عبرت المعارضة الموريتانية بنبرة عالية عن رفضها للنتائج الرسمية للانتخابات التي جرت في 13 ماي، وهددت بالتصعيد والخروج للشارع وذلك بعد أن فقدت الأغلبية في معاقلها الانتخابية أمام سيطرة حزب الإنصاف (الحاكم) على النتائج في غالبية الدوائر.
وأظهرت النتائج المعلنة للشوط الأول من الاستحقاق الثلاثي ليوم 13 ماي (انتخابات برلمانية وجهوية وبلدية)، حصول حزب "الإنصاف" على 80 مقعدا في البرلمان، بينما حصلت المعارضة على 24 مقعدا من بينها 9 مقاعد لحزب "تواصل" (إسلامي) و5 مقاعد لحزب صواب (قومي).
لكن أحزاب المعارضة التقليدية التي تسيدت المشهد لسنوات مثل تكتل القوى الديموقراطية وحزب اتحاد قوى التقدم والتحالف الشعبي التقدمي فشلت في الفوز ولو بمقعد واحد في هذه الاستحقاقات.
ومع إعلان فوز الحزب الحاكم بغالبية المقاعد البرلمانية والبلدية والجهوية، صعدت أحزاب وقوى سياسية معارضة في البلاد لهجتها رفضا لنتائج الانتخابات الأخيرة، في ظل تساؤلات عن قدرتها على الحشد.
"مهمة صعبة"
ويرى المحلل السياسي محمد عبد الله، أن تلويح المعارضة في مؤتمراتها بعد الانتخابات بالنزول إلى الشارع، "لا يطرح مشكلة كبيرة للنظام"، إذ أن احتمال استجابة الجمهور لها تبقى "ضعيفة".
وذكر عبد الله في اتصال مع "أصوات مغاربية" أن بوادر رفض الشارع تستشف من خلال تفاعله مع صناديق الاقتراع، كما أن "الشارع الموريتاني يرى أن الأحزاب التقليدية خذلته خلال السنوات الماضية، ولم تنزل إلى الشارع دفاعا عنه، وهو اليوم لن يستجيب لدعوتها".
وأضاف المتحدث نفسه، أن موقف المعارضة الحالي "نابع من صدمة الخروج من المشهد من باب ضيق"، كما أنه لم يكن منتظرا لو حققت النتائج التي كانت ترجو.
وأشار إلى أن "النقطة الوحيدة" التي قد تستخدمها المعارضة وتستفيد منها سياسيا هي "عدم الاعتراف بالنتائج"، علّ ذلك يساعدها في "الحصول على تنازلات من النظام أو تسوية تحفظ ماء وجهها".
"خيار وارد"
ومن جانبه يرى المحلل السياسي يعقوب ولد الداه، أن المعارضة الموريتانية "أحسنت" بالدفع نحو التصعيد الشعبي، إذ أن "التزوير الذي حصل في الانتخابات الأخيرة لا يمكن تغطيته بغربال".
وأوضح أن الأحزاب التي دفعت فاتورة "المهادنة مع النظام الحالي عبر خسارة أصواتها وجماهيرها" تبقى أمام فرصة تاريخية لـ "كسر مناخ التهدئة غير الصحية التي أضرت بديمقراطية البلاد".
وإجابة على سؤال حول استجابة الشارع قال الداه إنه "خيار وارد بسبب تعاظم السخط الشعبي وفداحة التزوير الذي مورس ضد إرادة الناخبين".
وتوقع الداه أن "تحاول وزارة الداخلية والنظام قطع الطريق على الأزمة عبر الجلوس مع الأحزاب السياسية"، وحذر الأحزاب المعارضة من الوقوع في "الفخ" من جديد، إذ أن "الحكومة أخلفت بوعودها التي قطعت سبتمبر الماضي وسكتت عن التلاعب والتزوير".
المصدر: أصوات مغاربية