احتج نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي من ارتفاع تكلفة العودة المدرسية وندرة الموارد التعليمية المدعمة في الأسواق وسط تساؤلات حول إذا ما لا يزال التعليم مجانيا في تونس كمبدأ تبنته الدولة من الاستقلال عن فرنسا في خمسينيات القرن الفائت.
ومنتصف الشهر الجاري، عاد أزيد من مليوني ونصف تلميذ إلى مقاعد الدراسة، لكن تردي المقدرة الشرائية جراء الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها هذا البلد المغاربي صعبت مهمة جزء من الأولياء في توفير المستلزمات المدرسية.
وفي دراسة توصلت "أصوات مغاربية" بنسخة منها تحت عنوان "إنفاق المجتمع على التعليم: بين وهم المجانية والإرهاق المادي للعائلة"، قال المرصد التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إن أسعار المواد المدرسية شهدت ارتفاعا بـ 48 بالمئة من العام 2021 وصولا إلى 2023.
ووصف رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، تكلفة العودة المدرسية بـ"المرتفعة للغاية"، قائلا إنها "تتراوح بين 220 و250 دولارا للتلميذ الواحد".
وأضاف الرياحي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "هذه التكلفة سترتفع أكثر مع بدء دروس الدعم والتدارك"، مشيرا أيضا إلى "ندرة الكراس المدرسي المدعم في الأسواق".
وتطرح المكتبات نوعية من الكراسات يطلق عليها اسم "الصنف المدعم" من قبل الدولة ويقل سعرها بنحو 3 مرات عن الصنف المعروف بـ"الكراس الرفيع".
وتدعم السلطات الكتاب والكراس المدرسي منذ عقود وذلك في إطار سياسات التعليم المجاني لمختلف المراحل العمرية.
وفي مواجهة ارتفاع هذه التكاليف، رفعت الحكومة قيمة المساعدات المالية التي يستفيد منها قرابة نصف مليون تلميذ من أبناء العائلات الفقيرة لتبلغ نحو 30 دولار.
الغلاء والهدر المدرسي
ويربط خبراء بين غلاء تكلفة التمدرس وتردي المقدرة الشرائية في السنوات الأخيرة بارتفاع نسب الانقطاع المدرسي.
وفي هذا السياق، يقول رئيس جمعية أولياء التلاميذ بتونس، عبد العزيز الشوك، إنه "لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة بسبب الفقر لكن المؤكد أنه يوجد جزء مهم منهم قد تضرر بالفعل من ارتفاع التكاليف".
ويُقدّر عدد المنقطعين سنويا عن الدراسة في تونس بنحو 100 ألف تلميذ، وفق تصريحات إعلامية للوزير الأسبق للتربية حاتم بن سالم.
كما شدد الشوك على ضرورة "وضع حد للدروس الخصوصية (التدارك) التي ارتفعت تكلفتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة"، قائلا إن "هناك توجها حكومي عاما للتضييق على هذه الظاهرة".
وحسب دراسة المنتدى يبلغ معدل الكلفة الشهرية للدروس الخصوصية المقدمة لشخص واحد حوالي 29 دولارا.
المصدر: أصوات مغاربية