أطلقت الجالية المغربية المقيمة بالخارج حملات لجمع التبرعات لدعم وإغاثة المتضررين من كارثة الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة جنوب مراكش، الجمعة، وخلف 2901 قتيلا و5530 مصابا، وفق حصيلة مؤقتة أعلنت عنها وزارة الداخلية المغربية، الثلاثاء.
ومنذ لحظة وقوع الزلزال هبت الجالية المغربية المقيمة بعدد من الدول الأوروبية وأميركا الشمالية ودول الشرق الأوسط للإعلان عن انطلاق جمع التبرعات المالية والعينية لفائدة المتضررين من الزلزال، موازاة مع قوافل إغاثة يقودها متطوعون بالمغرب.
ففي فرنسا التي يقدر عدد أفراد الجالية المغربية فيهل بحوالي 1.5 مليون شخص، فتحت جمعيات ومجالس الثقافة التابعة للجالية المغربية أبوابها لاستقبال التبرعات، كما أعلن عن فتح حسابات في المواقع والمنصات المعنية بجمع التبرعات.
وفي تصريحات للصحافة الفرنسية، قال نشطاء في "جمعية المغاربة المقيمين بفرنسا، سان دوني" إن الجالية المغربية المقيمة بفرنسا تتابع بقلق بالغ جهود فرق الإنقاذ، مؤكدين تواصلهم مع السلطات الفرنسية للسماح لهم باستئجار صالات لاستقبال تبرعات الجالية.
وفي ساحة "تروكاديرو" وسط العاصمة الفرنسية باريس، تجمهر العشرات من مغاربة فرنسا، الأحد، لتنسيق عمليات التبرع لصالح المتضررين من الزلزال، وكان اللقاء فرصة أيضا لتوجيه المقيمين إلى التبرع عبر الحساب الرسمي الذي أعلنت عنه السلطات المغربية لتلقي مساهمات المواطنين.
وفي ألمانيا، هب أفراد من الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الأوروبي والتي يقدر عددها بـ 200 ألف مهاجر، للمشاركة في عملية جمع التبرعات لصالح المتضررين من الزلزال.
كما أعلنت جمعية "تيويزا" المغربية الألمانية عن جمع 470 ألف يورو بعد نحو 48 ساعة من إعلانها عن فتح حساب لتقلي تبرعات مغاربة ألمانيا.
من جانبها، دعت الجمعيات والمنظمات المغربية في عدد من دول الخليج المواطنين المغاربة إلى التبرع بكثافة للحساب الذي أعلن العاهل المغربي محمد السادس عن فتحه لدى الخزينة العامة وبنك المغرب لتلقي مساهمات المواطنين وأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، حيث تقدر أعداد الجالية المغربية بنحو 200 ألف شخص، 10 آلاف منهم يقيمون في منطقة واشطن الكبرى، تسارع الجمعيات المغربية لجمع التبرعات المالية والعينية لصالح المتضررين من الزلزال.
في هذا السياق دعا مركز السلام المغربي بشمال فيرجينيا المغاربة المقيمين في المنطقة إلى إغاثة الأسر المتضررة من زلزال الحوز غبر المساهمة في حساب فتحه المغرب لصالح الضحايا.
كما وصل مجموع تبرعات اتحاد الجمعيات الأمازيغية المقيمة بالمنطقة إلى نحو 12 ألف دولار، ستخصص لدعم الجهود التي تقودها منظمة تاماينوت المغربية لإغاثة المتضررين.
وفي كندا، حيث يصل عدد أفراد الجالية المغربية إلى أزيد من 100 ألف شخص، دعت صفحة "مغاربة كندا" إلى التبرع لضحايا الزلزال عبر الحساب الحكومي، كما أعلنت جمعية مغاربة جامعة لافال عن فتح أبوابها لاستقبال التبرعات العينية من ملابس وأدوية قصد إرسالها إلى المغرب.
في المقابل، نبه الإعلامي المغربي المقيم بفرنسا، محمد واموسي، الجالية المغربية إلى الاقتصار على إرسال الكراسي المتحركة والأدوية والأغطية والخيام وقال في تدوينة له "علمت للتو أن الجمارك المغربية لن تسمح لكم بإدخال المواد الغذائية، الملابس، مواد النظافة (الشامبوهات..الصابون…الخ) لوجود فائض كبير منها داخل البلاد".
وأضاف "شاحنات مساعدات كثيرة قادمة من أوروبا طلبوا منها التخلص من المواد الغذائية مقابل السماح لها بالدخول".
وقدرت منظمة الصحة العالمية أعداد المتضررين من زلزال الحوز والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر بأكثر من 300 ألف شخص.
ويقطن بإقليم الحوز نحو 570 ألف نسمة وفق آخر إحصاء عام للسكان، يعيش معظمهم في جماعات قروية ويزاولون فلاحة معيشية وأنشطة أخرى مرتبطة بالصناعة التقليدية والسياحة.
- المصدر: أصوات مغاربية