أكدت وسائل إعلام محلية في المغرب وكذا العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية رصد هزات ارتدادية من حين إلى آخر في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب وسط المغرب ليل الجمعة السبت الماضيين.
دابا كانت شي هزة ارتدادية ولا غير هلوسة ليلية ؟
Posted by Fahd Akil on Tuesday, September 12, 2023
وفي حوار له مع "أصوات مغاربية" يوضح عضو المرصد الزلزالي المغربي، عبد الرحيم النوايتي، أسباب تلك الهزات، مؤكدا أنها ستستمر لفترة قد تصل إلى أشهر لافتا في الوقت نفسه إلى أن "أغلبها يسجل عن طريق المرصد الزلزالي ولا يحس بها الإنسان".
قرابة 37 هزة إرتدادية اخرها اليوم مع الثامنة مساءً لم يستشعرها الا البعض لكن كانت هزة إرتدادية قوية في صباح اليوم...
Posted by Said Aitoughelad on Tuesday, September 12, 2023
من جهة أخرى نفى الخبير المغربي إمكانية التنبؤ بتلك الهزات رغم التقدم العلمي والتكنولوجي على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هناك فقد "خرائط زلزالية تظهر المكان الذي من الممكن أن يقع فيه الزلزال بشكل عام".
نص المقابلة:
- هناك حديث خلال هذه الفترة عن رصد هزات ارتدادية متكررة في أعقاب الزلزال الذي ضرب المغرب مؤخرا، كيف تفسرون ذلك؟
الأكيد أن الهزة الزلزالية العنيفة التي سجلها المغرب وبلغت قوتها 7 درجات حسب مقياس ريشتر، تصاحبها حركة على مستوى الصخور الباطنية، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تكون هناك هزات ارتدادية ناتجة عن رجوع الكتل الصخرية إلى مكانها الأصلي والبحث عن الاستقرار والتموقع في القشرة الأرضية.
بالإضافة إلى ذلك هناك هزات ارتدادية بسيطة ناتجة عن تحرير قوة فائضة ما تزال مخزنة على مستوى الصدوع الصخرية، لكن عامة ليست هناك زلازل جديدة بل فقط ارتدادات ناتجة عن الحركة الأولى الزلزالية، وستبقى هذه الهزات الارتدادية لمدة طويلة تقدر بالشهور إلا أن أغلبها يسجل عن طريق المرصد الزلزالي ولا يحس بها الإنسان.
ويمكن القول بأن عددا قليلا منها ستكون شدته تقارب كمتوسط 3 درجات ويمكن أن يحس بها الإنسان، ونلاحظ أن التحليل البياني لهذه التسجيلات سينخفض من حيث الشدة لا من حيث العدد، ونتمنى استقرار هذه المنطقة بشكل كلي في القريب العاجل.
- كم عدد الهزات الارتدادية التي رصدتموها في المغرب بعد الزلزال؟
هذه الهزات الارتدادية يتم تسجيلها بشكل يومي منذ الزلزال العنيف وعددها كبير جدا إلا أن أغلب الناس لا يشعرون بها، أما بالنسبة للهزات التي شدتها تتجاوز 3 درجات ويحس بها الإنسان بدرجات متفاوتة فقد بلغت 10 هزات كمتوسط.
- في ظلالتطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم هل هناك إمكانية للتنبؤ بالزلازل؟
لا يمكن نهائيا التنبؤ بالزلازل ولو حتى من طرف الدول المتقدمة في علم الزلازل، فمثلا هناك دول مثل اليابان والصين تشهد زلازل أحيانا بشكل يومي وعنيف ورغم تطويرها للأجهزة والبنية التحتية لم تتوصل من خلال الدراسات والتقنيات الحديثة إلى التنبؤ بحدوث الزلزال، وبالتالي ليست هناك طريقة في العالم لرصد الزلزال قبل حدوثه.
ويبقى فقط كما في المغرب، وجود خرائط زلزالية تظهر المكان الذي من الممكن أن يقع فيه الزلزال بشكل عام، فمنطقة حدوث الفاجعة بالمغرب كانت قريبة من المناطق التي من المتوقع أن يحدث فيها الزلزال، حيث هناك كثافة زلزالية في منطقة أكادير ومنطقة الشمال بين الدريوش والحسيمة، وبالتالي نعرف حدوث زلازل بشكل عام لكن دون التنبؤ بتوقيتها، كما نعلم أن تركيز هذه الزلازل يكون في مناطق محددة باستثناء عدد منها موزع على مستوى السلاسل الجبلية ومستوى الصدوع وأحيانا في المناطق ذات النشاط البركاني.
- هناك عدة تطبيقات ومنصات رقمية ترصد الزلازل، ما مدى دقتها؟
هي في الأصل تطبيقات تكنولوجية تستخرج المعلومات من مراصد علمية للزلازل، وفي المغرب هناك مراصد علمية توفر جزءا من معلوماتها فقط للسلطات المحلية فيما تتيح معلومات أخرى لعموم الناس، وبالتالي فإن هذه البرامج الإلكترونية تستمد معلوماتها من المنصات الرقمية ذات الوصول المفتوح بعد أن تستخرج المعطيات المرصودة من طرف مثلا المرصد الجيوفيزيائي بالرباط أو مرصد المعهد العلمي أو مراصد أخرى عالمية.
إذن هذه التطبيقات لا ترصد الزلازل حتى نتحدث عن دقتها، بل هي فقط برامج تم تطويرها على أساس نقل المعلومات المتاحة من طرف المراصد بعد رصد هزات أرضية وتسجيل قياسها.
- المصدر: أصوات مغاربية