وقعت ليبيا والجزائر بروتوكولا لإعادة افتتاح منفذ "غدامس - الدبداب" البري بين البلدين، في ثالث خطوة من نوعها على مدى العامين الماضيين بينما يستمر إغلاق المعبر الأهم بين البلدين المغاربيين منذ سنوات.
وأفاد المركز الليبي لإدارة وتشغيل المنافذ البرية، الاثنين، أن وفدا حكوميا ليبيا أنهى زيارة إلى الجزائرية بالتوقيع على محضر إعادة افتتاح وتشغيل منفذ غدامس- الدبداب البري "وفق برتوكول ينظم حركة الاشخاص ونقل البضائع بين الجانبين اتفق عليه فريقا الخبراء الليبي الجزائري".
أغلاق منذ 2014
وأوضح أن مراسم افتتاح المنفذ ستقام خلال الأيام القادمة بعد منح الإذن من وزير المواصلات في الموعد المقترح لتكون بداية لعودة حركة النقل والمواصلات بين ليبيا والجزائر.
ومن شأن الاتفاق على إعادة تشغيل المنفذ بعث الأمل لدى الكثيرين في البلدين، خاصة مع تأكيد العمل على افتتاح المعبر أمام حركة المسافرين أيضاً والتي سيستفيد منها المقيمون قرب المناطق الحدودية ومن يحتاجون للتنقل بين البلدين لأسباب اجتماعية أو سياحية.
انفوجراف #المرصد | اتفاق ليبي جزائري على إعادة فتح معبر غدامس - الدبداب خلال الأيام القادمة بعد سنوات من إغلاقه. #ليبيا pic.twitter.com/OJsyNix0IX
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) November 14, 2023
وتسببت الأوضاع الأمنية التي تعيشها ليبيا منذ سقوط النظام في 2011 في تعرض االمعبر البري الأهم بين ليبيا والجزائر لعمليات إغلاق أوتقييد لحرية تنقل بشكل متكرر على مدى سنوات العقد الماضي.
لكن آخر وأطول إغلاق شهده منفذ غدامس-الدبداب كان الذي حدث بعد تصاعد المعارك بين أطراف الأزمة الليبية منتصف عام 2014، واستمر بعد ذلك لمدة 8 أعوام، حتى عاد الحديث عن قرب افتتاحه منذ نهاية العام الماضي.
وتعول ليبيا على إعادة فتح المعابر الحدودية لتطوير الشراكة الاقتصادية مع دول الجوار رغم عديد المشكلات التي تواجه تنظيم تلك المعابر والرقابة عليها في ظل أوضاع البلاد التي تعاني من ظواهر التهريب عبر الحدود البرية.
أهمية اقتصادية كبيرة
ومن شأن إعادة فتح معبر غدامس- الدبداب الحدودي، الأقرب للساحل بين البلدين، أن يسهل ويدفع بحركة التبادل الاقتصادي على جانبي الحدود خاصة عبر إحياء خطوط النقل البري التي تأثرت كثيراً بسبب الإغلاق.
هل توفر زيارة مواطني #ليبيا باعداد كبيرة الى #الجزائر هذه الايام وجهة جديدة قريبة وبتكاليف معقولة؟ خاصة ان دخول الجزائر بدون تأشيرة والمعاملة بود واحترام، وتملك الجزائر شواطئ ومعالم خلابة. يبقى فتح معبر #الدبداب قرب #غدامس والطيران المباشرة مهما ليسر التواصل بين الشعبين الشقيقين. pic.twitter.com/v0d5iT71j6
— Guma El-Gamaty (@Guma_el_gamaty) July 27, 2022
و في تصريحات له العام الماضي، قال وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري، كمال رزيق قال، إن البلدين يسعيان لرفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 3 مليارات دولار في السنوات المقبلة من خلال "تذليل العقبات التي تواجه عمليات الاستيراد والتصدير".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وليبيا 65 مليون دولار في عام 2021، مقابل 59 مليون دولار في 2020، و31 مليون دولار في 2018. وذلك بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارتي التجارة في البلدين.
شاهد | وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم يقول إن #الجزائر بصدد وضع آخر الترتيبات لإعادة فتح معبر الدبداب الحدودي مع #ليبيا، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي pic.twitter.com/xmbt5Tqltl
— قناة فبراير (@FebruaryChannel) May 30, 2021
ومقابل التفاؤل الذي أبداه كثيرون لقرب افتتاح المنفذ، يخشى البعض من أن تصطدم ن مساعي السلطات الليبية والجزائرية لإعادة فتح المنفذ بالظروف الأمنية الشائكة وحالة الانقسام السياسي ما قد يعرضه للإغلاق مجدداً في أي لحظة.
وتشترك ليبيا والجزائر في حدود تمتد لنحو 1006 كيلومترات، ومعبر الدبداب هو واحد من ثلاثة معابر حدودية، إلى جانب معبري طارات وتينالكوم، ويبعد معبر الدبداب بنحو 20 كيلومترا عن مدينة غدامس الليبية، وهو معبر تجاري هام للبلدين، كما ترتبط عائلات ليبية وجزائرية على جانبيه بروابط أُسرية.
المصدر: أصوات مغاربية