أقرت كما هي أم تم تعديلها؟.. جدل في ليبيا حول مخرجات لجنة "6+6"
أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا تمسكه بمخرجات لجنة 6+6، رافضاً أي تعديلات على قوانين الانتخابات التي توصلت إليها اللجنة في يونيو الماضي، الأمر الذي يمكن أن يفتح باب الخلاف حول قوانين الانتخابات من جديد، ويؤخر الحل السياسي في هذا البلد المغاربي.
وكان مجلس النواب الليبي أعلن، الإثنين، أنه وافق بالإجماع على إصدار قوانين انتخاب رئيس الدولة وقانون انتخاب مجلس الأمة المنجزة من طرف لجنة 6+6.
والأربعاء، صوت المجلس الأعلى للدولة، على مخرجات اللجنة مشددا على "التمسك" بنتائج أعمالها في نسختها الموقعة ببوزنيقة المغربية في يونيو الماضي، رافضا "إجراء أي تعديل لاحق عليها".
هل تنهي تفاهمات بوزنيقة الجدل؟
وفيما لم تتضح طبيعة "التعديل" الذي ألمح إليه الأعلى للدولة (طرابلس)، فإن الاتفاق المسبق بينه وبين مجلس النواب (بنغازي) هو الالتزام بالتفاهمات التي خرجت بها لجنة "6+6" في 3 يونيو الماضي وتنصب على النقاط الخلافية بين المعسكرين والتي تدور حول الشروط الواجب توفرها في المترشحين لمنصب رئاسة البلاد، وتحديداً تلك المتعلقة بمنع مزدوجي الجنسية والعسكريين من الترشح.
رئيس #مجلس_الدولة #محمد_تكالة: نرفض التعديل على القوانين الانتخابية تحت أي ذرائع ، ونتمسك بمخرجات لجنة 6+6 بتاريخ 3.6.2023 pic.twitter.com/2NwtLb7Vle
— تلفزيون المسار - Almasar TV (@almasartvlibya) October 4, 2023
وتتكون اللجنة المختصة بالبت في النقاط الخلافية من 6 أعضاء من مجلس النواب ومثلهم من الأعلى للدولة، وتم النص على تشكيلها بموجب المادة (9) من التعديل الدستوري الـ13 الصادر في فبراير الماضي.
ووسط ضبابية الرؤية بخصوص مضمون وتفاصيل التعديلات التي قد يكون أقرها مجلس النواب، تبرز عدة تساؤلات تتمحور أساسا حول مدى قانونية الصيغة التي من المفترض أن ترى النور (كقانون انتخابي) قريباً، وهل يمكن اعتمادها أم أن الجدل حول شروط الترشح المثيرة للجدل سيستمر؟
ويرى الباحث القانوني الليبي، عبدالرازق المنصوري، أن الإجابة على هذه التساؤلات يحددها مدى اتباع المجلسين للخطوات القانونية "الصحيحة" في اعتماد الصيغ النهائية للقوانين المتفق عليها من قبل أعضاء 6+6 ونشرها في الجريدة الرسمية كما هي دون إضافات أو تعديلات.
وثيقة|| رسمية صادرة عن مجلس الدولة الاستشاري برئاسة المشري آنذاك، بتاريخ 18 يونيو 2023 تؤكد إلزامية القوانين الانتخابية الصادرة عن لجنة الـ12 ويقرون في ذات الرسالة انه يمكن تعديل هذه القوانين من خلال اللجنة. #ليبيا pic.twitter.com/mEoHMWjrru
— ليبيا برس (@libyapress2010) October 5, 2023
وأوضح المنصوري أن المتفق عليه هو أن التصويت يجرى على التعديلات التي تفاهم عليها المجلسان عبر لجنة 6+6 دون إضافات، مشيراً في حديث لـ"أصوات مغاربية" إلى أن تعديلها سيفسح المجال للطعن فيها و"بالتالي عودة النقاش حول شروط الترشح إلى المربع الأول".
من جهة أخرى لفت المتحدث، إلى وجود خشية لدى كثير من المختصين في القانون الدستوري من أن تؤسس القواعد "المؤقتة" في حال الاتفاق عليها، لوضع سياسي دائم، دون الاحتكام إلى دستور مسبق يضمن عدم العودة إلى الدكتاتورية.
القاعدة الدستورية والقوانين الانتخابية
وتعول الأطراف السياسية الداخلية ومعها المجتمع الدولي على الاتفاق على القوانين الانتخابية كونه يمهد للخطوة المقبلة المتمثلة في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد بعد فشل الموعد السابق الذي كان مقرراً في 24 ديسمبر 2021.
لكن الاتفاق النهائي من عدمه لم يتضح حتى الآن بسبب عدم نشر تفاصيل القوانين الانتخابية التي صوت عليها مجلس النواب الإثنين، وتبيان مدى مطابقتها لتلك التي توصلت إليها لجنة 6+6 مطلع يونيو الماضي.
وتوصل الطرفان إلى فكرة اللجنة المشتركة كحل لتجازوز عقبة "شروط الترشح" المختلف عليها في القاعدة الدستورية، لكن كثيراً ما يحدث الخلط بين القاعدة الدستورية التي يرتقب أن تكون أساسا لانتخابات رئاسية وتشريعية في البلاد، وبين القوانين الانتخابية التي توصلت إليها اللجنة.
وشرح المنصوري الفرق بالقول إن القاعدة الدستورية تتمثل حالياً في التعديل الدستوري رقم 13 الذي أصدره مجلس النواب في 7 فبراير 2023، ثم وافق عليه المجلس الأعلى للدولة لاحقاً، على أن تحال النقاط الخلافية إلى لجنة إعداد "قوانين الانتخابات" كمحاولة لتجاوز الانسداد السياسي.
نص التعديل13 على إلزامية مخرجات لجنة 6+6 وشدد على تمريرها "دون تعديل"
— زايــBinــد ⴱⵏ ⵣⴰⵢⴷ (@bin_zayed01) October 4, 2023
البرلمان قام بتعديلات، وقيل لم يفعل
الدولة يرفض التعديلات، وقيل لم يفعل
الخلاف "هل عدل النواب في اتفاق6 أم لا"؟
أما المواطن، فلا كرامة له ولا يستحق أن يخرجوا له ويوضحوا ماحدث، ليستمروا جميعا في السلطة للأبد! pic.twitter.com/niIHyEiseE
وتابع، أما بالنسبة للقوانين الانتخابية فيفترض أن يتم الرجوع إليها في تنظيم العملية الانتخابية، التي تستند أساساً على التعديل 13 كـ"إطار دستوري مؤقت"، مستدركاً أن الخط الفاصل بين الإثنين "رفيع جداً" ما قد يخلق مشكلة حول المرجع الأساس إذا اختلف الأطراف حول شروط الترشح.
وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021، لكن تم تأجيلها حتى إشعار آخر بسبب خلافات بين مختلف الأطراف.
ودعت الأمم المتحدة، في وقت سابق من العام الجاري، الخصوم السياسيين إلى "الالتزام بروح التسوية بحل جميع القضايا العالقة وخلق بيئة أكثر أمانا وأكثر ملاءمة لإجراء انتخابات عام 2023".
- المصدر: أصوات مغاربية