Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

Prisoners wait for their turn to receive a dose of the AstraZeneca jab against the coronavirus, during a vaccination campaign…
داخل سجن في المغرب- أرشيف

أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالمغرب أن عدد نزلاء المؤسسات السجنية سجل "رقما قياسيا" بحيث وصل، إلى غاية أمس الإثنين، إلى ما مجموعه 100 ألف و4 سجناء،  في حين أن "الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسات لا تتجاوز حاليا 64 ألفا و600 سرير".

ونبهت المندوبية في بلاغ، الإثنين، إلى أنه "من المرتقب أن يستمر تزايد الساكنة السجنية مستقبلا إذا ما استمر الاعتقال بالوتيرة الحالية، ولم تتخذ الإجراءات الضرورية والاستعجالية لتدارك الوضع". 

وفي هذا السياق، أعربت المندوبية عن "قلقها البالغ لتسجيل هذا التزايد المهول" ودعت "السلطات القضائية والإدارية للإسراع بإيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة إشكالية الاكتظاظ بالمؤسسات السجنية لتفادي ما قد يترتب عن هذا الوضع الإشكالي المقلق من اختلالات أو حتى انفلاتات أمنية".

وسبق للعديد من التقارير الرسمية والحقوقية التنبيه إلى إشكالية اكتظاظ السجون بالمغرب، آخرها التقرير السنوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذي جرى تقديمه منتصف الأسبوع الماضي، حيث أكدت أنه "رغم إطلاق مسلسل بناء سجون جديدة وترميم أخرى فإن ظاهرة الاكتظاظ ما انفكت تعرف استفحالا سنة بعد أخرى".

إشكالية الاعتقال الاحتياطي

في هذا الصدد، انتقد رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عزيز غالي، البلاغ الأخير للمندوبية الذي وصفه بـ"السابقة"، إذ قال إنه "بدل أن تتحمل المندوبية مسؤوليتها وتراسل رئيس الحكومة ووزير العدل لأن المشكل داخلي توجهت للمواطنين كأن هدفها هو ترهيبهم".

واعتبر غالي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "تداعيات الاكتظاظ التي أوضحتها المندوبية تشكل مبررا لما يقع داخل السجون من اختلالات"، معربا عن تخوفه من أن يكون  البلاغ الأخير "مؤشرا يهيئ الطريق للحكومة نحو خوصصة المؤسسات السجنية". 

وأوضح المتحدث ذاته أن الجمعية ترى أن مشكل الاكتظاظ بالسجون مرتبط أساسا بـ"الغلو المبالغ فيه في اللجوء المنهجي إلى الاعتقال الاحتياطي الذي يمثل 41٪ من الساكنة السجنية"، مردفا أن "الحل واضح وهو تقليص الاعتقال الاحتياطي باعتماد قرينة البراءة وأن الأصل هو المتابعة في حالة سراح".

وسبق للمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالمغرب، محمد صالح التامك، أن نبه خلال تقديمه تقريرا أمام  لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، في نوفمبر الماضي، إلى ارتفاع نسبة المعتقلين الاحتياطيين والتي وصلت في متم سبتمبر الماضي إلى 43%، بعدما كانت تبلغ 39% في متم ديسمبر 2019.

وشدد التامك حينها على ضرورة البحث عن  حلول لمعالجة هذه الظاهرة من قبيل اعتماد العقوبات البديلة في بعض القضايا.

وفي يونيو الماضي، صادقت الحكومة المغربية على مشروع قانون يتعلق بالعقوبات البديلة والذي تضمَّن أساسا العمل لأجل المنفعة العامة والمراقبة الإلكترونية، وتقييد بعض الحقوق، وفرض تدابير رقابية أو علاجية أو تأهيلية.

وسبق لوزير العدل عبد اللطيف وهبي أن أكد خلال جلسة لمجلس النواب، أبريل الماضي أن خروج ذلك القانون إلى حيز الوجود وتنفيذه سيساهم في التقليص من ظاهرة الاكتظاظ داخل السجون ويخفض من نسبة الاعتقال الاحتياطي.

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- أرشيف
العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- أرشيف

يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين زيارة دولة إلى المغرب تستغرق ثلاثة أيام وتهدف إلى إضفاء زخم جديد على العلاقات الثنائية بعد ثلاث سنوات من تأزمها.

وقال قصر الإليزيه إن الزيارة التي تأتي بعد دعوة في نهاية سبتمبر من الملك محمد السادس "تهدف إلى طرح رؤية جديدة للسنوات الثلاثين المقبلة" في العلاقات الفرنسية المغربية.

بدورها، قالت وزارة القصور الملكية إن البلدين اللذين يتمتعان بـ"شراكة راسخة وقوية"، لديهما "إرادة مشتركة" في "توطيد الروابط" التي تجمعهما.

وتتناقض هذه اللهجة المتفائلة للغاية مع الخلاف الذي لوحظ منذ ثلاث سنوات وتخللته حملات ضد فرنسا في وسائل الإعلام القريبة من السلطات المغربية.

تقول خديجة محسن فينان، أستاذة العلوم السياسية المتخصصة في شؤون المغرب العربي، "لقد بدأ الأمر يغدو شخصيا بعض الشيء (بين الملك والرئيس). العمل هو على تحسين العلاقات ووضع الخلافات جانبا".

واتُهمت فرنسا في المغرب خلال الأزمة باتباع "سياسة النعامة" بشأن الصحراء الغربية و"الازدواجية" و"الانحياز للجزائر"، وغيرها من التهم.

تأمل باريس أن تكون تلك الفترة مجرد ذكرى سيئة. وتعود آخر زيارة دولة قام بها رئيس فرنسي إلى هذه الدولة الحليفة في المغرب العربي إلى أبريل 2013 في عهد فرنسوا هولاند.

وقد أجرى إيمانويل ماكرون زيارة عمل إلى المملكة عام 2017 في بداية ولايته الأولى، قبل أن يعود إليها عام 2018 لتدشين خط القطار الفائق السرعة طنجة-الدار البيضاء مع الملك، لكن الأمر توقف عند ذلك الحد.

"السيادة المغربية"
بمناسبة الزيارة الهامة، سيرافق الرئيس وزوجته بريجيت وفد واسع يضم وزيري الداخلية برونو ريتايو والجيوش سيباستيان ليكورنو.

ويستقبل محمد السادس شخصيا ضيفه بالمطار على صوت 21 طلقة مدفع. وسيتوجها بعد ذلك إلى القصر الملكي على متن سيارة احتفالية للقاء ثنائي يليه توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والمياه والتعليم والأمن الداخلي.

كما سيقيم الملك الثلاثاء مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس وقرينته. وفي اليوم نفسه، سيلقي إيمانويل ماكرون خطابا أمام البرلمان ويحضر توقيع عقود خلال منتدى أعمال.

وفي محور النقاشات مكافحة الهجرة غير النظامية، وهي نقطة خلاف بين البلدين، فضلا عن ملف الصحراء الغربية.

هذه المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، موضوع نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.

وبعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الإقليم الصحراوي، زادت الرباط ضغوطها على فرنسا لتفعل الشيء نفسه.

في 30 تموز/يوليو، اعتبر إيمانويل ماكرون أن "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية"، ما فتح الطريق أمام التقارب مع الرباط على حساب أزمة جديدة مع الجزائر.

وفي ما يتعلق بالهجرة، يعتزم رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه استئناف النقاشات "بروح الحوار" لتسهيل ترحيل المغاربة الذين صدرت بحقهم قرارات طرد من فرنسا.

ووعد بارنييه قائلا "لن نقوم بذلك بشكل عدواني، بل من خلال عرض جميع أدوات التعاون الثنائي". وفي سبتمبر 2021، قررت باريس خفض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة إلى النصف، لإجبار المملكة على التعاون في هذا الموضوع، وهو قرار استهجنته الرباط بشدة.

"نقطة وصل"
أشار الإليزيه إلى أن المغرب لديه "رغبة في أن يشكل نقطة وصل بين أوروبا وإفريقيا"، وهو أمر استراتيجي ومهم أيضا على مستوى البنى التحتية، لا سيما في ما يتعلق بمشاريع الربط الكهربائي.

وترى خديجة محسن فينان أن "فرنسا ستعتمد على المغرب في إفريقيا ومنطقة الساحل"، حيث فقدت الكثير من نفوذها بينما تواصل المملكة اكتساب النفوذ.

ويفتح تحسن العلاقات الفرنسية المغربية آفاقا جديدة أمام الشركات الفرنسية التي تضررت جراء الخلافات السياسية.

ومن ثم، يمكن لشركة "إيرباص هليكوبترز" بيع ما بين 12 إلى 18 مروحية كاراكال للقوات المسلحة المغربية خلال الزيارة، وفق مصادر متطابقة.

كما سيستضيف المغرب مسابقة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم عام 2025 ثم كأس العالم لكرة القدم عام 2030، وكلتاها فرصة لفرنسا لتقديم خبراتها بعد أولمبياد باريس، خصوصا في مجال البنى التحتية.

وفرنسا هي المستثمر الأجنبي الأول في المغرب مع نحو ألف شركة، تشمل كل شركات مؤشر كاك 40 في بورصة باريس تقريبا. لكن الصين وإسبانيا تحسنان أيضا حضورهما في السوق المغربية. 

المصدر: فرانس برس