طالبت منظمة "هيومن رايتس واتش" مجلس النواب الليبي، الإثنين، بإلغاء قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الذي وصفته بـ"القمعي" كما طالبت السلطات في شرق ليبيا بـ"الإفراج فورا عن أي شخص تحتجزه بموجب هذا القانون بسبب تعبيره السلمي".
وكان مجلس النواب الليبي قد أقر القانون المذكور في سبتمبر الماضي رغم الجدل الكبير الذي أثاره في أوساط نشطاء حقوقيين وسياسيين وإعلاميين اعتبروا أن الهدف من وراء صياغته هو "تكميم أفواه الأصوات الحرة".
وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها الإثنين إلى أن "أربعة خبراء من الأمم المتحدة انتقدوا القانون باعتباره ينتهك حقوق حرية التعبير والخصوصية وتكوين الجمعيات، وقالوا إنه يجب إبطاله".
وقالت المديرة المشاركة لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية، حنان صلاح، "ينبغي أن يتمتع الليبيون بالحق في حرية التعبير على شبكة الإنترنت أو خارجها. ليس من المقبول التعدي على هذا الحق باسم مكافحة الجرائم الإلكترونية".
وقالت المنظمة إن مجلس النواب الليبي "لم يستشر الجماعات المدنية أو خبراء التكنولوجيا أو خبراء الجرائم الإلكترونية" بشأن القانون المذكور، منبهة إلى أن عملية التصدي للجرائم الإلكترونية قد تشكل "تهديدات كبيرة لحياة الناس وسبل عيشهم مع تداعيات كبيرة على حقوق الإنسان" وذلك في ظل "عدم وجود فهم عالمي مشترك لما قد يُعتبر جرائم إلكترونية أو كيفية التصدي لها".
وأشار التقرير إلى حالتي المغنية الشعبية أحلام اليمني والمدونة وصانعة المحتوى حنين العبدلي في بنغازي، اللتين ذكر أنه تم اعتقالهما "بدعوى انتهاك هذا القانون والإخلال بـ"الشرف والآداب العامة"".
وفي انتقادها لهذا القانون قالت المنظمة الحقوقية إنه وضع "تعريفات غامضة وفضفاضة يمكن أن تدعو إلى الملاحقة القضائية للتعبير السلمي، ومعاقبته بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما وغرامات صارمة"، مشيرة إلى ما ورد في أحد مواده التي تنص على أن "استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة غير مشروع إلا في حالة احترام "النظام العام والآداب العامة"".
كما أكدت أنه يمنح "الهيئة الوطنية لأمن وسلامة المعلومات، المسؤولة عن رصد ومراقبة تقنيات المعلومات والاتصالات، سلطة واسعة لمنع الوصول إلى مواقع الويب والرقابة على المحتوى في الإنترنت دون أمر قضائي في حالات "المتطلبات الأمنية أو العاجلة"، أو عندما يتعارض المحتوى المعني مع "الآداب العامة"".
وسبق لعدد من النشطاء في ليبيا أن دعوا السلطات إلى التراجع عن هذا القانون "لما يمثله من خطر مباشر على الصحافة الإلكترونية" بحسب ما جاء في بيان صدر في نوفمبر الماضي عن أكثر من 20 تنظيما تمثل قطاعات إعلامية وحقوقية وسياسية.
وقال البيان "بعد قرابة السنة من المصادقة عليه بتاريخ 26 أكتوبر 2021، قرر مجلس النواب الليبي إصدار قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية دون سابق إنذار وفي تجاهل تام للمطالب السابقة لمنظمات المجتمع المدني وأربعة من المقررين الخواص للأمم المتحدة بسحب القانون وعدم تطبيقه نظرا لتعارضه مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والتزامات ليبيا الدولية، إضافة لغياب مبدأ الحوار والتشارك مع مختلف الفاعلين وأصحاب المصلحة عند صياغته".
- المصدر: أصوات مغاربية