انطلقت، أمس الأحد، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أشغال مؤتمر "تفعيل مساري نواكشوط جيبوتي"، بمشاركة أكثر من 20 بلدا أفريقيا.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي تنظمه مفوضية الاتحاد الأفريقي ولجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا) والحكومة الموريتانية، إلى "تعزيز التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية الأفريقية بغية التصدي لنشاط الجماعات المتطرفة في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي".
General Hanana Oueld Henoun, Director General for External Security in #Mauritania, stressed the inextricable linkages between security and development and called on a unified framework to streamline resources in the promotion of good governance and the rule of law pic.twitter.com/2jmPy738Zx
— African Union Political Affairs Peace and Security (@AUC_PAPS) November 5, 2023
وتسعى الدول المشاركة في المؤتمر، الذي يستمر لـ3 أيام، إلى التوصل لـ"تقدير مشترك لنطاق التهديدات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود على دول الساحل والقرن الأفريقي من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز التنسيق الأمني بينها".
وخلال كلمة له في افتتاح المؤتمر، قال وزير الدفاع الموريتاني، حنن ولد سيدي، إن "خطر الجماعات الإرهابية تمدد في منطقة الساحل ما يستدعي تنسيقا بين أجهزة الأمن والمخابرات في المنطقة".
وتابع "إن هذا التهديد يتطلب بإلحاح خلق آلية أمنة وسريعة لتبادل المعلومات الاستخباراتية وضمان التعاون الأمني المستدام وتعزيز مراقبة الحدود فضلا عن بناء القدرات العسكرية وتعزيز الشركات وهذا ما نعمل عليه في الجمهورية الإسلامية الموريتانية".
من جانبها، قالت الأمينة التنفيذية للجنة أجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا، زينب كوتوكو إن منطقة الساحل والقرن الأفريقي تواجه خطر التطرف العنيف ما يستدعي ضررة التنسيق الاستخباراتي بين الدول الأفريقية.
وأضافت "علينا مضاعفة الجهود على نمتمن من السيطرة على هذا التحدي الكبير، وإذا قمنا بتنشيط مساري نواكشوط وجيبوتي فسوف نتمكن من مواجهة هذه التحديات لأن هذين المسارين مهمين جدا في استقرار وأمن القارة الأفريقية".
وعجلت الاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة الساحل في الأشهر الأخيرة بضرورة تفعيل مساري نواكشوط وجيبوتي اللذين أحدثهما الاتحاد الأفريقي عام 2013 بغاية توحيد جهود دول القطرين في مجابهة التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
أيب: الخطر الإرهابي عجل بانعقاد المؤتمر
تعليقا على سياق انعقاد المؤتمر، قال محمدن أيب، المحلل السياسي المتخصص في الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، إن نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل ومنطقة القرن الأفريقي "عجل بضرورة انعقاده لبحث سبل محاربتها".
من أمثلة ذلك، يشير أيب في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إلى سيطرة داعش الإرهابي على نحو 40 في المائة من بوركينا فاسو وعلى 30 في المائة من الحدود المالية، بينما يفرض "تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي" حصارا على المنطقة الممتدة من حدود النيجر إلى حدود موريتانيا.
ويعتقد الخبير في الجماعات المسلحة في منطقة الساحل أن خروج فرنسا من المنطقة "زاد من خطر هذه الجماعات المتطرفة إلى جانب استفادتها من الاضطرابات السياسية التي شهدتها بعض دول الساحل".
لكن التنسيق الاستخباراتي والأمني بين دول منطقة الساحل والقرن الأفريقي، يوضح أيب، يصطدم بضعف بعض دول المنطقة ويحول دون وضع مخططات أمنية لتحييد خطر الجماعات المتطرفة والعصابات الناشطة في الجريمة العابرة للحدود.
ويضيف "تجربة موريتانيا في مكافحة الإرهاب تجربة أشادت بها كل الدول ويمكن للدول الأفريقية الاستفادة منها في حال توفر الدعم التقني والدعم العسكري الغربي لباقي الدول الأفريقية".
الشين: لا بد من دعم دولي
من جانبه، يرى المحلل السياسي والخبير في شؤون الساحل الأفريقي، المختار ولد الشين، أن الاضطرابات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل عجل بضرورة تفعيل آليتي نواكشوط وجيبوتي لمحاربة الإرهاب.
وقال ولد الشين، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن منطقة الساحل ووسط أفريقيا "باتت مرتعا لنشاط عدد من الحركات والجماعات الإرهابية، هذا كله عجل بضرورة تفعيل مساري نواكشوط وجيبوتي للحد من خطر هذه الجماعات وتقوية البنية الأمنية لدول المنطقة".
وتابع المتحدث "الجميع ينسى الخلافات السياسية عندما يتعلق الأمر بمهمة محاربة الإرهاب، لأن ما يهدد نواكشوط يهدد واشنطن وباريس ومختلف البلدان، وكل دول العالم معنية اليوم بمهمة محاربة نشاط هذه الجماعات المسلحة".
من جهته، يعتقد وولد الشين أن المقاربة الموريتانية في محاربة الإرهاب أثبت نجاعتها مع مرور السنوات ويمكنها أن تكون مثالا لباقي الدول الأفريقية، وفق تعبيره.
وأضاف "الجماعات الإرهابية تعمل ليل نهار ولا تؤمن بالدول، لذلك لابد من التنسيق الاستخباراتي لتحييد خطر هذه الجماعات، لكن في المقابل، الأفارقة لا يمكنهم وحدهم محاربة هذه الجماعات لا بد من دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتفكيكها ولا بد من الاستثمار في العنصر البشري وتدريب القوات الأفريقية حتى ينجح التنسيق الاستخباراتي فيما بينها".
المصدر: أصوات مغاربية