المغرب.. موجة تنديد واسعة بعد مشاهد "تعنيف طلبة الطب"
27 سبتمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
التعليقات
أثارت مشاهد وثقت استخدام قوات الأمن للقوة، لفض اعتصام نظمه طلبة الطب أمام كلية الطب والصيدلة بالعاصمة المغربية الرباط، موجة واسعة من الاستنكار والاستياء في المملكة.
وتدخلت السلطات الأمنية في الرباط، لفض مظاهرة جديدة لطلبة الطب بالقوة، وذلك بعد تجمعهم، مساء الأربعاء، أمام كلية الطب والصيدلة احتجاجا على ما يعتبرونه "رفض الاستجابة لعدد من مطالبهم".
ووثقت مقاطع مصورة انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد تعنيف لبعض الطلبة المتظاهرين سلميا.
وظهر في فيديوهات متداولة، عناصر أمن وهم يدفعون ويضربون طلبة، مما خلف ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية ونقابات وشخصيات عامة.
واستنكرت نقابات ومنظمات مغربية اللجوء للعنف في تفريق الطلبة المحتجين، مما أسفر عن حالات إصابة وإغماء، بالإضافة إلى توقيف 10 طلاب وأوليائهم، قبل إطلاق سراحهم، وفقا لموقع "صوت المغرب" المحلي.
وعبّر التنسيق النقابي لقطاع الصحة، عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ"القمع الشرس والاعتقالات والتدخل العنيف الذي مارسته القوات العمومية في حق طلبة كلية الطب والصيدلة، الذين كانوا يمارسون حقهم في الاحتجاج والتظاهر السلمي".
وأكد التنسيق الذي يضم 6 نقابات صحية، في بيان، عن "رفضه المقاربة الأمنية للحكومة في تعاملها مع مطالب الطلبة، واعتماد الحوار والتفاوض لفض هذا النزاع".
وتتواصل أزمة طلبة الطب بالمغرب، بعد مرور نحو 10 أشهر على مقاطعتهم الدروس والامتحانات، احتجاجا على تقليص سنوات التكوين، من 7 إلى 6 سنوات.
ويشكل ملف طلبة الطب في المغرب محور جدل ونقاش مجتمعي واسع. وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة دعوات منظمات حقوقية وأحزاب سياسية ونقابات مهنية، لضرورة إيجاد حلول جذرية تنهي حالة التوتر والاحتقان المتصاعدة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان عبر أنحاء البلاد.
وفي أعقاب الاحتجاجات المتصاعدة، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الخميس، أن كليات الطب والصيدلة "ستتخذ الإجراءات اللازمة لاستعادة السير العادي بها".
وأوضح بيان للوزارة، أن كليات الطب والصيدلة ستتخذ الإجراءات المطلوبة من أجل تمكين الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 سبتمبر 2024، من استكمال امتحاناتهم خلال دورة استثنائية خاصة.
وأضاف البيان: "كما سيتم إلغاء نقطة الصفر بالنسبة للطلبة الذين لم يجتازوا الامتحانات (..)، فضلا عن الإطلاق الفوري للمساطر الإجرائية من أجل مراجعة العقوبات التي صدرت في حق الطلبة المسجلين في مسالك الصيدلة، التي لها علاقة بالأحداث التي واكبت مقاطعة الدراسة".
"فساد النواب" بالمغرب يضع مصداقية البرلمان على المحك
04 أكتوبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
التعليقات
يستعد البرلمان المغربي لاستئناف أشغاله، الجمعة المقبلة، في سياق يتابع فيه 35 نائبا في ملفات تتعلق بالفساد وتبديد أموال عمومية، وذلك بعد أشهر من دعوة الملك المغربي محمد السادس إلى تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية ملزمة للنواب.
ويسود ترقب كبير بين الأوساط السياسية حول مصير البرلمانيين المتابعين قضائيا مع اقتراب موعد الدخول البرلماني المقبل وما إن كانوا سيحرمون من حضور الجلسة الافتتاحية التي يترأسها الملك.
وتلاحق العدالة المغربية 35 نائبا برلمانيا لضلوعهم في قضايا فساد شكلت موضوع أبحاث قضائية، بينهم نواب زُج بهم في السجن وآخرين جردوا من صفاتهم البرلمانية، في سابقة في تاريخ المؤسسة التشريعية المغربية.
تعديلات جديدة
وينتمي هؤلاء النواب لفرق الأغلبية والمعارضة ولا يستبعد أن يخيم ملفهم على انطلاق الدورة التشريعية الجديدة، سيما وأنها أول دورة تُفتتح بعد التعديلات التي أقرها البرلمان على نظامه الداخلي.
وصادق البرلمان المغربي منصف يوليو الماضي على إدخال تعديلات على نظامه الداخلي ومن ضمنه "مدونة السلوك والأخلاقيات"، وذلك بعد أشهر من النقاشات لتنفيذ وتنزيل مضمون الرسالة الملكية الموجهة إلى البرلمان بمجلسيه في يناير بمناسبة مرور الذكرى الستين على تأسيسه.
وقال العاهل المغربي في رسالته إن "أبرز التحديات التي ينبغي رفعها للسمو بالعمل البرلماني، ضرورة تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين على غيرها من الحسابات الحزبية، وتخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها تكون ذات طابع قانوني ملزم".
وشمل التعديل 13 مادة، لعل أبرزها المادة 68 التي نصت على أنه "ينتدب مكتب مجلس النواب في مستهل كل فترة نيابية 4 أعضاء من أعضاء مكتب المجلس، اثنان منهما من المعارضة يشكلون لجنة مهمتها متابعة تطبيق مدونة الأخلاقيات والتحقق من المخالفات التي قد يرتكبها أحد أعضاء المجلس".
وأسند لهذه اللجنة مهمة التحقيق في المخالفات التي قد يرتكبها أحد أعضاء البرلمان وتحيط مكتب المؤسسة بها علما، وترفع توصياتها بشأن كل وضعية معروضة عليها لمكتب المجلس الذي تعود له مهمة ضبط ومراقبة احترام مدونة الأخلاقيات.
مطالب بتوقف تعويضاتهم
وفي انتظار بدء العمل بتطبيق الإجراءات الجديدة بعد افتتاح الدورة التشريعية، يطالب نواب ونشطاء حقوقيون بوقف صرف أجور وتعويضات البرلمانيين المتابعين في قضايا الفساد وتجميد عضويتهم بأحزابهم ومنعهم من الترشح لشغل أي مسؤولية عمومية.
ويقود المحامي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، جهودا في هذا الاتجاه، إذ سبق للجمعية أن رفعت هذه المطالب منذ نحو عامين.
وعلق الغلوسي في تدوينة له على فيسبوك شهر أبريل الماضي على ذلك بالقول "لن ننسى أن هناك برلمانيون متابعون قضائيا بتهم مشينة وخطيرة تتعلق بتبديد واختلاس أموال عمومية والتزوير وغيرها من الجرائم الخطيرة، ثلاثون برلمانيا يتقاضون 36000 درهم (حوالي 3600 دولار) شهريا لكل واحد منهم أي ما مجموعه 1.080.000 درهم شهريا فضلا عن تعويضات وامتيازات أخرى".
ويرى الناشط الحقوقي في استفادة النواب محل المتابعات القضائية من تعويضاتهم "هدرا" للمال العام "وتعميقا للريع والفساد في الحياة العامة".
وأضاف "إنهم يتمتعون +بشجاعة+ قل نظيرها ويستمرون في تقلد مسؤوليات حزبية وبرلمانية وغيرها، بل إن منهم من يعطي الدروس للمغاربة في النزاهة والشفافية".
بدورها، طالبت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار (معارض)، فاطمة التامني، منع النواب المتابعين في قضايا فساد في ولوج المؤسسة التشريعية.
ودعت التامني البرلمان إلى التحلي بـ"الجرأة والشجاعة" لإصدار هذا القرار.
وقالت في تدوينة أخرى على فيسبوك "السؤال الأهم وهو المتعلق بالفاعل السياسي وبتخليق الحياة السياسية وتنقيتها من الفساد والمفسدين، والحاجة إلى الجرأة والشجاعة اللازمتين لمنع المتابعين فضائيا في ملفات وقضايا نهب المال العام من ولوج مؤسسة يتوخى منها المغاربة أن تجيب على الأسئلة المطروحة بعقل سياسي سليم حكيم ورزين، وليس الانتهازي الذي لا يهمه سوى التموقع وتحصين المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة".
قرينة البراءة
في المقابل، يطالب نواب باحترام قرينة البراءة وانتظار صدور الأحكام النهائية بحق المتهمين حتى يتم منعهم من ولوج المؤسسة التشريعية أو تجريدهم من صفتهم البرلمانية.
في هذا السياق، يرى عبد الله بوانو، وهو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية (إسلامي/معارض) في تصريح صحفي، أنه هناك مبادئ عامة لا يمكن تجاوزها.
وقال "نحن لا يمكن إلا أن نكون مع تخليق الحياة العامة، ولا يمكن إلا أن نكون مع قرينة البراءة التي تعد هي الأصل" مضيفا أن منع المتهمين من طرح الأسئلة بالمجلس مثلا "يستوجب معرفة ما إن كان الحكم نهائيا".
وتابع "هناك صعوبة لكتابة هذه الأمور في النظام الداخلي؛ لأننا سنمس بقرينة البراءة وسنتدخل في القضاء، ونحن لا يمكننا التدخل فيه".
ويبدو أن المتابعات الأخيرة في حق النواب زادت من ضعف ثقة المواطنين المغاربة في المؤسسة التشريعية، حيث تقدر نسبة ثقتهم بـ39 في المائة وفق مسح أجراه البنك الدولي شهر ماي الماضي.