة المتعرضين للجرعة الزائدة.
"استفحال الظاهرة في الوسط المدرسي"
من جانبها، نبهت وديان الكافية، منسقة الجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات، إلى "استفحال ظاهرة المخدرات في الوسط المدرسي المغربي"، مشيرة إلى أن "معطيات الجمعية تفيد بتعاطي أطفال لا يتعدى عمرهم 10 سنوات للسجائر والقنب الهندي".
وتقترح الكافية، ضمن تصريح لـ"أصوات مغاربية"، "بناء مراكز استشفائية لاستقبال القاصرين حتى يتسنى لهم الحصول على رعاية تناسب أعمارهم"، كما تقترح وضع "برامج استباقية لحماية الأطفال والقاصرين من استهلالك المخدرات" داعية إلى "إشراك المدارس والآباء في هذه البرامج".
ويستقبل فرع الجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات بالرباط أزيد من 400 مدمن، "نسبة مهمة منهم أطفال" حسب الكافية التي ترى أن "تزايد عدد حالات الإدمان وسط فئات عمرية مختلفة يستدعي التفكير في تشيد مراكز استشفائية في مختلف جهات المملكة".
المصدر: أصوات مغاربية