تشهد مدينة طبرق وضواحيها في أقصى شرق ليبيا حملة أمنية واسعة منذ أيام شملت مخابئ لإيواء المهاجرين غير النظاميين، وهدم مباني عشوائية وإعلان حظر للتجوال الليلي في المدينة وذلك بعد أيام قليلة من ترحيل آلاف المهاجرين سيراً على الأقدام عبر الحدود الشرقية مع مصر.
وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة التي انطلقت من بلدة "امساعد" الحدودية قبل أيام، ثم توسعت إلى مناطق أخرى مجاورة تم فيها القبض على مئات المهاجرين غير النظاميين، وصولاً إلى مدينة طبرق التي تبعد عن الحدود نحو 130 كيلومترا وتعد بوابة البلاد الشرقية.
حظر تجول وهدم عشوائيات
وقال عميد بلدية طبرق، فرج بوالخطابية، إن حظر التجول المفروض على المدينة منذ السبت الماضي "لحين إشعار آخر" يستثنى الأطقم الطبية والحالات المرضية ومنتسبي الشرطة والقوات المسلحة والشركة العامة للنظافة أثناء تأدية أعمالهم.
فيديو جراف #المرصد | قوة مشتركة لمحاربة الهجرة والتهريب في طبرق وامساعد. #ليبيا pic.twitter.com/scwOuQvmXE
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) June 5, 2023
وأكد ،في تصريح لوسائل أعلام محلية أن الحظر، من الساعة 8 مساءً وحتى 6 صباحاً، جاء ليتسنى للجنة المكلفة بإزالة العشوائيات "ممارسة مهامها وإزالة التعديات على المخططات العامة".
وأظهرت مقاطع فيديو من مدينة طبرق الجرافات وهي تهدم أسواراً ومنازل بنيت خارج المخططات المعتمدة في المدينة، بينما تشرف الأجهزة الأمنية ووكيل وزارة الداخلية على عمليات الهدم.
#طبرق
— عمربوأسعيده (@omarbosadh) June 5, 2023
استمرار حملة الغرفة الامنية المشتركة المكلفة من القائد العام للقوات المسلحة بإشراف مباشر من وكيل وزارة الداخلية #فرج_اقعيم
حفظ الله قواتنا المسلحة العربية الليبية
وربي يحفظ مدينتنا طبرق دار السلام من كل مكروه#ليبيا #Libya pic.twitter.com/iLHdUPLVrP
وأعرب نشطاء عن ارتياحهم للإجراءات التي تأتي بالتعاون بين مديرية أمن المدينة وقوات خاصة تابعة للجيش الليبي في شرق البلاد بقيادة المشير خليفة حفتر، قدمت خصيصاً من مدينة بنغازي.
وذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعلي أن الحملة الأمنية طالت مصنعاً لبناء القوارب الخشبية في ضواحي المدينة
إضافة إلى مرفأ سري يتم منه إطلاق قوارب المهاجرين نحو أوروبا.
#طبرق القوة المشتركة تداهم مرسى لانطلاق قوارب المهاجرين في منطقة بئر الأشهب
— نوح الحبوني🇱🇾 (@nwh_alhbony) June 3, 2023
وتعثر على مصنع للقوارب الخشبية، وعدد من المهاجرين غير القانونيين مختبئين داخل بعض المنازل بالمنطقة
✍نوح الحبوني #ليبيا pic.twitter.com/nthTifqvQY
وشملت الحملة المستمرة على المدينة وضواحيها تدمير مقرات ومواقع لتهريب البشر وإلقاء القبض على مزيد من المهاجرين غير النظاميين المخبأين في مقرات داخل مدينة طبرق.
قصف أوكار التهريب
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها صفحات على فيسبوك وتويتر أعمدة الدخان وهي تتصاعد من بعض النقاط على الساحل الشرقي لطبرق، في ما بدا وكأنه قصف قد طال تلك المواقع.
#القوة الأمنية المشتركة ... تداهم ميناء خاص بإحدى العائلات يستخدم للهجر.ة غير الشرعية ويقع في منطقة كمبوت بين مدينتي طبرق وامساعد ، وتحرر مئات المحتجزين منها pic.twitter.com/4O7ApC2WXa
— طيب رقرق (@tayebragrag) June 3, 2023
وتداول نشطاء مقطع فيديو لوكيل وزارة الداخلية في شرق البلاد، فرج اقعيم، وهو يتوعد الأفراد والعائلات التي تعمل في مجال تهريب البشر بالملاحقة، موجها نصيحة لشباب المنطقة بالابتعاد عن أنشطة تهريب البشر و"السموم" وإلا ستتم مواجهتهم بالسلاح.
وشاركت نحو 700 آلية عسكرية في العملية التي ضمت قوات خاصة من وزارة الداخلية في شرق البلاد، إضافة إلى الشرطة والبحث الجنائي وقوات الدعم المركزي والأمن الداخلي في طبرق وبنغازي، بحسب وسائل إعلام ليبية.
#ليبيا | #طبرق | كلمه وكيل وزارة الداخلية #فرج_اقعيم من منطقة #كمبوت. pic.twitter.com/1Xxd5mDLwN
— خالد علي 🇱🇾 (@AlShaeri_84) June 4, 2023
وأثار ت مشاهد ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين (غالبيتهم من المصريين) من مدينة امساعد القريبة من المنفذ الحدودي بين ليبيا ومصر ردود فعل متفاوتة في البلدين، بعد إظهار مقاطع فيديو لأعداد كبيرة من المهاجرين يسيرون على الأقدام تحت إشراف أجهزة أمنية ليبية.
وامتدح البعض عملية الترحيل باعتبارها تأتي لـ"حفظ الأمن" في البلاد، بينما اعترض آخرون على طريقة الترحيل سيراً على الأقدام، رغم أن المنطقة التي رحلوا منها تقع على المنفذ الحدودي.
#امساعد_ليبيا_طبرق
— Karim Jaballah (@Karim62882665) June 2, 2023
حوالي تسعة الف مهاجر في الحضيرة الجمركية امساعد الان #ليبيا_طبرق @HananMSalah @AmnestyAR @UNSMILibya @hassankadano #Respect_human_rights_Libya pic.twitter.com/xOlIzuOYhC
وتتزامن الحملة الأمنية في أقصى شرق البلاد مع حملة مشابهة أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية في أقصى الغرب وشملت مناطق الساحل الغربي الممتد من العاصمة طرابلس إلى الحدود الليبية التونسية.
فيما توقع نشطاء أن حملة السلطات الليبية في غرب وشرق البلاد جاءت تحت مطالب وضغوط خارجية بعد تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية من ليبيا، وامتداد أنشطتها إلى الساحل الشرقي للبلاد خلال العام الحالي بحسب تقارير دولية.
المصدر: أصوات مغاربية