المركز الحدودي "الدبداب"
تعرض معبر غدامس-الدبداب للإغلاق عدة مرات كان أطولها إغلاق عام 2014 والذي استمر لنحو 8 سنوات

وقعت ليبيا والجزائر بروتوكولا لإعادة افتتاح منفذ "غدامس - الدبداب" البري بين البلدين، في ثالث خطوة من نوعها على مدى العامين الماضيين بينما يستمر إغلاق المعبر الأهم بين البلدين المغاربيين منذ سنوات. 

وأفاد المركز الليبي لإدارة وتشغيل المنافذ البرية، الاثنين، أن وفدا حكوميا ليبيا أنهى زيارة إلى الجزائرية بالتوقيع على محضر إعادة افتتاح وتشغيل منفذ غدامس- الدبداب البري "وفق برتوكول ينظم حركة الاشخاص ونقل البضائع بين الجانبين اتفق عليه فريقا الخبراء الليبي الجزائري".

أغلاق منذ 2014

وأوضح أن مراسم افتتاح المنفذ ستقام خلال الأيام القادمة بعد منح الإذن من وزير المواصلات في الموعد المقترح لتكون بداية لعودة حركة النقل والمواصلات بين ليبيا والجزائر.

ومن شأن الاتفاق على إعادة تشغيل المنفذ بعث الأمل لدى الكثيرين في البلدين، خاصة مع تأكيد العمل على افتتاح المعبر أمام حركة المسافرين أيضاً والتي سيستفيد منها المقيمون قرب المناطق الحدودية ومن يحتاجون للتنقل بين البلدين لأسباب اجتماعية أو سياحية.

وتسببت الأوضاع الأمنية التي تعيشها ليبيا منذ سقوط النظام في 2011 في تعرض االمعبر البري الأهم بين ليبيا والجزائر لعمليات إغلاق أوتقييد لحرية تنقل بشكل متكرر على مدى سنوات العقد الماضي.

لكن آخر وأطول إغلاق شهده منفذ غدامس-الدبداب كان الذي حدث بعد تصاعد المعارك بين أطراف الأزمة الليبية منتصف عام 2014، واستمر بعد ذلك لمدة 8 أعوام، حتى عاد الحديث عن قرب افتتاحه منذ نهاية العام الماضي.

وتعول ليبيا على إعادة فتح المعابر الحدودية لتطوير الشراكة الاقتصادية مع دول الجوار رغم عديد المشكلات التي تواجه تنظيم تلك المعابر والرقابة عليها في ظل أوضاع البلاد التي تعاني من ظواهر التهريب عبر الحدود البرية.

أهمية اقتصادية كبيرة

ومن شأن إعادة فتح معبر غدامس- الدبداب الحدودي، الأقرب للساحل بين البلدين،  أن يسهل ويدفع بحركة التبادل الاقتصادي على جانبي الحدود خاصة عبر إحياء خطوط النقل البري التي تأثرت كثيراً بسبب الإغلاق.

و في تصريحات له العام الماضي، قال وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري، كمال رزيق قال، إن البلدين يسعيان لرفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 3 مليارات دولار في السنوات المقبلة من خلال "تذليل العقبات التي تواجه عمليات الاستيراد والتصدير".

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وليبيا 65 مليون دولار  في عام 2021، مقابل 59 مليون دولار في 2020، و31 مليون دولار في 2018. وذلك بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارتي التجارة في البلدين. 

ومقابل التفاؤل الذي أبداه كثيرون لقرب افتتاح المنفذ، يخشى البعض من أن تصطدم ن مساعي السلطات الليبية والجزائرية لإعادة فتح المنفذ بالظروف الأمنية الشائكة وحالة الانقسام السياسي ما قد يعرضه للإغلاق مجدداً في أي لحظة. 

وتشترك ليبيا والجزائر في حدود تمتد لنحو 1006 كيلومترات، ومعبر الدبداب هو واحد من ثلاثة معابر حدودية، إلى جانب معبري طارات وتينالكوم، ويبعد معبر الدبداب بنحو 20 كيلومترا عن مدينة غدامس الليبية، وهو معبر تجاري هام للبلدين، كما ترتبط عائلات ليبية وجزائرية على جانبيه بروابط أُسرية.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

تقارير

نصف قرن من التقارب.. تعرف على الشراكة المغربية الإماراتية بالأرقام

05 ديسمبر 2023

خلال لقاء القمة المغربي-الإماراتي في أبو ظبي، وقّع الملك محمد السادس، ورئيس الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، إعلانا مشتركا حمل شعار الالتزام المستقبلي بتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مجموعة واسعة من القطاعات.

وبحسب نص الإعلان، فإن زيارة العاهل المغربي جاءت بدعوة من آل نهيان، وأن الزعيمين شددا على "العلاقات العميقة" بين بلديهما، مع التأكيد على ضرورة العمل على الارتقاء بها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية.

وبموجب الإعلان، تعهد البلدان بتفعيل التعاون في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية والنقل ومياه الشرب والزراعة والطاقة، والسياحة والعقارات.

وبالدرجة الأساسية، تشمل مذكرات التفاهم الموقعة مد خطوط السكك الحديدية، وبالخصوص القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، وتطوير المطارات والموانئ، بما في ذلك مطارات الدار البيضاء ومراكش.

ومنذ ما يزيد عن نصف قرن يرتبط المغرب بعلاقات دبلوماسية وثقافية واقتصادية مع الإمارات العربية المتحدة.

وفي ما يلي بعض الأرقام عن حجم هذه العلاقات:

1972.. بداية العلاقات

في عام 1972، أرسى البلدان العلاقات بينهما حينما زار الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، الإمارات العربية المتحدة، والتقى بالراحل، زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات. 

وقبل زيارة الحسن الثاني، زار زايد بن سلطان في أبريل 1971 المغرب، الذي كان ضمن أول الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 18 يوليو 1971.

حينها، قرر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات الاتحادية الحالية.

وفي يونيو 1972، فتحت الإمارات سفارة بالرباط، وشكل تبادل البعثات الدبلوماسية بداية لتعاون وثيق في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.

القضايا الحدودية

يدعم المغرب مطالب الإمارات في استعادة سيادتها على الجزر الثلاث التي تسيطر عليها إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، فيما تدعم الإمارات مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية.

ويمثل الدعم السياسي في القضايا الحدودية واحدا من أوجه التقارب السياسي بين البلدين، فقد قامت الإمارات العربية في 2020 بافتتاح قنصلية لها في مدينة العيون، بالصحراء الغربية، وكانت حينها أول قنصلية عربية في المدينة.

التبادل التجاري

وفقا لأرقام مكتب الصرف المغربي (مؤسسة حكومية)، فإن قيمة صادرات المغرب إلى الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى 1.41 مليار درهم (نحو 140 مليون دولار) خلال سنة 2022.

ووصلت صادرت الإمارات إلى المغرب 14.48 مليار درهم سنة 2022، أي ما يزيد عن 1.4 مليار دولار. 

وبحسب وكالة الأنباء المغربية، فإن المملكة تُصدر إلى الإمارات "مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل المنتجات الفلاحية ومنتجات النسيج والفوسفاط، وفي المقابل، يستورد المغرب العديد من المنتجات الإماراتية، وخصوصا البترولية والكيميائية والتجهيزات الإلكترونية".

أكبر شريك عربي

وفي مجال الاستثمارات، تعتبر الإمارات من أهم 20 سوقا يتعامل معها المغرب تجاريًا، فهي المستثمر الثاني عالميا بعد فرنسا في المملكة والأول عربيا.

وتجاوزت قيمة الاستثمارات الإماراتية في المغرب بنهاية سبتمبر 2021 نحو 22 مليار درهم (ستة مليارات دولار)، أي ما يمثل 11 في المئة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر المتدفق على المغرب.

الشراكة بمجال الطاقة

وبالإضافة إلى عزم الإمارات - وفق مذكرات التفاهم الأخيرة - على استكشاف الشراكات الاقتصادية في مشاريع مثل خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، فإن البلاد تمول في الوقت الحالي بشكل جزئي أطول خط كهرباء بحري في العالم، والذي تعتزم شركة إكس لينكس إقامته بين المغرب وبريطانيا.

ففي أبريل الماضي، أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة ومجموعة أوكتوبس إنرجي البريطانية استثمار نحو 40 مليون دولار في المشروع الطموح، الذي انضمت إليه أيضا مؤخرا شركة النفط الفرنسية "توتال إنيرجيز" (TotalEnergies).

ويسعى المشروع إلى تمرير أنابيب الطاقة المتجددة لمسافة أربعة آلاف كيلومتر تقريبا من المغرب إلى إنكلترا لتزويد نحو سبعة ملايين منزل بالكهرباء المولدة من محطات الرياح والشمس في منطقة كلميم واد نون.

وأقامت شركة أبو ظبي للطاقة النظيفة (مصدر)، بالشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مشروع نظام المنزل الشمسي، لتوفير الطاقة لما يقرب من 20 ألف منزل في أكثر من 1000 قرية في جميع أنحاء المغرب، كما أن الشركة الإماراتية جزء من ائتلاف تجاري دولي فاز بمناقصة لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 800 ميغاواط في المغرب.

المصدر: أصوات مغاربية