قال مركز الشرق الأوسط الأميركي، في تقرير حديث، إن إعلان المغرب مؤخرا عزمه توقيع اتفاقية لإنشاء مصنع ضخم لبطاريات السيارات الكهربائية قد وضع البلاد على سكة الريادة في مجال النقل الأخضر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال وزير الصناعة المغربي، رياض مزور، في يوليو الماضي، في مقابلة مع وكالة رويترز إن بلاده تتفاوض مع شركات مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية من أجل إنشاء مصنع في البلاد. لكنه لم يكشف أسماء هذه الشركات.
البطاريات.. ودور الكوبالت والفوسفاط
وصناعات السيارات هو القطاع الأسرع نموا في العالم بسبب محاولات غربية حثيثة للانتقال من المصادر التقليدية (البترول والغاز والفحم) إلى المصادر النظيفة لحصر التغيير المناخي العالمي.
وتعتبر البطاريات الحلقة الأبرز في السيارة الكهربائية، إذ يصل سعرها أحيانا إلى 20 ألف دولار، أي نحو 40 في المئة من السعر الإجمالي لبعض السيارات.
وتتصارع الشركات العالمية حاليا على مادة الليثيوم والكوبالت والنيكل المستخدمة لإنتاج البطاريات، بسبب أزمة في الإمدادات وارتفاع الأسعار واستحواذ صيني كبير على قطاع التعدين في الدول المنتجة.
وبحسب مركز الشرق الأوسط، فإن الخطوة المغربية "ذات أهمية بالغة"، إذ بإمكانها أن تحوّل المملكة إلى مركز عالمي لتصنيع المركبات الكهربائية، بـ"فضل الإمكانيات التي تتمتع بها". وذكر المصدر نفسه الدور المغربي في مجال الطاقات المتجددة.
وتمثل الطاقة الشمسية والريحية والمائية 35 بالمئة من المزيج الطاقي للمغرب، بينما يضع ضمن أهدافه زيادة هذه النسبة إلى 50 بالمئة في عام 2030 و80 بالمئة بحلول عام 2050.
ويستفيد المغرب من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المثالية اللازمة لتطوير مشاريع متجددة، ويمكن أن تضمن إنتاج الطاقة بشكل كافٍ على مدار العام.
كما تحدث التقرير أيضا عن توفر البلاد على احتياطات كبيرة من معدن الكوبالت، الذي يُعد أحد المعادن الهامة في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
وفي يونيو الماضي، أعلنت مجموعة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات، أنّها أبرمت اتفاقاً مع مجموعة "مناجم" المغربية لشراء "كبريتات الكوبالت".
وعلاوة على ذلك، يمتلك المغرب احتياطات ضخمة من الفوسفاط، إذ يعتبر ثالث أكبر منتج عالمي لهذه المادة.
ومؤخرا، برز الفوسفاط كمادة بديلة لتصنيع بطاريات "فوسفات الحديد والليثيوم" عوض بطاريات "أيونات الليثيوم"، بسبب الأسعار الباهظة المكوّنة للأخيرة.
منظومة صناعية جاهزة
وعلاوة على كل ذلك، اعتبر التقرير أن إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بحجم كبير "يناسب" منظومة صناعة السيارات بالمغرب، والتي لديها حاليا طاقة إنتاجية تصل إلى 700 ألف سيارة سنويا.
ويهدف المغرب الآن إلى زيادة إنتاجه إلى مليون سيارة سنويا بحلول عام 2025، والعديد منها سيارات كهربائية، وفق التقرير.
وفي مارس الماضي، وقع وزير الصناعة والتجارة المغربي ثماني اتفاقيات مع 5 شركات دولية متخصصة في صناعة أجزاء السيارات بقيمة استثمارية بلغت 175 مليون دولار.
وتوزعت هذه الاستثمارات على أربع مدن، وهي طنجة ومكناس والدار البيضاء والقنيطرة.
وفي الوقت الراهن، يجوب حوالي 12 مليون سيارة كهربائية الطرق عبر العالم، ولكن من المتوقع أن يقفز الرقم إلى 54 مليونا بحلول عام 2025.
ووفق مركز الشرق الأوسط فإن على شركاء المغرب الغربيين العمل لتحريك قطاع تصنيع السيارات الكهربائية في البلاد، إذ يمكن الاستفادة من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتاحة محليا، وأيضا تعزيز مرونة سلسلة التوريد لهذه الدول الراغبة في ضمان التحول نحو السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.
المصدر: أصوات مغاربية/ معهد الشرق الأوسط