اصناعة الهيدروجين الأخضر
تسعى موريتانيا لتصبح مُصدراً بارزا للمحروقات

أعلنت شركة "قطر للطاقة"، الأحد، توقيع اتفاقية مع شركة "شل" (Shell)، وهي ثاني أكبر شركة طاقة خاصة في العالم، من أجل الاستحواذ على 40 في المئة بالمنطقة C10 البحرية الاستكشافية بسواحل موريتانيا.

وكانت موريتانيا قد أعلنت، في أواخر فبراير الماضي، أن "شل" تخطط لإجراء عمليات الحفر عن البترول بالمنطقة قبل نهاية عام 2023.

وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، وهو الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، سعد بن شريده الكعبي، في بيان، إن فرصة التنقيب والإنتاج بموريتانيا "ستعزز رقعة تواجدنا الاستكشافية في القارة الأفريقية، ونتطلع إلى برنامج استكشاف ناجح".

وفي أواخر فبراير الماضي، دخلت موريتانيا في اتفاق جديد مع "شل" من أجل استكشاف النفط في البحر.

ويأتي إعلان "قطر للطاقة" الدخول في هذا الاتفاق توازياً مع تحضير موريتانيا لمرحلة الإنتاج الفعلي للغاز في مشاريع قائمة، مثل مشروع "السلحفاة - آحميم الكبير" للغاز الطبيعي المسال، الذي يقوده عملاق النفط البريطاني "بي بي".

ما هو نصيب موريتانيا؟

وفقا لـ"قطر للطاقة"، فإن "شل" ما تزال تحتفظ بأغلبية الحصص في المشروع الجديد، بينما يظل نصيب موريتانيا في حدود 10 في المئة فقط.

وأضافت "بموجب الاتفاقية، التي ستخضع للموافقات الرسمية الاعتيادية من قبل الحكومة الموريتانية، ستمتلك قطر للطاقة حصة تبلغ 40 في المئة في اتفاقية الاستكشاف والإنتاج الخاصة بالمنطقة C10، بينما ستمتلك شل (المشغل) حصة تبلغ 50 في المئة، والشركة الموريتانية للمحروقات نسبة 10 في المئة".

وتبلغ مساحة منطقة C10 التي يهمها الاستكشاف حوالي 11,500 كيلومتر مربع.

وتقع المنطقة على بعد نحو "50 كيلومترا عن سواحل موريتانيا في مياه تتراوح أعماقها بين 50 وألفي متر".

وكانت وزارة البترول والمناجم والطاقة الموريتانية أكدت، إثر توقيع الاتفاق الأولي مع شل، أن "توسيع نشاط شركة شل في الحوض الساحلي الموريتاني البحري هو جزء من تنفيذ استراتيجية الترقية والنهوض بقطاع النفط الموريتاني".

وتسعى البلاد، التي تعاني منذ سنوات من فاتورة عالية لاستيراد الطاقة، لتصبح مصدراً صافيا لإنتاج وتصدير المحروقات.

اكتشافات واعدة

وفي السنوات الأخيرة، أضحت موريتانيا قِبلة لشركات أخرى، أبرزها "توتال إنرجيز" (TotalEnergies)، و"كوسموس إنرجي" (Kosmos Energy) الأميركية. 

وفي أواخر يناير الماضي، أعلنت "بي بي" حصول تطورات في مشروع "السلحفاة - آحميم الكبير" للغاز التي تتقاسم السنغال وموريتانيا ثماره.

يُذكر أن موريتانيا والسنغال، وقعتا، في 2020، في العاصمة السنغالية داكار، اتفاقية لبيع وشراء غاز ضمن مشروع آحميم، بعد سنوات من الخلاف.

ويقع الحقل على بعد 120 ميلاً في البحر، ويبلغ عمقه 2800 متر.

وإضافة إلى حقل "السلحفاة - آحميم الكبير"، تتجه الأنظار أيضا إلى حقل "بير الله"، والذي تقدر احتياطاته بأكثر من 80 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وفي أكتوبر الماضي، وقّعت الحكومة الموريتانية عقدًا مع شركتي "بي بي" و"كوسموس إنرجي" لاستكشاف وإنتاج الغاز بالحقل الواقع على بُعد 60 كيلومترا من آحميم. 

ورغم أن موريتانيا لا تنتج حاليا سوى خمسة آلاف برميل من النفط وكميات قليلة من الغاز، إلا أن المسؤولين الحكوميين أكدوا أكثر من مرة أن بلادهم قادرة على دخول نادي الدول المصدرة للغاز في غضون سنوات قليلة.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

خطر الإرهاب يتهدد منطقة الساحل وضمنها الجزائر
خطر الإرهاب يتهدد منطقة الساحل وضمنها الجزائر

تمر الإثنين 16 سبتمبر 25 سنة على "استفتاء الوئام المدني" الذي أقرته الجزائر "آلية للمصالحة" مع الجماعات المتشددة.

وتتزامن الذكرى مع فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية ثانية، وهو الذي كان قد أمر الحكومة بـ"إعادة النظر في قانون 'لم الشمل' لفائدة الأشخاص الذين سلموا أنفسهم"، في أغسطس 2022، إلا أن القانون لم الجديد يصدر بعد.

وعول الرئيس الجزائري على قانون "لم الشمل" لتحديد طرق التعامل مع المتشددين الذين يسلمون أنفسهم، وذلك بعد انقضاء الحيز الزمني لتطبيق قانون "الوئام المدني"، وفق بيان لمجلس الوزراء آنذاك.

وسبق لتبون أن أعلن في لقاء دوري مع وسائل إعلام محلية نهاية يوليو 2022 أن هذه المبادرة "ستكون امتدادا لقوانين الرحمة والوئام المدني والمصالحة الوطنية، وستشمل كل من تم تغليطهم وأدركوا بعدها أن مستقبلهم مع الجزائر، وليس مع بعض الأطراف الخارجية".

وتعود قوانين المصالحة الوطنية في الجزائر إلى عهد الرئيس الأسبق ليامين زروال الذي أصدر قانون "الرحمة" في فبراير 1995، ثم قانون "الوئام المدني" الذي تبناه الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وعرضه لاستفتاء 16 سبتمبر 1999، تلاه ميثاق "السلم والمصالحة" في سبتمبر 2005. وشجعت هذه القوانين مئات المتشددين المسلحين على الاستسلام والتخلي الطوعي عن أسلحتهم.

ومع تزايد أعداد المتشددين الذين يتم توقيفهم من قبل وحدات الجيش الجزائري (تحييد 30 مسلحا خلال السداسي الأول من 2024)، أو الذين يسلمون أنفسهم، تثار تساؤلات بشأن الإطار القانوني للتعامل معهم، بين من يرى إمكانية إصدار قانون جديد ينظم الأمر، وبين من يعتبر أن التغييرات السياسية والأمنية "طوت صفحة الوئام المدني والمصالحة مع المتشددين".

"روح المصالحة" 

وتعليقا على هذا النقاش، يؤكد الحقوقي فاروق قسنطيني أن "روح المصالح باقية في الجزائر"، لافتا في حديثه لـ"أصوات مغاربية" إلى "أهمية الحلول السلمية في معالجة قضايا الإرهاب والتشدد الديني بالجزائر".

ويتوقع قسنطيني إمكانية أن تلجأ الحكومة إلى "عرض مشروع قانون تكميلي للوئام المدني والمصالحة من أجل استكمال ملف العفو المشروط الذي تبنته الدولة سابقا".

وأشار المتحدث إلى أن "نجاح مشاريع المصالحة السابقة في حقن الدماء بالجزائر، سيكون حافزا أمام الرئيس عبد المجيد تبون لعرض مشروع جديد للتكفل بالمسلحين الذين سلموا أنفسهم خلال السنوات الأخيرة".

"صفحة مطوية"

ويرى المحلل السياسي، فاتح بن حمو، أن التعامل مع الحالات الجديدة وفق قانون الوئام المدني "لا يبدو ممكنا اليوم، بحكم أن هذا القانون يعتبر صفحة مطوية في الجزائر".

ويتابع بن حمو قائلا لـ"أصوات مغاربية" إن قانون الوئام المدني "حقق جزءا كبيرا من أهدافه قبل 25 سنة من اليوم، ولا يمكن إعادة العمل به لاختلاف الظروف والأولويات".

ويعتقد المتحدث أن إمكانية صدور قانون للمصالحة "أمر لن يتحقق على الأقل في المديين القريب والمتوسط، بحكم أن الأولوية الحالية للسياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يعمل عليها الجميع، بينما تتواصل عمليات مكافحة الإرهاب في شقها الأمني".

 

المصدر: أصوات مغاربية