الهجرة من إفريقيا لأوروبا.. أعباء إضافية على موريتانيا والترحيل أولى الحلول
شهدت مدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية لموريتانيا والمعبر الرئيسي للأفارقة القادمين من دول الجوار والراغبين في الهجرة نحو أوروبا، انعقاد اجتماع أمني رفيع المستوى أمس الاثنين حول الهجرة بعد أن شهدت المدينة خلال الأسابيع القليلة الماضية تدفق مئات المهاجرين.
وتعتبر مدينة نواذيبو (٤٠٠ كلم شمال نواكشوط) وجهة رئيسية للمهاجرين من دول وسط وغير أفريقيا، الراغبين في العبور نحو حدود الاتحاد الأوروبي البحرية، ما يلقي أعباء إضافية على حرس الحدود الموريتاني وقوات خفر السواحل.
وقال موقع الأخبار المحلي، إن الاجتماع الأمني الأخير جرى بحضور مساعدين لوزير الداخلية ومدير الإدارة الإقليمية وضباط أمنيين سامين والسلطات الإدارية والأمنية بمباني الولاية.
وفي نفس السياق قدر موقع مراسلون المحلي، أعداد المهاجرين الذين تدفقوا على المدينة الساحلية بنحو ألف بعضهم دخل المياه الإقليمية للبلد إثر تعطل المراكب التي كانوا يستقلونها.
ترحيل وتكثيف للدوريات
وفي إطار جهودها لتخفيف حدة "الأزمة"، بدأت السلطات الأمنية، الاثنين بترحيل "عشرات المهاجرين"، في خطوة أولى من مسار التعامل مع موجة المهاجرين الذين توافدوا خلال الأسابيع الأخيرة على البلاد.
وحول الأسباب التي تقف خلف هذه التطورات الأخيرة يقول الخبير في الشؤون الأفريقية محمد عبد الله إن "الأزمة الاقتصادية الطاحنة والظروف الأمنية الصعبة التي تعانيها دول غرب ووسط أفريقيا هي العامل الرئيسي الذي دفع الآلاف من الرجال والنساء لركوب قوارب الموت".
وأضاف عبد الله، في اتصال مع "أصوات مغاربية" أن هذه الحالة تستدعي "المزيد من الجهود من الجميع وخصوصا دول العبور المغاربية وعلى رأسها موريتانيا وليبيا وتونس"، وذلك في ظل الظروف "غير الاعتيادية التي تعيشها المنطقة والعالم".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن "دول الوجهة الأوروبية وخصوصا إسبانيا بدورها مطالبة بدعم جهود السلطات المحلية والأمنية إذ أنها تتحمل أعباء كبيرة في سبيل حماية الأوروبيين من موجات المهاجرين".
وفي نفس الصدد، أشار عبد الله إلى أن التكلفة الإجمالية الناتجة عن "جهود قوات الأمنية الموريتانية لوقف تدفق المهاجرين تزيد على ٦٠ مليون دولار وعلى الأوروبيين المساعدة في تغطية النفقات".
آلاف المهاجرين
في الضفة الأخرى تحث الحكومات الأوروبية الخطى لتطبيق سياسات تعزز جهودها في وقف تدفق الآلاف من المهاجرين الأفارقة غير النظاميين، وذلك عبر عدة إجراءات ما زال بعضها قيد الدراسة حاليا.
وفي هذا السياق اتفق المستشار الألماني أولاف شولتس، ورؤساء الحكومات المحلية في ألمانيا ليل الاثنين الثلاثاء على سلسلة من الإجراءات تهدف إلى جعل ألمانيا "أقل جاذبية للمهاجرين وستدخل حيز التنفيذ العام المقبل"، بحسب الوكالة الفرنسية للأنباء.
وتعتبر إسبانيا إحدى أهم نقاط الدخول الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، وارتفع عدد القادمين الذين وصلوا إلى السواحل الاسبانية وجزر البليار بنسبة ٣٠ في المئة في النصف الأول من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب وزارة الداخلية الإسبانية.
ويطبع العلاقة بين موريتانيا وإسبانيا تعاون كبير على المستويات الأمنية وفي مجالات مكافحة الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة ومحاربة الإرهاب.
وكانت مدريد أعلنت في نوفمبر الماضي، توقيع اتفاقية للتعاون الأمني مع نواكشوط ستحصل بموجبها موريتانيا على آليات لوجستية وأخرى تقنية حديثة لمساعدتها في المجال الأمني.
ومنتصف يونيو الماضي، صادق مجلس الوزراء الموريتاني على مشروع قانون يجيز معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين الحكومة الموريتانية ونظيرتها الإسبانية، الموقعة في العاصمة الإسبانية مدريد في يوليو 2008.
وتشمل تلك المعاهدة بنودا تتعلق بالتعاون في مجالات من بينها الأمن الغذائي، ومكافحة المجاعة، والتعليم، والثقافة، والصحة إضافة الى التعاون في المجال القانوني، والشؤون القنصلية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات.
المصدر: أصوات مغاربية/ مواقع محلية